بحضور السفير الأوزبكى .. مناقشة رواية (الأيام الخوالى) لعبد الله قادرى “بالأعلى للثقافة
كتبت : أنس الوجود رضوان
نظمت لجنة الترجمة بالمجلس الأعلى للثقافة بحضور مقررها الدكتور حسين محمود، محاضرة لمناقشة كتاب: (الأيام الخوالى) للكاتب الأوزبكى عبد الله قادرى، التى ترجمها إلى العربية الكاتب الدكتور محمد نصر الدين الجبالى، وذلك بحضور السيد السفير منصور بك كليتشيف؛ سفير جمهورية أوزبكستان بالقاهرة، وانطلقت الأمسية مساء أمس الأحد الموافق 26 من شهر مايو الجارى، وأدار النقاش الدكتور حسين محمود؛ عميد كلية اللغات والترجمة بجامعة بدر، ومقرر لجنة الترجمة بالمجلس، وحاضر فيها الدكتور محمد نصر الجبالى، مترجم الرواية وعميد كلية الألسن جامعة الأقصر، وعضو لجنة الترجمة.
وُلد مؤلف الرواية الأديب عبد الله قادرى عام 1894 فى طشقند عاصمة أوزبكستان لعائلة ثرية، ونشأ مُختلطًا بمختلف فئات المجتمع، من تجار ومزارعين وكذلك ما بين الأغنياء والفقراء؛ و لعبت الطبقة الكادحة دورًا محوريًا فى تشكيل نظرته إلى العالم ورؤيته للمستقبل، وتُعد رواية (الأيام الخوالى) للكاتب الأوزبكى عبد الله قادرى، والتى تُرجمت إلى العربية ونشرتها دار المعارف بالتعاون مع سفارة أوبكستان بالقاهرة، علامة فارقة فى الأدب الأوزبكى؛ فهى أول رواية واقعية تُكتب فى هذا البلد، وأكثرها شعبيةً وبحثًا ودراسةً؛ حيث يُخاطب قادرى القارئ مباشرةً فى رحلة غنية عبر صفحات الرواية، رسم فيها صورًا بديعة وجسدَّ من خلالها الحقيقة بكل مرارتها وجمالها.
أوضح الدكتور محمد نصر الجبالى، مترجم رواية (الأيام الخوالى) لعبد الله قادرى أن الرواية تُعد واقعية وتُجسّد صراعات اجتماعية وأخلاقية معقدة، كما تُقدم صورة اجتماعية عميقة.
يُصوّر قادرى فى روايته التقاليد الشعبية، والطقوس الدينية، والقوانين غير المكتوبة التى سادت في ممالك حاكم طشقند عزيز بك، الذى حكم طشقند لمدة ثلاث سنوات شهدت تراجعًا فى التجارة، وإفلاسًا للحرفيين، وانخفاضًا ملحوظًا فى محاصيل الزراعية، وتُبرز الرواية فكرة الفقر الروحى لمن هم فى السلطة، وعزلة النخبة الحاكمة عن هموم الشعب، وعدم قدرتهم على فهم المشكلات الاجتماعية الملحة وإيجاد حلول لها، وأشار إلى أن هذه الرواية تُمثل ذروة إبداع عبد الله قادرى وعلامة بارزة فى تطور كتابة النثر الأوزبكى؛ حيث تُظهر مهارة كاتبها الفنية الكبيرة، وكشفه الصادق لمظالم عالم الإقطاع، كما أشار أيضًا فى مختتم حديثه إلى أنها تُعد أول رواية واقعية فى الأدب الأوزبكى، وأكثرها شعبيةً وبحثًا ودراسةً؛ فنجد المؤلف يخاطب القارئ مباشرةً عبر صفحات الرواية، ويرسم صورًا بديعةً، وينقل الحقيقة بكل مرارتها وجمالها، كما أوضح أن تحليل الرواية تاريخيًا استند على جذور الأحداث، والصراع المستمر بين النور والظلام، والحق والباطل، والحقيقة والكذب، وقد نجح قادرى فى تقديم وصف ثري للتقاليد الشعبية والدينية، والطقوس، والقوانين غير المكتوبة التى كانت سارية فى تلك الحقبة، واستطاع من خلال قصة حب عادية أن يطرح الإشكالية الأكثر تعقيدًا، والتى تتمثل فى الصراع بين الخير والشر.