تعرف على أضرار عوادم السيارات وتأثيرها على البيئة وأهمية مؤتمر Cop27
——————————
بوابة “مصر الآن” | متابعات
منذ بداية الصناعة على مر العصور، والتغيير الكبير التى تشهده بعض الصناعات خاصة صناعة السيارات نجد أن جميع السيارات تعمل بالبنزين أو بالسولار والهايبرد منتشرة فى العالم حتى الآن، لذا الأمل كل الأمل فى التحول لصناعة السيارات الكهربائية بالكامل وهذا ما صرح عنه غالبية مصنعى السيارات على مستوى العالم أن عام 2030 لن ينتج أى سيارة تعمل بالبنزين والتحول للأخضر هو هدفنا لحماية كوكب الأرض والتغييرات المناخية التى تتسبب بكوارث كبرى على مستوى العالم.
هذا إلى جانب المشاكل الصحية الخطيرة التى تصيب الإنسان، بسبب عوادم السيارات وخاصة فى السيارات القديمة، كما تؤثر هذه العوادم على البيئة المحيطة بنا من نبات وحيوان ومياه، وتؤدى لزيادة نسبة التلوث بمعدلات خطيرة علينا الوقوف أمامها لحظات لنعى خطورة الموقف ونعمل سويا فى مجتمعاتنا على تقليل هذه النسبة حفاظا على البيئة التى نحن جزء منها وحفاظا على صحتنا.
من هنا ظهر اهتمام الدولة المصرية بتوطين صناعة السيارات الكهربائية طبقا لخطة الدولة 2030 للتحول للأخضر ليس هذا فقط وإنما استضافة مصر لمؤتمر المناخ cop27 يعد أكبر دليل على رؤية الدولة لأهمية الحفاظ على كوكب الأرض من مختلف الانبعاثات الضارة.
كيف تؤذى العوادم البيئة والإنسان :
تنتج عوادم السيارات عن عملية احتراق وقود السيارات سوار البنزين أو الديزل فى محرك السيارة، والتى تسبب انبعاث وتبخر الكربون خلال حركة السيارة، وفى حالة وجود أخطاء ناتجة عن عطل ما ينتج الكربون مختلطا بأكاسيد أخرى ضارة وغير محترقة مثل ثانى اكسيد الكربون، أول أكسيد الكربون، أكاسيد النيتروجين، وهيدروكربونات الغير محترقة.
ومن الأسباب التى تؤدى لانبعاث عادم السيارة فى حال استخدام البنزين الخالى من الرصاص، مما يدل على وجود مشكلة كهربائية فى المحرك، والتى تعمل على عدم احتراق البنزين بطريقة صحيحة وإنبعاث الدخان الأسود وهو عادم خطير وضار جدا بالصحة
تتكون عوادم السيارات من خليط مكون من جسيمات صلبة، أو قطرات سائلة، أو خليط من الدقائق الغازية، والتى تمثل المشكلة الأساسية على صحة الإنسان، حيث يتم دخولها للرئتين عن طريق التنفس مسببة العديد من المشاكل على وظائف الرئة
تتمثل المشاكل الصحية لتلك المكونات الدقيقة لعادم السيارات، والتى يقدر حجمها بأقل من 10ميكرومتر، فى زيادة عد الوفيات، وزيادة عدد المصابين بأمراض القلب والصدر، ومرضى الحساسية والربو الشعبى الذى انتشر بشكل مخيف، إلى جانب زيادة حالات الفشل التنفسى والالتهابات الشعبية المزمنة، وحساسية الجيوب الأنفية، ومضاعفاتها السرطانية.
تعد عوادم السيارات أحد مسببات للإصابة بسرطان الدم وأورام الغدد الليمفاوية، حيث أنه يعمل على تثبيط نخاع العظام، وإعاقة نضوج خلايا الدم، إلى جانب تأثيره على قدرة الدم فى نقل الأكسجين، مما يؤدى لزيادة الضرر لمرضى القلب، واصابة الرئتين وصعوبة التنفس، كما تسبب الهيدروكربونات المسببة للسرطان، وخاصة عوادم احتراق الديزل التى أدت لزيادة نسبة الإصابة بسرطان الرئة بنسبة تقدر ب % 40.
