جمال نور الدين يكتب : كرة القدم والدبلوماسية الكلاسيكية
يبدو أن مقولة أن الرياضه تصلح ما أفسدته السياسه سوف يجعل رسالة الرياضه اكبر من كونها منافسة بين طرفين فقد شاهد العالم فى افتتاح مونديال قطر كم الحفاوة التى تلقاها الرئيس عبد الفتاح السيسى من الشيخ حمد رئيس دولة قطر السابق ووالد تميم .
كما كانت المفاجأة تقارب الرئيسان السيسى وطيب رجب أردوغان بعد قطيعة دامت سنوات بين البلدين على المستوى السياسى والمجتمعي إلا أن العالم أصبح لا يحتمل تلك الصراعات ولابد من تطبيق قرار الأمم المتحدة المعني بالرياضة من أجل التنمية والسلام، وإيماناً منها بأهمية الرياضة في تعزيز التنمية والسلام، ونشر قيم التسامح والاحترام، ولما لها من أثر في تحقيق مجتمع نشط وصحي، فقد أصبحت الدبلوماسية الرياضية جزءًا لا يتجزأ من القوة الناعمة للبلاد بما يسمى الدبلوماسية الكلاسيكية
يقول الزعيم الراحل “نيلسون مانديلا” عن الرياضة بشكل عام و كرة القدم خاصة إنها أكثر وسائل الاتصال فاعلية في العصر الحديث، فهي تصل إلى ملايين الأفراد في جميع أنحاء العالم بشكل مباشر .
ويضيف، أنه ليس هناك شك في أن الرياضة طريقة صالحة لبناء الصداقات بين الشعوب .
وبسبب شعبية كرة القدم عالمياً فقد أصبحت إحدى أدوات القوة الناعمة للدول، ولدورها الكبير في السياسة الدولية .
فقد تبنت دول كثيرة مفهوم “دبلوماسية كرة القدم”والتي تساهم في تحسين صورة الدولة، وتوطيد صداقاتها مع الدول الأخرى، وكذلك تعزيز السلام الدولي والإنساني.
وكثيرًا ما لعبت كرة القدم دورًا في تحسين العلاقات بين الدول بعد فشل الوسائل الدبلوماسية التقليدية، والمثال الأكثر شهرة على ذلك مباراة إيران والولايات المتحدة في كأس العالم بفرنسا عام 1998
ومن هنا يمكن أن تكون الدبلوماسية الرياضية وسيلة لمنع الصراعات المسلحة وتلعب دوراً مهماً للتقارب بين الشعوب.
واستخدمت الرياضة للمرة الأولى في سبعينيات القرن الماضى للتقارب الأمريكي الصيني بعد دعوة 9 من لاعبي تنس الطاولة الأمريكيين لزيارة بكين لإقامة مباريات استعراضية مع اللاعبين الصينيين في أبريل 1971 وجاءت أبرز نتائجها بكسر الثلج في العلاقات بين البلدين.
كما توفر المنافسات الرياضية الدولية مساحة لاجتماعات واتصالات سياسية مثمرة، فقد حولت دورة الألعاب الأولمبية 2014 سوتشي إلى مكان لعقد اجتماعات رسمية بين الرئيس بوتين وقادة هولندا وتركيا واليابان والصين، كما كان كأس العالم 2018 في روسيا مكانا صالحا لاجتماعات سياسية بين قادة وزعماء دول وهو ما يدل على أهمية الدبلوماسية الرياضية كأداة للحوار وتقارب الشعوب وإحلال السلام بين البشر ..