المغربي سفيان البراق يحصد جائزة قارئ العام بحسب تجربة الملتقى والجمهور يصوّت للسعودية بلقيس الصولان
كتب _ محمد شاهين:
اختتم مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) فعاليات برنامج إثراء القراءة (أقرأ)، بحضور وتشريف وزير التعليم السعودي يوسف البنيان ورئيس شركة أرامكو السعودية المهندس أمين الناصر، وسط مشاركة العديد من كبار الشخصيات ومن المثقفين والمفكرين، ووسط ترقب جماهيري أعلن “إثراء” بعد يومين من انطلاق فعاليات الحفل الختامي للبرنامج عن قارئ العام وهو زين العابدين المرشدي من دولة العراق وذلك باختيار لجنة التحيكم، فيما ظفر المشارك سفيان البراق من مملكة المغرب بلقب قارئ العام بحسب تجربة الملتقى، في الوقت الذي حصل المعلم عبد الرحمن العوفي من المملكة العربية السعودية على جائزة سفراء القراءة، وعن المدرسة القارئة نالت مدارس الظهران الأهلية اللقب، وتلى ذلك تصويت الجمهور الذي استحوذت عليه المشاركة بلقيس الصولان من المملكة العربية السعودية.
أزمة الإبداع الثقافي
وفي مستهل الحفل الختامي، أكد الشاعر والمفكر العربي أدونيس على أن “أقرأ” مفتاح في الرؤية القرآنية للإنسان والحياة لما لها من أثر خلّاق، لاسيما أن المعرفة سلطة وأما الكتابة شرطًا أساسيًا لصحة القراءة، مؤكدًا على أهمية إتقان اللغة الأم للعرب للخوض في ذواتهم باعتبار اللغة جوهر الذات، قائلًا “لن نجد شاعرًا في معظم اللغات الحيّة يخطئ في لغته التي هي جوهره، كما نجد في لغتنا العربية، واما الكتب المترجمة وبخاصة الفلسفية والشعرية فإن من أكثر الضرورات إلحاحًا أ يُنظر في امرها على نحوٍ شامل”، منوهًا إلى أن القراءة مسؤولية الجميع بوصفها فنّ وعلم تجمع الإنسان بالعالم، في الوقت الذي يكشف التاريخ الثقافي بأن مسألة القراءة لم تشغل العرب معرفيًا وفنّيًا كما شغلتهم الكتابة لأسباب عدة، بحسب أدونيس، الذي وصف حال العالم العربي مع القراءة بأنه “يشكو من أزمة في الإبداع الثقافي كتابةً وقراءةً”. مختتمًا كلمته بتوجيه التحية لمركز “أثراء” آملًا أن يزداد “أقرأ” تأصلًا وإنفتاحًا لتأسيس قراءة عربية جديدة للإنسان والحياة والكون.
125 ألف متقدم
من جانبه، أعرب مدير مركز إثراء عبدالله خالد الراشد عن فخره بنتاج المسابقة التي امتدت عربيًا ، مشيرًا إلى ان مسابقة “أقرأ” ليست مسابقة تنافسية في الاطلاع وحسب؛ حيث يسعى المركز لكي تكون المسابقة علامة فارقة في الفكر العربي، لتنمي ملكة التفكير النقدي، وينطلق فيها عنان تحدّي المألوف، ليُحتفى بالقراءة كأولوية مجتمعية، يتجه إليها الشباب بفكر بنّاء مُنتج، فلم يُفتح باب المشاركة لكافة الدول العربية إلا من أجل هذا الهدف، كجزء من التحول الثقافي الذي تشهده المملكة العربية السعودية، وكجزء من اعتزازنا بلغتنا ودورنا في الحفاظ على هويّتنا العربيّة جميعًا، بحسب الراشد.
