على هامش أعمال الدورة ٦٥ من جمعيات الدول الأعضاء بالمنظمة العالمية للملكية الفكرية “ويبو” المنعقدة حاليًا في جنيف، أُقيمت فعالية للاحتفال باختتام مشروع “الملكية الفكرية وريادة الأعمال النسائية في مصر: تمكين المرأة في المجتمعات المحلية – تلي سوهاج”.
و افتتح دارين تانج، مدير عام المنظمة العالمية للملكية الفكرية، الفعالية بكلمة أشار فيها إلى الأولوية التي توليها المنظمة لأن تكون الملكية الفكرية داعمة للتنمية من خلال تنفيذ مشروعات مستدامة تحقق أثر مباشر على الأرض، وأن مصر كانت من بين الدول الرئيسية التي تعاونت مع المنظمة لتنفيذ مثل هذه المشروعات الناجحة ومن بينها مشروع “الملكية الفكرية وريادة الأعمال النسائية في مصر”، والذي تم تنفيذه بالشراكة مع المجلس القومي للمرأة.
أوضح المدير العام أن المشروع ساهم في المحافظة على تراث مصري متميز من خلال توفير التدريب والدعم الفني لرائدات الأعمال في هذه الحرفة، بما أسهم في دعم أكثر من ١٢٠٠ سيدة عاملة بهذه الحرفة من خلال تسجيل علامة تجارية جماعية والعديد من العلامات التجارية الفردية. وثمّن المدير العام التعاون القائم مع مصر، مثنيًا على زيارته الناجحة للقاهرة في سبتمبر ٢٠٢٢ التي شارك خلالها في إطلاق الاستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية، مُعربًا عن التزام المنظمة بمواصلة التعاون مع مصر من أجل تنفيذ الاستراتيجية، وكذا من أجل تنفيذ مشروعات جديدة لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، والشباب ومجتمع البحث العلمي.
ألقى السفير دكتور أحمد إيهاب جمال الدين،مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف، كلمة أوضح خلالها أن الاختتام الناجح للمشروع يعكس تعاون بدأ في عام ٢٠٢٢ بين المجلس القومي للمرأة وبعثة مصر الدائمة في جنيف والمنظمة العالمية للملكية الفكرية، وأن المشروع تم إطلاقه خلال الزيارة الرسمية التي قام بها مدير عام الويبو دارن تانج إلى مصر في سبتمبر ٢٠٢٢.
وأضاف “جمال الدين” أنه خلال فترة تنفيذ المشروع قام المجلس القومي للمرأة بالتعاون مع المنظمة بتدريب وتنمية مهارات ٦٦ من السيدات العاملات بحرفة “التلي”، كما تم تقديم الدعم القانوني والفني لمساعدة تلك السيدات على تسجيل علامة تجارية جماعية “تلي شندويل”، فضلاً عن تسجيل ١٨ علامة تجارية فردية. علاوة على ذلك، نجح المشروع في إقامة روابط بين المستفيدات والعديد من المؤسسات العامة والخاصة ذات الصلة.
وأوضح مندوب مصر الدائم أن دعم رائدات الأعمال والعاملات بحرف “التلي” في سوهاج من خلال استخدام أدوات الملكية الفكرية هو الهدف الرئيسي للمشروع، والذي تم تحقيقه من خلال تسهيل تسجيل حقوق الملكية الفكرية لتلك الحرفة وإدارتها وتسويقها للسيدات في “جزيرة شندويل”، بمحافظة سوهاج. وأن هذا المشروع سيسهم في الحفاظ على نوع متميز من التطريز المصري الذي تناقلته أجيال من النساء في صعيد مصر، وتعزيز احترام هذه الحرف التراثية.
واختتم “جمال الدين” كلمته، بالإعراب عن تقدير مصر للتعاون المتميز المستمر مع الويبو، تحت قيادة مديرها العام، وتطلع مصر إلى مواصلة هذا التعاون المثمر دعمًا لتنفيذ الاستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية وكذا إنشاء الهيئة المصرية للملكية الفكرية.
من جانبها، ألقت مي محمود، مدير عام مركز تنمية مهارات المرأة بالمجلس القومي للمرأة، كلمة أشارت فيها إلى أن نجاح الشراكة بين المجلس القومي للمرأة والمنظمة، بدعم من البعثة الدائمة في جنيف، هو السبب وراء التواجد اليوم لعرض نتائج هذا المشروع الرائد، الذي توج جهود المرأة المصرية الموهوبة بجزيرة شندويل بمحافظة سوهاج وأبرز أحد أقدم حرف التراث الثقافي المصري “التلي”. وأوضحت أن “التلي” هو نوع مميز من التطريز المصري الذي تم تناقله عبر الأجيال بين النساء في صعيد مصر.
وتطرقت إلى دور المجلس القومي للمرأة في الحفاظ على التراث ودعم وتوثيق الحرف التقليدية، وكذا مساندة المشروعات صغيرة ومتناهية الصغر في مصر، بما في ذلك الحرف اليدوية، مُعربة عن التقدير للدعم الذي تلقاه المجلس من المنظمة العالمية للملكية الفكرية خلال تنفيذ المشروع والتطلع إلى تكرراه في محافظات مصر المختلفة.
قام مدير عام الويبو بتسليم السفير “جمال الدين” نسخة من التقرير الذي أصدرته المنظمة عن المشروع. كما تم عرض فيلمين تسجيليين عن حرفة التلي والعلامة التجارية المجمعة.
و أعقب ذلك تنظيم عرض أزياء تم خلاله تقديم عدد من التصاميم المبتكرة باستخدام حرفة التلي، كما تم عرض عشرات من أعمال التلي المتميزة في الجناح الذي تم تخصيصه لذلك في مقر المنظمة بجنيف.