من المعروف الأثر السلبى للرصاص الناتج من عوادم السيارات على الإدراك العقلى والفكرى للأطفال، حيث يؤثر على كثير من وظائف المخ مثل التركيز، واللغة، والتناسق العضلى، والذى يمتد أثره المزمن على القدرات الوظيفية فى سن الشباب، إلى جانب تأثير الرصاص على قدرة الإخصاب والإنجاب، ويعد الأطفال أكثر الفئات تعرضا لأخطار الرصاص، حيث تمتص أجسامهم كميات أكبر بنسبة 35 مرة أكثر من الكبار.
كما تؤثر عوامل عوادم السيارات على الإنسان وصحته بشكل مباشر، فهى ذات تأثير على البيئة لا يقلل ضررا، حيث تتفاعل أكاسيد النيتروجين والهيدركربونات مع أشعة الشمس مما يسبب ضررا على طبقة الأوزون الموجودة فى طبقات الجو العليا، والتى تعمل على حماية كوكب الأرض من أشعة الشمس الضارة، وقد ثبت أثر أكسيد النيتروجين، وثانى اكسيد الكربون على حدوث الاحتباس الحرارى والذى يؤدى لارتفاع درجة حرارة الأرض ونقص المياه، وحدوث الفيضانات وجفاف التربة.
كما تتسبب الأكاسيد النيتروجينية إلى تكوين الأمطار الحمضية، والقضاء على الثروة السمكية فى البحار والأنهار، والثروة النباتية والمزروعات، كما يعمل على تدهور الملاحة الجوية لصعوبة الرؤية للطيارين نظرا لتكون الضباب الحمضى.
نظرا لأهمية الصحة للإنسان فلابد له من الحفاظ عليها وتجنب تلويث البيئة المحيطة به والتى هى المصدر الرئيسى لإصابته بالعديد من الأمراض، وذلك بتجنب إستعمال الأجهزة والآلات الملوثة والتى تسبب إنبعاث الغازات الضارة، والعمل على إستعمال الطاقة النظيفة مثل المياه والخلايا الضوئية، إلى جانب التوعية المجتمعية بأضرار شراء الأغذية المكشوفة المعرضة لعوادم السيارات والتى يتم بيعها على الأرصفة، أو الخضروات والفاكهة واللحوم المعرضة للأسمدة الكيمائية الضارة.
يذكر أن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء فد ذكر فى تقرير سابق بمناسبة الاحتفال باليوم العالمى للحفاظ على طبقة الأوزون لعام 2022، والذى وافق السادس عشر من سبتمبرمن كل عام، وهو ذكرى التوقيع على بروتوكول مونتريال عام 1987، بشأن المواد المستنفذة لطبقة الأوزون وهى معاهدة دولية تهدف الى حماية طبقة الأوزون من خلال التخلص التدريجى من إنتاج بعض المواد المسئولة عن تأكل طبقة الأوزون.
وبلغ عدد الدول التى وقعت على البروتوكول حتى الأن 190 دولة، ويأتى الاحتفال هذا العام تحت شعار بمرور 35 عاماً على توقيع بروتوكول “مونتريال” “عالمى لحماية الحياة على الأرض”.
حيث أبرز التقرير المؤشرات التى انخفضت كمية الاستهلاك من المواد المستنفذة لطبقة الأوزون فى مصر (مركبات الهيدروكلوروفلوركربون) من 4.5 الف طن عام(2020) الى 3.8 ألف طن عام (2021) بنسبة انخفاض قدرها 15.6%.
وارتفعت كمية الطاقة الكهربائية المولدة فى مصر من مصادر الطاقة المتجددة (طاقة الرياح/ الطاقة الشمسية) من 8.7 ألف جيجاوات /ساعة، وجاءت مصر فى المركز رقم 21 من بين 64 دولة فى مــؤشر أداء تغــير المنـاخ (CCPI) خلال عام 2022، وهو مؤشر يهدف إلى تقييم السياسات والبرامج المتبعة فى الدول المختلفة لمواجهة تغير المناخ، ويصدر عن منظمة البيئة والتنمية الألمانية جيرمان واتش (German Watc)، وتقدم نسخة محدثة منه لمؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ بشكل سنوى.