مقالات الرأى

جمال نور الدين يكتب : لم نتعلم الدرس

هل وصل بنا الحال إلى هذا المستوى من الجدل حول الرسالة الإعلامية التي أصبحنا نستمع إليها يومياً ونترحم على ما كنا فيه ونحزن على ما وصلنا إليه من استفزاز وسفه وتدنى في الحوار،
هل وصل بنا الحال إلى أن يكون الإعلام سبب الفتنه والوقيعة بين الشعب والدولة بعد أن كان منبراً للمعرفة والتثقيف والترفيه
وهل وصل بنا الحال إلى أن نجهل معنى الرسالة الإعلامية التي نتلقاها من المصدر أو المسئول فننقلها دون وعى أو تدقيق للرأي العام فنثير الفتن بين أفراد الشعب .
وهل وصل الحال إلى أن نستقى معلومات مغلوطه من مواقع التواصل الاجتماعي ونبثها للجماهير فى غياب تام لدور المجلس الأعلى الإعلام ..
كيف سمح البعض من هؤلاء مدعى الإعلام في بث أخبار كاذبه منقولة من وكالات أنباء لها أغراض عدائية تجاه مصر وشعبها من شانها إثارة البلبلة لدى جموع الشعب في وقت لا يسمح بمثل هذه الفتن .
كيف نسمح لأنفسنا من تلقى التصريحات خاصة في المجال الرياضي على علاتها وأغلبها من الشائعات ، مع العلم بأن التصريح له مفعول السحر في غضب واحتقان جموع الشعب المصري الذى يشعر بأن الدولة تحابى الرياضيين واللاعبين على حساب الجميع سواء كانوا من الفقراء او متوسطي الحال وجميعهم نسيج واحد من شعب مصر ، فلماذا التفرقة ، بل لماذا إطلاق تصريحات دون الالمام بالموضوع الذى تتحدث عنه ،
مثل هذه التصريحات المغلوطة اخذت مساحات كبيرة على صفحات الصحف او المواقع الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي بجانب مناقشتها من خلال المصاطب الإعلامية التي تتحدث عن الرياضة وفى النهاية تظهر الحقائق ونكتشف بكذب تلك التصريحات
هل وصل بنا الحال إلى أن نستمع يومياً إلى ما يضر ولا ينفع المشاهدين بسبب بعض الفضائيات وقنوات اليوتيوب التي ليس لها ضابط او رابط
ونقضي أوقاتاً مع اشباه إعلاميين يهاجمون كل من يختلف معهم، هل أصبحنا ننتظر تلك المنابر لكي نضحك
وهل أصبحنا نضحك على برامج تناقش القضايا بشكل سطحي دون وعى بأهمية الرسالة أو مدى تأثير الكلمة على المشاهدين
هناك العديد من البرامج التي أطلق عليها المصاطب الإعلامية أخذت على عاتقها البحث عن الفضائح وأصبحت كالصحافة الصفراء التي كنا نعرفها منذ زمن ليس بالبعيد، وأطلق عليها الإعلام المعاكس .
يا ساده الإعلام رسالة ساميه وكلمة سيحاسبك الله عليها لأن تأثيرها أقوى من أي تأثير أخر
يا عالم ليس بالهجوم تستطيع أن تخطف أنظار المشاهدين وتستحوذ على نسبة مشاهدة تتفاخر بأنها الأكثر بين الفضائيات
نعم الإعلام الرياضي أصبح في أزمه، والأزمة في كونه ملكاً لأشخاص ليسوا على قدر المسئولية ولا لديهم أبسط قواعد وأساسيات الإعلام كما درسناه في الجامعة
الإعلام أصبح مهنة لا مهنة له والوسيلة الأسرع للشهرة أو الاستمرار في طريق الشهرة
يا سادة رحمة بالمشاهدين امنعوا هذه المهازل
ضعوا ضوابط وشروط لمن يتحكم في ساعات الهواء أو يشتريها
مارسوا حقوقكم في اختيار من يستحق الظهور للمشاهدين وإمنعوا من لا يمتلك الأدوات حتى تستقيم الأمور
يا ساده ضعوا ضوابط لمن يملكون قنوات على الانترنت ” اليوتيوب” والذى سيدمر الجميع .

زر الذهاب إلى الأعلى