مقالات الرأى

جمال قرين يكتب : مصر تمرض ولا تموت

ثمة تجاذبات ونقاشات تدور الٱن فى الشارع المصرى من كافة الطبقات حول الوضع الاقتصادى الصعب الذى تمر به البلاد ‘ والكل يدلو بدلوه من يفهم فى الاقتصاد ومن لايفهم وكله بيهرى ..والناس محقة فى ذلك اولا للظروف المعيشية التى تزداد صعوبة كل يوم وثانيا بسبب خوفهم على بلدهم .. وبالتأكيد هم محتاجين حد من الحكومة يخرج يكلمهم ويطمئنهم  بشكل علمى مدروس ومن غيرمبالغة أو تهوين لأن الأمر جد وخطير وهناك من يستغل مثل هذه الظروف لتصفية حساباته مع الجميع.

وينبغى أن تكون مصر فى قلب وعقل كل مواطن الٱن حتى يمكن الخروج من الأزمة الراهنة بشرط ان تقوم الحكومة بتوضيح الصورة كما قلت وبدون تعتيم وساعتها سيقف المصريون جنبا إلى جنب بجوار صانعى القرار فى تقديم حلول ناجزة للخروج من الأزمة التى تسببت فى غلاء الأسعار وبالتالى زيادة الأعباء المعيشية علي المواطنين من أصحاب الدخول البسيطة وهم كثر مثل أصحاب المعاشات الذين يتجاوز عددهم العشرة ملايين الٱن بالإضافة للفئات الأكثر فقرا والتى تحصل على معاش تكافل وكرامة والضمان الاجتماعى ولانغفل العاملين بالدولة ..

وأقترح على الحكومة للخروج من هذه الأزمة أن يتم حصر جميع المشروعات التى تنتوى الدولة تنفيذها وإرجاء البعض منها خاصة المشروعات التى إذا تم تأجيلها لن يكون لها أى ٱثار أو تداعيات اقتصادية أو اجتماعية على المواطنين فى المستقبل ‘ ونعطى أهمية كبيرة للمشروعات الأخرى التى تحتاجها مصر الٱن وفى مقدمتها المشروعات المنتجة ولامانع من إنشاء بعض الطرق والمحاور الجديدة التى تخدم على المصانع باعتبارها من أدوات الإنتاج أيضا لأنها تربط بين المدن الصناعية والموانئ بهدف التصدير وزيادة معدلاته ‘ وكذلك تشجيع الاستثمارات الخارجية وتوفير المناخ المناسب لها من غير تسويف ولاروتين ‘ أيضا تشجيع المصريين بالخارج على ضخ مزيد من الأموال فى البنوك الوطنية وبالعملة الصعبة (الدولار) ومنحهم عائدا مجزيا ‘
وترشيد الإنفاق فى المؤسسات الحكومية ومواكب الوزراء ‘ ولاننسى الاستمرار فى دعم هذه الفئات ‘ أصحاب المعاشات والعاملين بالدولة وزيادة مخصصات التموين لهذه الشرائح من سكر وشاى وزيت وأرز ومكرونة وفول وعدس وجبن وسمن وزيادة مقررات الخبز أيضا ‘ وهذا الدعم لاتنفرد به مصر وحدها

وهناك دول كثيرة ومتقدمة تأخذ به مثل فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية وكندا وبريطانيا وغيرها الكثير’ وفى المقابل مطلوب من المصريين الاصطفاف والتكاتف من أجل أن تنهض مصر من كبوتها لأنه مع الأمن والاستقرار يولد الأمل .. وعلى الجميع أن يثق أن مصر قد تمرض ولكنها لن تموت بإذن الله
وأقترح أيضا على حكومة د. مدبولى مراقبة الأسواق بصرامة ‘ لأن معظم التجار يضعون أسعارا بمزاجهم ‘ وياريت يبقى فيه تسعيرة بلاش نقول جبرية عبارة عن هامش ربح معين يلتزم به التجار أمام زبائنهم ويقوم مفتشو التموين بمراقبتهم بشكل صارم لأن التجار يقومون بزيادة أسعار السلع كل دقيقة والمواطن أصبح هو الضحية خاصة الطبقات محدودة الدخل والتى لاتستطيع الوفاء بالتزاماتها المعيشية ..
كما أقترح على وزارة التموين أن تتوسع فى إنشاء المجمعات الاستهلاكية فى المدن والقرى والكفور وتزودها بالسلع الغذائية الضرورية مثل : الزيت والارز والسكر والمكرونة والفول والعدس والجبن بأنواعها والسمن بالإضافة إلى اللحوم الطازجة والمستوردة والفراخ والأسماك على غرار ماكانت تفعل الحكومة فى عهد ناصر والسادات وال 6سنوات الأولى من حكم مبارك ..

أتمنى أن يكون للدولة الكلمة العليا فى موضوع الأسعار ولاتترك التجار الجشعين يتلاعبون بقوت الشعب بهذه الطريقة الفجة وغير المسئولة ‘ لأن غالبية المصريين لايريدون ثورات ولااحتجاجات أخرى من عينة 25يناير أو 78 لأنهم يدركون أن أى احتجاجات ستندس لها الجماعات المتطرفة المخربة والتى تتخذ الدين ستارا بهدف تصفية حساباتهم مع الجميع .. ومحاولة فرض أفكارهم الجهنمية بالقوة على المصريين المتدينين بالفطرة ‘ حمى الله مصر ووقاها شر الفتن

زر الذهاب إلى الأعلى