ثقافة وابداع

بحضور النقاد والشعراء.قصائد الليل في بيت الشعر بالشارقة

كتب: عطا عبد العال

0:00

في إطار فعاليات منتدى الثلاثاء، أقام بيت الشعر بالشارقة أمسية شعرية، مساء أمس الثلاثاء 16 يوليو، شارك فيها ثلاثة شعراء، حلّقوا بنصوصهم في أجواء الفرح والحلم والجمال، وشارك في هذه الأمسية كل من الشاعر أحمد الأخرس، والشاعرة أحلام بناوي، والشاعر الدكتور عبدالمجيد فلاح، بحضور الشاعر محمد عبد الله البريكي، مدير بيت الشعر، وجمهور غفير من الشعراء والنقاد ومحبي الشعر، الذين كانوا في الموعد كعادتهم فاكتظ بهم المكان، وتفاعلوا بشكل كبير مع الشعراء والقصائد.
وبدأت الأمسية بتقديم الإعلامي أحمد العمّار، التي أشاد بجهود صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لجعله من إمارة الشارقة، وجهة الأدباء، وبوصلة الشعراء، كما أشاد بمتابعة دائرة الثقافة وبجهود بيت الشعر، وقال في تقديمه: “هي الإمارة التي نهلت وتنهل من وهج وفكر صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وتحتضن المثقفين المبدعين والشعراء المتألقين “.
افتتح القراءات الشاعر الدكتور عبدالمجيد فلاح، الذي مارس هواية الشعر في السباحة على صفحة الليل، وهو يكتب للقمر مواجداً تنضح بالصفاء والعاطفة والعشق:

نذران صِمْتُهما نَــــــفْلاً فما طَفِــــقا
يَسْتمطِــرانِ عليَّ اللَّيلَ والأرقـــا
وما ظننتُ بأنَّ العشــقَ قافيتي
فاسألْ لهُ الجَفْنَ لا بلْ فاسألِ الغَسَقا
هُزّي إليكِ حِبالَ الصّبحِ وانتظـري
جدائلَ الوجدِ فوقَ الدربِ قَد عُتِقا
يا عيدُ لا تعجلَـــنْ، قد مسّني وَلَهٌ
مُذ دمعتي سُكِبت، فالغيمتانِ رُقى

ولوطنه كتب عبدالمجيد فلاح أرق مشاعره الممزوجة بالحزن والأمل بالعودة إلى رباه التي توزع الياسمين على الأرواح:
سأُسبل دمعةً غرقى بحزني
وأمسحُ فيهما نهرَ الجبين
إذا ما شِيم برقٌ من شآمي
تورَّد من دمي دمعُ العيون
أقولُ لهم: ذروني في رباها
أشمَّ ترابَ قبلتها ذروني
تراودني على خجلٍ سعادٌ
حلفتُ اللهَ لم أحنث يميني
وقلتُ مخافةَ الواشين : عنّي،
فغيرُ الشامِ لم أعرف، يقيني

بعده قرأت الشاعرة أحلام بناوي مجموعة من النصوص الذاتية، بلغة شفيفة ومشاعر مرهفة، ومن نص “كف النداءات”:
لا أكتب الشعر بل أتلو ضياعاتي
لم نترك الأمسَ حتّى نبلغَ الآتي

أبكي وأضحك أو ما بينها ولَهاً
إن الحقيقة مأساتي وملهاتي

قميص شِعْريَ ما أسطيعُ أرتقه
وأعجنُ (الميجَنا) من قمحِ آهاتي

مِن عُروة الحُزنِ فَرَّ القلبُ مبتسماً
حُرَّ السقوطِ على كفّ النداءاتِ
ثم قرأت للإنسانية والعروبة، معرجة على واقع الحال الذي تتمناه أجمل، وهو ما تكشفه حرفها في النص:

صُنْ ماءَ وجهِكَ إنَّ الماءَ ينسكِبُ
قد تَجفُلُ الخيل إلا أننا عربُ

صُنْ ماءَ قلبِكَ عما يعتريه ضحى
إن القلوبَ كما الأيام تنقَلِبُ

خَصرُ الكمنجة لم تنْحَتْه كفُّ يدٍ
بل دمع زرياب يحنو تحته الخشبُ

لا يخدَعَنَّكَ أنْ للتّبْرِ مِن مِيَزٍ
إذا يذوبُ، فقد يُسْتَنْزَفُ الذّهَبُ

واختتم القراءات الشاعر أحمد الأخرس، الذي تميزت نصوصه بالتحليق في فضاءات شعرية عالية التأمل، مقتنصة من الخيال صوراً تضيف إلى نصه بهاء، ومن نص “عُروجٌ إلى السّؤال الأوّل”:

أَرْهِفوا السَّمْعَ ثَمَّ صَوْتٌ تجَلّى
ثَمَّ لَيْلٌ .. وثَمَّ نَجْمٌ تَلَأْلا

ثَمَّ زَيْتونةٌ على الطّورِ ضاءتْ
لا لِزَيْتٍ بِها ولا هي حُبْلى

تِلْكَ ناري الّتي رأَيْتُ قَديماً
مُذْ تَخَيَّرتُ لُثْغَةَ الجَمْرِ حَلّا

امْكُثوا ها هُنا لِآنَسَ مِنْها
أو أُنادَى لَها وأَخْلَعَ نَعْلا

وقرأ نصوصاً أخرى، اشتغل فيها على شكل التفعيلة، واستغل مساحتها لنثر ورد اللغة على المعنى، ومن نص “صولو على الجبل” التي أهداها إلى ذاته:
بعدَ أكثر من ألفِ يومٍ من الآنَ
مازالَ رأسيَ يؤلِمني؛
لا لأنّي أعودُ بذاكرتي حينَ كنّا معاً..
بل لأنَّ ارتطامَ عظامِكِ بالأرضِ هشَّمَني
ما الذي قدْ يُرَمِّمُ جُمجُمتي يا حبيبةَ قلبي؟
أنا أَتَوَجَّعُ فوقَ الحبالِ،
فكيفَ أوازِنُ ما بين قلبي وعقلي
إذا مرَّ طيفُكَ بينهُما فوق حبلِ خَيالي؟
أخافُ علَيكِ من السَّقطةِ الثانية!

في ختام الأمسية كرّم الشاعر محمد البريكي الشعراء ومقدم الأمسية.

زر الذهاب إلى الأعلى