مقالات الرأى

حازم البهواشي يكتب: في ذكرى ثورة يوليو… من حكايات المنسيين

0:00

المنسيون ليس شرطًا أن يكونوا مستضعفين، كحرافيش (نجيب محفوظ)، لكنهم ليسوا من أصحاب النفوذ أو المال الذين يستطيعون قضاءَ حوائجهم بكلمة، أو هم من البساطة بحيث تُمثل المشكلة لهم معضلة؛ فخطوةُ معظمهم كما نقول (ضيقة) كناية عن عدم القدرة على التصرف، يحتاج دائمًا معه إلى من يُحسن التصرف ليلجأ إليه في المُلمات والمصاعب، لكن منهم أيضًا _ رغم ذلك _ من لا يَعدِمُ الحيلة لقضاء حاجاته التي يحتاج فيها إلى غير مجتمعه، أو حاجات غيره، لكنهم في النهاية جميعًا ليسوا في دائرة الضوء، وتظل حكاياتُهم تُروى ويُتندَّر بها داخل مجتمعاتهم فقط.
من البسطاء المنسيين بطلُ هذه القصة الذي رغم بساطته وعَيْشِه بعيدًا عن صخب الكبار، كان ممن لا يعدمون الحيلة، ولهم ذكاء الشطار ودهاؤهم!

كان مدير مكتب الرئيس (جمال عبد الناصر) للشؤون العامة يُدعى (حسن صبري الخولي)، وكان هناك شخص من إحدى القرى القريبة منا يُدعى الحاج (عباس الخولي)، لا تربطه بمدير مكتب الرئيس أيُّ صلة، لكنه كان حسنَ الهيئة، أو كما نقول (طـَـمـْـبـَـة)، وكذلك يُحسن الحديث.

ذهب الحاج (عباس الخولي) بصحبة أحد معارفه لمقابلة مدير مكتب الرئيس _ دون سابق معرفة أو موعد _، وذلك بعدما قال الحاج (عباس) لهذا الشخص إنه يستطيع حلَّ معضلتِه _ التي استعصتْ _ عن طريق قريبه مدير مكتب الرئيس!!

دخل الحاج (عباس الخولي) إلى مكتب السيد (حسن الخولي)، وسأل عنه، قائلا للسكرتارية: (قولوا له عمك من البلد)!! فقابله الرجل! (من عاداتنا بالريف أن كل كبير من عائلتي وفي سن والدي هو عمي)

وبدأ الحاج (عباس) حديثَه بِلَوْمِ مدير مكتب الرئيس على عدم نزول البلد!!! ثم وكالعادة:
تشربوا إيه يا عمي؟
الحاج عباس: قهوة،
مدير مكتب الرئيس: قهوتك إيه؟
الحاج عباس: وكمان نسيت قهوة عمك؟!!!!!
وبعدها أخبره بمشكلة رفيقِه، حيث تم حلها على الفور!!!!

زر الذهاب إلى الأعلى