أفادت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، بأن واشنطن طلبت من كييف تعليق العمليات الاستخباراتية داخل روسيا أثناء التمرد الذي قامت به مجموعة فاجنر العسكرية الخاصة.
وذكر التقرير، نقلًا عن مسؤولين أمريكيين، أن إدارة الرئيس جو بايدن طلبت من المسؤولين الأوكرانيين عدم القيام بهجمات سرية داخل روسيا أثناء تمرد فاجنر، كما نصحتهم بعدم القيام بأي شيء من شأنه التأثير على نتائج الأحداث أو الاستفادة من الفوضى.
وأوضح المسؤولون المطلعون على المعلومات الاستخباراتية، والذين تحدثوا شريطة عدم كشف هوياتهم، أنه في وقت التواصل الأمريكي مع أوكرانيا، لم يكن المسؤولون يعرفون بالضبط خطط قائد فاجنر يفجيني بريجوجين، وأبرزوا أن “هذا التواصل جاء بعد وقت قصير من بدء بريجوجين تمرده ضد الدولة الروسية”.
وتابعوا: “لم ترغب إدارة بايدن في إعطاء الرئيس فلاديمير بوتين ذريعة للادعاء بأن تمرد فاجنر كان من تدبير الولايات المتحدة أو أوكرانيا”، لافتين إلي أنه على حد علمهم فقد وافقت المخابرات الأوكرانية على الطلب الأمريكي.
وذكرت “نيويورك تايمز” أن التحذير الأمريكي يبدو أنه أعطى مفعوله، حيث بدأ المسؤولون الروس يشيرون إلى أنهم لا يعتقدون أن الغرب كان وراء التمرد، وحثوا سفاراتهم على عدم التعليق علنا على ذلك.
وفي هذا الصدد، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، أمس الأربعاء، إن موسكو جمعت معلومات يعتقد أنها تظهر أن الولايات المتحدة أبلغت كييف بعدم استغلال التمرد، مضيفا: “تم إرسال تعليمات إلى كييف حتى لا يستغل الأوكرانيون هذا الوضع لتنظيم أعمال تخريب على الأراضي الروسية.. لا يمكنني ضمان ذلك بنسبة 100 في المئة، لكن هذه معلومات موثوقة ويبدو أنها صحيحة”.
والإثنين الماضي، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في بيان وصفه الكرملين ببيان تحديد مصير روسيا: إن موسكو اتخذت كافة الإجراءات اللازمة للقضاء على التمرد المسلح، مشيرا إلى أن تضامن المجتمع الروسي والسلطات أفشل التمرد المسلح.
وأضاف: “الأحداث الأخيرة أظهرت أن أي ابتزاز مصيره الفشل.. روسيا تقف أمام تهديدات كبيرة من الخارج.. منظمو التمرد المسلح في روسيا خانوا وطنهم”.
وتابع: “الأجهزة الأمنية حافظت على القسم للحفاظ على روسيا من الانهيار.. سعينا لتفادي نزيف الدماء خلال التمرد المسلح”
واستطرد قائلا: “الانقلاب المسلح كنا سنقضي عليه في كل الأحوال، وأمن الدولة والشرطة وقفا إلى جانب المجتمع والطيارون الذين سقطوا حافظوا على مصالح روسيا”.
وأعرب بوتين عن تقديره لجهود وساطة الرئيس البيلاروسي في حل أزمة التمرد، وقال: “لدى قوات فاجنر فرصة إما التوقيع مع وزارة الدفاع أو الذهاب إلى بيلاروسيا”.
ومساء الجمعة الماضية، أعلن قائد مجموعة فاغنر الروسية يفجيني بريجوجين، عن التمرد المسلح على قيادات وزارة الدفاع والجيش الروسي.
وقال قائد مجموعة فاجنر الروسية إن قواته ستمارس مهامها للرد على قصف معسكراتها من قبل الجيش الروسي في أوكرانيا، كما اعترف قائد مجموعة فاجنر يقر بمقتل 2000 من عناصره في أوكرانيا واتهم وزير الدفاع الروسي بإخفائها في مشرحة.