يصف خبيران في المجال الاستراتيجي والاستخباراتي أن الوثائق الأميركية السرية المسربة بشأن الحرب في أوكرانيا ومواضيع دولية أخرى ، جزء من حرب تضليل تخوضها واشنطن، أكثر من كونها انتهاكا استخباراتيا غير مسبوق.
في تصريحات صحفية يشير رئيس المركز الأوروبي لمكافحة الإرهاب والاستخبارات في ألمانيا، جاسم محمد، إلى أن “الصحف الأميركية تأخذ تسريبات البنتاغون في ناحية التضليل”.
الوثائق ليست مسربة من الاستخبارات المركزية أو البنتاغون بشكل مباشر وتهدف بشكل أساسي لـ”التشتيت والتمويه” وفقا لجاسم محمد.
حسب جاسم محمد فإن الوثائق المسربة غير مهمة؛ لأنها “لا تحمل معلومات ذات سرية عالية”، ورغم أنها مختومة وصادرة من البنتاغون، لكن لا يوجد بها الكثير من التفاصيل.
يتفق مع الطرح السابق، الخبير الاستراتيجي والعسكري، العميد ناجي ملاعب، الذي صرح هو الآخر مرجحا كون المعلومات المسربة خاطئة وتهدف إلى التضليل.
فحوى التسريب حول أوكرانيا
يحقق البنتاغون في منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تزعم أنها تكشف عن وثائق حكومية أميركية سرية للغاية بشأن الحرب في أوكرانيا ومواضيع دولية أخرى، فيما يمكن أن يكون أحد أخطر الانتهاكات الاستخبارية منذ عقود.
تم نشر أكثر من 100 وثيقة كتب عليها “سري للغاية”، يبدو أنها صادرة من داخل الجيش الأميركي ووكالات الاستخبارات تتضمن تفاصيل حول معركة باخموت، والتحديات التي واجهت القوات الأوكرانية، ومعلومات سرية حول الأسلحة والدعم الذي قدمته الولايات المتحدة إلى كييف.
كيف تم تسريب الوثائق؟ ولماذا؟
وفقا لناجي ملاعب يحمل التسريب ثلاثة احتمالات:
الأول: تضليل إعلامي تقوده الولايات المتحدة لتسريب معلومات خاطئة لتحقيق أهداف عسكرية على غرار نجاح القوات الأوكرانية في “تحرير” خيرسون جنوب البلاد قبل أشهر بعد الإيحاء بالقيام بعمليات عسكرية شرق أوكرانيا.
الثاني: تضليل إعلامي تقوده روسيا، يهدف لإفشال مخططات القوات الأوكرانية قبيل معركة الربيع بالإعلان عن امتلاك الاستخبارات الروسية “خطط المعارك المرتقبة”.
هناك وثيقة تزعم أن خسائر الروس أقل من الأوكرانيين، وهذا يمكن أن يدل على أن موسكو تحاول إحباط الهمم لدى كييف.
الثالث: تضليل إعلامي قادته الولايات المتحدة وتستفاد منه روسيا بإحباط الهمم لدى الأوكرانيين.
يتفق الخبيران على كون ذلك التسريب جزءا من “حرب تضليل” قبيل معركة الربيع التي ينتظرها الجميع بعدما تم استنزاف القوات الروسية ونظيرتها الأوكرانية في معركة “باخموت” الأشهر الماضية.