مقالات الرأى

امينة شفيق تكتب: خالد محيي الدين والقانون الجديد

0:00

عدل مجلس النقابة قانون النقابة واصدر قانونا جديدا يتوائم مع الواقع” الجديد” في البلاد وتحديدا وجود تنظيم سياسي بمسمى “الاتحاد الاشتراكي العربي”. ولكن كان على مجلس النقابة ارسال مشروع القانون الجديد ليقره مجلس الامة المكون في نصفه من العمال والفلاحين. فكان على مجلس النقابة التحرك في صفوف أعضاء البرلمان ليقنعهم بمشروع القانون. فمشروع القانون ينظم شئون مهنة ومهنيين وليس مشروع قانون ينظم مؤسسة أو هيئة عامة حيث يرى بعض أعضاء المجلس أهمية أن تتشكل عضوية أعضائها من العمال والفلاحين. وهنا ظهر الاستاذ خالد محي الدين الذي كان عضوا منتخبا في مجلس الامة وفي نفس الوقت كان عضوا منضما في نقابة الصحفيين بعد ان اصبح رئيسا لتحرير جريدة المساء التي كانت قد اغلقت. وكان ذلك لحسن حظ اعضاء المجلس الذين اعتمدوا على الاستاذ خالد في إقناع أعضاء المجلس لتمرير مشروع القانون. واستمرت حجة الاستاذ خالد ان النقابة ” هي مؤسسة نقابية تسعى لتنظيم مهنة الصحافة والحفاظ على حقوق اعضائها ووضع نظام لعضويتها فما دخل تدخلات اعضاء المجلس من العمال والفلاحين في ذلك” وفي الواقع ان الأستاذ خالد حصل على موافقة رئيس الدولة حين ذاك ثم الدكتور لبيب شقير رئيس البرلمان” واستطاع ان يمرر مشروع القانون الذي اصبح إلى وقتنا هذا الذي نعيشه القانون 76 لعام 77 قانون نقابة الصحفيين والذي لم يتغير.
ولكني لم اهتم كثيرا بنصوص القانون قدر اهتمامي ببند واحد وهو موضوع العرض على وزارة الداخلية. بالرغم من اني اكتشفت بعد ذلك ان كل نصوص القانون كانت هامة وحيوية بالنسبة للصحفيين وللمهنة. وربما لا يعرف الصحفيون الجدد الذين التحقوا بالنقابة بعد تعديل قانونها بموضوع ” العرض على وزارة الداخلية” لقد اخذوه كشيء مسلم به بالرغم من انه كان موقفا حاسما من مجلس النقابة ويعتبر نقلة نوعية هامة فيما نسميه بموقف “حرية النقابات”. المهم اني فرحت جدا بهذا الموقف النقابي حتى اني كنت اقابل الاستاذ سيد زكى “الضابط الذي ذهبت اليه في الوزارة وأتعمد التعامل معه بندية “ورأيي الان انه كان موفقا طفوليا للغاية” لأني، وبسبب صغر تجربتي، لم اكن افرق بين البشر وبين وظيفتهم. ولكنى بعد فترة زمنية احتجت اليه لقضاء مهمة لزميل واستجاب بكل ترحاب. ولكني لم احتاج اليه لقضاء عمل لي شخصيا. وبعد فترة زمنية اخرى تحولنا الى معارف متسامحين لا فروق كثيرة بيننا إلى ان احيل على التقاعد واختفى تماما من حياتي ومن ذاكرتي وجاء أخرون الى المنصب في الوزارة.
ومرت ايام أخرى في علاقتي بالنقابة كنت اذهب اليها لحضور عروض السينما التي كان ينظمها الاستاذ محمود سامي واتذكر جيدا اني شاهدت فيلم الوسادة الخالية في إحدى الحفلات. ولكني لم انقطع عن المرور عليها وزيارتها. الى ان جاء الي الاستاذ ميشيل كامل وكان زميلا في مجلة الطليعة واقنرح على زوجي وعلي فكرة تنظيم نشاط جماهيري في حديقة النقابة. وبالفعل نظمنا عشاءا جماعيا في النقابة وشاركت معنا الراحلة نوال مدكور عضو المجلس وكان نشاطا واسعا
وجماهيريا حقيقيا ولكنه كان متعبا جدا لأنه اخذ منا وقتا وجهدا كبيرين. ولكن كان الملاحظ ان جمهور النقابة لم يعد كبار السن من الصحفيين الذين كانوا يهوون لعب الطاولة والدومينو ولكن وجدنا امامنا جيلا من الشباب الساعي للانخراط في العمل. وهو الجيل الذي اطلق عليه الاستاذ كامل زهيري عنوان فرقة 54 وهي الدفعة الاولى من الملتحقين بكلية الاعلام.
وكانت هذه الكلية قد بدأت عملها لمواجهة الراغبين في الالتحاق بالعمل الصحفي الذي كانت الدولة في طريقها لتوسيعه والاهتمام به وخاصة بعد ان بدأت التوسع في البث الاذاعي والعمل على افتتاح التليفزيون المصري في بداية العقد الستيني.

زر الذهاب إلى الأعلى