وأوضح بأن “النسخة الفارقة في السنة العاشرة بالذات، أحدثت نقلة نوعية للبرنامج الذي بدأ كمسابقة وطنية ليصبح برنامجًا عربيًا صُنع بأيدٍ سعودية تحت سقف إثراء، في تناغم تشهد عليه عدد المشاركات الكبيرة التي وردت من شبابنا العربي، والذي تجاوز أكثر من 125 ألف قارئ وقارئة، باتوا يمثلون جزءًا مهمًا من هذه المنظومة المعرفية التي تسعى إلى صناعة جيل قارئ في عصر الانفجار المعرفي الهائل وثورة المعلومات المتسارعة”.
أول بحث عربي حول الاتزان الرقمي
وكشف الراشد سعي مركز إثراء بالعمل على بحث يعد الأول من نوعه في العالم العربي والأكبر على مستوى العالم في مجال الاتزان الرقمي، بتوجيه من رئيس شركة أرامكو المهندس أمين الناصر، والذي يبحث مدى تأثير التقنية من وسائل التواصل الاجتماعي، والذكاء الاصطناعي وغيرها على العقل البشري، والحياة الاجتماعية، وزعزعة الارتباط بمصادر المعرفة والفكر.
(إثراء) يوقع مذكرة تفاهم مع وزارة التعليم لتحفيز المواهب ودعم الأوساط الشبابية بالمعرفة
من جانب آخر وقّع مركز (إثراء)، مذكرة تفاهم مع وزارة التعليم على هامش الحفل الختامي لبرنامج “اقرأ” مشتملة على البرامج التي يقيمها المركز سنويًا وهي: فورمولا1 للمدارس، أقرأ، إضافةً إلى برنامج سينك (الاتزان الرقمي).
وتأتي المذكرة انطلاقًا من الدور التكاملي بين الجانبين للعمل على تفعيل العديد من المبادرات والبرامج والأنشطة داخل البيئة التعليمية، بما ينسجم مع رسالة “إثراء” في تحفيز المواهب ودعم الأوساط الشبابية بالمعرفة ومختلف أنواع العلوم؛ ليكونوا نواة المستقبل عبر تنمية مواهبهم وقدراتهم العلمية والتعليمية بطرق إبداعية ومسارات ابتكارية.
وتضمّنت مذكرة التفاهم إسهام الجانبين في رفع مستوى التنافسية والوعي بالعلوم والتقنية وأسس الهندسة، وتنمية حس القراءة ونشرها؛ ما يعزز من جوانب الإنتاج الثقافي وغزارته محليًا ودوليًا، إلى جانب العمل على تحقيق الفائدة القصوى من وسائل التقنية، وإيجاد حلول مقنّنة للحياة الرقمية عبر العديد من الأبحاث والدراسات التي تتطلع إلى قياس مستوى الوعي للأفراد والمجتمع.
ونصّت المذكرة على التنسيق بين الجانبين في العديد من البرامج منها الفورمولا 1 للمدارس، الذي يقيمه “إثراء” سنويًا ويستهدف شريحة من الطلبة الموهوبين؛ لتصميم سيارة تحاكي سيارة الفورمولا1 بتنفيذ برنامج تدريبي مكثّف لطلبة المدارس الحكومية والأهلية، وتوفير مقرات تدريب في خمسة مدن (الرياض، المدينة المنورة، الأحساء، الظهران، جدة) كمرحلة أولى لتصفيات بطولة العام الحالي، على أن يعمل الجانبين على زيادة عدد المدن في الأعوام المقبلة، إلى جانب ترشيح معلمين ومعلمات لمواد العلوم، الفيزياء، الحاسب الآلي، والرياضيات؛ لتدريبهم على المنهج التعليمي الخاص بالفورمولا1 للمدارس، وذلك للمشاركة في المسابقة العالمية التي تنظم سنويًا بعد الانتهاء من التصفيات التي تقام على مستوى المملكة.
وجرت مراسم توقيع الاتفاقية في مكتبة مركز “إثراء” الذي مثّله مدير المركز عبدالله بن خالد الراشد، فيما مثّل وزارة التعليم وكيل البرامج التعليمية الدكتور محمد بن سعود المقبل