أخبار المحروسة

انتهى أول يوم بالانتخابات الرئاسية كما بدأ.. إقبال تاريخي بلغ حد التكدس والطوابير استمرت لآخر لحظة

0:00

اختتم اليوم الأول من ماراثون الانتخابات الرئاسية، كما بدأ. لا جديد يُذكر عن الطوابير الطويلة والزحام الشديد الذي شهدته مختلف اللجان على مستوى الجمهورية، في مظهر حضاري يعكس لأي درجة أصبح لدى المصريين بمختلف انتماءاتهم وطبقاتهم الاجتماعية، وعي وفهم وإدراك لما تفرضه الظروف الراهنة، وكيف يمكن أن يصل صوتهم لجموع العالم بطريقة راقية، من خلال ممارسة حقهم الدستوري في اختيار رئيسهم ورسم مستقبلهم بأيديهم.

 

تلك الحقائق كشفت عنها الهيئة الوطنية للانتخابات، عندما أعلنت عن كثافة الحضور بشكل غير مسبوق، لدرجة أنها استعانت بقضاة وموظفين في بعض اللجان، أمام الزحام والتكدس من جانب المواطنين، سعيا إلى التسهيل عليهم وعدم إرهاقهم، وكي لا ينتظرون أوقاتا طويلة للإدلاء بأصواتهم، وهو موقف كشف بوضوح عن رسالتين بالغتي الأهمية: الأولى أن الناخبين نزلوا بكثافة بلغت حد الزحام، والثانية أن مؤسسات الدولة عازمة على تذليل كل العقبات أمام المصوتين، ولديها حلول جذرية عاجلة للتعامل مع أي طارئ، مثل مشاهد الزحام.

 

حتى أن المؤسسات الحقوقية، المحلية والدولية، المعنية بمتابعة العملية الانتخابية، هي نفسها من أقرت بالحضور الكثيف من جانب المواطنين بمختلف فئاتهم، دون أية مظاهر للحشد المقصود أو وقائع ترتقي لشبهة المخالفة، وهي حقيقة أيضا أكدت عليها الهيئة الوطنية للانتخابات، ومختلف اللجان المعنية بمتابعة العملية الانتخابية من جانب المرشحين الأربعة، وبعض الأحزاب والكيانات التي طلبت المشاركة في المتابعة.

 

وبحسب ما أشارت إليه غرف العمليات المركزية للمرشحين للانتخابات الرئاسية، فإن اليوم الأول لم يسجل أية خروقات للعملية الانتخابية، وأن ثمة التزام من الجميع سواء من المرشحين وأنصارهم أو من القائمين على العملية الانتخابية، فيما يشير إلى جدية الانتخابات وما تخللها من معانٍ واضحة للديمقراطية والشفافية التي ظهرت جلية خلال تصويت المصريين من الساعة الأولى حتى الأخيرة لليوم الأول للانتخابات.

 

ما جعل لهذه الانتخابات من خصوصية، هي تلك المشاهد التي رصدتها عدسات وسائل الإعلام المختلفة من طوابير وزحام أمام اللجان، من مختلف الفئات العمرية من الشباب والشيوخ والعجائز، وكذلك ما شهدته من مشاركة فاعلة للمرأة المصرية التي حرصت على الحضور بكثافة هائلة في مختلف ربوع محافظات مصر، وكذلك تيسير العملية الانتخابية للراغبين في إدلاء أصواتهم من كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة.

 

انتخابات بدت جديتها والتزامها برغبات المواطنين، فلكل مواطن الحق في الإدلاء بصوته لمن يختاره، كما أن المصريين وخلال هذا الحشد غير المسبوق في انتخابات نظيرة لها، وفق ما أكده تقرير الهيئة الوطنية للانتخابات، أكدوا أن هذا الوطن له شعبه الذي يدرك حجمه وقيمته ما يعزز أن يظهر بمظهر حضاري يليق ببلد هي الأكبر والأقوى في محيطها، حتى وإن بدت تحديات غير مسبوقة له، فالمصريون أكدوا «أننا إلى وطننا راغبون، نبذل النفيس والغالي سبيلًا لرفعته ورفعة شأنه حتى يتجاوز محنه وأخطاره وتحدياته».

 

11 ألفا و 631 لجنة بداخل 9376 مركزا انتخابيا، استقبلوا ملايين المصريين في اليوم الأول للانتخابات الرئاسية التي تُجرى داخل البلاد لمدة ثلاثة أيام بدءًا من اليوم الأحد حتى الثلاثاء، في الفترة من 10 إلى 12 ديسمبر الجاري، بعد ملحمة وطنية قدمها مصريو الخارج بمشاركة كثيفة، زينوا خلالها عشرات البلدان والعواصم حول دول العالم المختلفة، ليستكمل المصريون في الداخل تلك الملحمة بتلك المشاهد التي رأيناها اليوم في عُرس انتخابي كبير.

 

15 ألف قاض من مختلف الجهات والهيئات القضائية، تولوا الإشراف على الانتخابات الرئاسية، ونحو 14 منظمة دولية شاركت في أعمال متابعة الانتخابات بجانب 220 متابعًا، و62 منظمة مجتمع مدني محلية، و22 ألفا و 340 متابعاً لها، بجانب المتابعة الإعلامية الكثيفة للانتخابات الرئاسية تضم 528 متابعا دوليا عن 115 وسيلة إعلامية وصحفية، إلى جانب 70 وسيلة إعلامية وصحفية محلية صدرت تصاريح لـ 4218 صحفيا وإعلاميا لها، كل ذلك يشير إلى أننا أمام انتخابات تسودها الشفافية والحرية في الاختيار لشعب يريد أن يكتب مستقبله عبر اختيار من يقود دفة الوطن خلال السنوات الست المقبلة.

زر الذهاب إلى الأعلى