أظهرت دراسة يابانية أثرية جديدة أن الجماجم البشرية المعدلة التي عثر عليها في أحد مواقع الدفن القديمة باليابان قد تم تعديلها عن عمد في كل من الرجال والنساء بهدف التعبير عن الهوية الجماعية وربما أيضًا لإقامة علاقات تجارية مع الدول الأخرى.
مفلطح ومربع
ففي جميع الجماجم التي تم العثور عليها كان الجزء في مؤخرة الرأس مفلطح ومربعًا بدلًا من كونه مستديرًا، وأشار العلماء إلى أنه ربما استطاع شعب اليابان القديم فعل ذلك من حلال ربط الرأس أو الضغط عليها على سطح مستوى أثناء الطفولة.
شعب هيروتا
وأرجع العلماء هذه الجماجم إلى أفراد شعب هيروتا الذين عاشوا في جزيرة تانيغاشيما بجنوب اليابان من القرن الثالث إلى القرن السابع. وقد تم العثور عليهم في قبر كبير تم التنقيب عنه لأول مرة في الخمسينيات من القرن الماضي ثم في وقت لاحق في أوائل القرن الحادي والعشرين. وفقًا لموقع CNN.
واحتوى هذا الموقع على مئات الهياكل العظمية وتم تزيين 90% من القبور بخرز صدفي وزجاجي وأساور مما يوحي بأن جميع هذه المدافن تضم أشخاصًا من نفس الطبقة الاجتماعية.
هيكل عظمي لشعب هيروتا
وأوضح فريق الدارسة أن ” أفراد شعب هيروتا مارسوا تشوهًا في الجمجمة – بغض النظر عن الرتبة الاجتماعية أو النوع”.
أصداف غير محلية
كما قال المؤلفان المشاركان بالدراسة الدكتور نوريكو سيغوتشي، الأستاذ المشارك بكلية الدراسات الاجتماعية والثقافية في جامعة كيوشو في اليابان، والدكتور جيمس فرانسيس لوفتوس الثالث، أ. زميل باحث ما بعد الدكتوراه في الجامعة أن ” الأصداف التي تزين مدافن شعب هيروتا التي تم العثور عليها وفيرة ولكنها لم تكن محلية الصنع. فربما نشأت القطع الأثرية هذه على بعد آلاف الكيلومترات جنوب موقع الدفن، مما يشير إلى أن سكان هيروتا كانوا يتاجرون بها.”
وهو الأمر الذي جعل الباحثون يقترحون أنه من الممكن أن تلعب إعادة تشكيل الجماجم في شعب هيروتا دورًا في نجاحهم التجاري.
وقال سيغوتشي ولوفتوس “نفترض إن شعب هيروتا قد شوهوا جمجمتهم للحفاظ على هوية المجموعة ومن المحتمل أن يسهلوا التجارة بعيدة المدى للمحار، على النحو الذي تدعمه الأدلة الأثرية”.