اللواء مروان مصطفى يكتب : هي حكومتنا راحت فييين ..!!؟
هو فيه ايه ..هي الحكومة فين.. ليه محدش منهم بيطلع يتكلم معانا علي الامور والاحداث
والازمات اللي بتحصل … ويفهمنا ويشرح ويفسر بصراحة ووضوح القرارات اللي بتاخدها الدوله ..؟ وليه التعتيم والضباب الاعلامي في القضايا الهامة ( زي ماحصل في موضوع طائرة زامبيا ، وما أثير حول بيع طائرات مصر للطيران اللي مشترينها جديد) وليه مفيش تواصل ومشاركة مجتمعية واعلامية حول الامور والتساؤلات اللي بتشغل الرأي العام ( زي ازمتنا الاقتصادية وأسبابها الحقيقة والمسئولين عنها ، واولويات صرف الاستثمارات والقروض الجديده وخطط تسديدها منعاً لتكرار الازمة ، وهو فعلاً عندنا مشاكل في حقل ظهر للغاز ، ومشكلة اللاجئين ورؤيه الدولة بخصوصها ) .
لمصلحة مين سايبينا للشائعات ولأكاذيب الهاربين والحاقدين ، وتاركين الساحة بأكملها للتحليلات والتخمينات وفذلكات والخبراء الوهميين للفيس بوك .. ونرجع نطلب من الناس انهم ما يصدقوش الشائعات ، ونطالبهم بعدم التأثر بالكلام الفارغ ده و أهمية التماسك والترابط خلف دولتهم للوصول لبر الامان .
احنا فرحنا جداً ، وتفائلنا بالخير، وحمدنا ربنا وشكرناه .. لما أخواتنا ( اولاد زايد الامارات العربية المتحدة ) فتحوا باب انفراج أزمة الدولار في مصر ، وكنا طايرين من السعادة واحنا بنسمع عن القروض والمنح وصفقات الدولارات اللي انهمرت علي مصر ( فجأة وبدون مقدمات وبرضه مش عارفين ليه ، واشمعني في التوقيت ده ) وتفائلنا بالخير وقولنا معلش لازم نستحمل ديون جديدة ونستلف تاااني ونبيع اصول تااااني .. علشان نخرج من الازمة دي .
وانتظرنا أي حد مسئول يطلع يقول لنا ها نعمل ايه في الفلوس دي كلها.. وها نتصرف فيها ازاي ..وايه ضمانات عدم تكرار.. وكيفية سداد الديون والقروض الفظيعة دي ..؟؟
وطلع الراجل الطيب رئيس الوزراء يهنئ الشعب المصرى ببوادر انفراج الأزمة ، ونجاح الحكومة في الاتفاق مع صندوق النقد والاتحاد الأوروبي والبنك الدولي وكل جهات التميل في العالم بما أشعرنا ان كل صناديق الاستثمار والمستثمرين الاجانب واقفين في طوابيرقدام هيئة الاستثمار في مصر.. وفرحنا بقرارات التعويم والقضاء على السوق السوداء والافراج عن السلع اللي في الجمارك وانتظرنا بصبر بالغ انخفاض الاسعار أو حتي تثبيتها .. وهو ما لم يحدث حتي الآن .
وللأسف الشديد ..وعلي العكس قام اغلب التجار والصناع والمستوردين برفع الاسعار في تحدي سافر وعناد واضح مع الدولة .. رغم كل الاجتماعات والمبادرات والمناشدات والنداءات والتهديدات من رئيس الحكومة ووزرائه.
وللاسف الاشد والأعجب.. لم تكتف الحكومة بفشلها وراحت تزيد الطين بلة وانتهزت الفرصة لتزعيد من أعباء مواطنيها وتثقل كاهلهم (أكثر، وأكثر) دون مراعاة لمشاعر التوتروالغضب المكتومة .. فرفعت اسعار البنزين ، وكمان اسعار الكهرباء.. مش بس كده .. وزارة الكهرباء رجعت تاني تمارس هوايتها المفضلة لعكننة المصريين وتعذيبهم وتتلذذ بقطع الكهرباء عنهم بحجة تخفيف الاحمال.
وطلع المتحدث الرسمي يفكر المصريين انهم ما يفرحوش قوي علشان رمضان خلص خلاص .. ويستعدوا ويأهلوا نفسهم لقطع الكهرباء لمدة ساعتين يومياً بعدما كانت ساعة واحدة واحتمال زيادة هذه المدة الي أربع ساعات مع دخول الصيف وانتهاء فترة الامتحانات … علي الرغم انهم ( ضحكوا علينا ) وفهمونا اننا اصبحنا دولة مصدرة للغازوالكهرباء .. وطبعاً بدل ما يتعبوا نفسهم ويفكروا في بدائل وحلول تانية للمشكلة دي .. يصروا بكل صلافة علي القائها علي كاهل المواطن … مع انه ممكن يبذلوا جهد اكبر في تقليل الفاقد ،ومكافحة سرقات التيار باساليب فعالة وبنوايا حقيقية صادقة .. وخصوصاً عربيات الشاي والقهوة اللي انتشرت في الشوارع والطرق السريعة بتاخد كهرباء من عواميد النور(عيني عينك قدام الشارع كله) و محدش بيعمل لهم حاجة …!! وممكن كمان يقللوا ويخففوا اضاءة الشوارع والميادين والمباني الفخيمة ولوحات الاعلانات ذات الاضاءات المبهرة بعد منتصف الليل مثلاً.. او يطبقوا بحزم وصرامة مواعيد غلق المحلات التجارية والمقاهي ليلاً..وفيه بدائل ومقترحات كتيره لتخفيف الاحمال لكن مين يفكر، ومين يقرأ ، ومين يسمع .
وكنا ننتظر- ومازلنا – التعديلات الوزارية المفترضة بعد قيام الرئيس بحلف اليمين الدستورية .. ولكن طال الانتظار … اننا نتعشم ونحلم بالاستعانة بخبرات وكفاءات وعقول اقتصاديه بديلة قادرة على ان تخرجنا بحكمة وذكاء من ازمتنا الاقتصادية التي تحققت علي ايدي الموجودين.. نحن نحتاج كفاءات تستطيع جذب الاستثمارات الأجنبية وهو ما فشلت فيه حكومتنا حتي الآن .. نحتاج عقول علمية متطورة تفكر خارج الصندوق لعمل نهضة صناعية انتاجية شاملة.. وتطور أنظمتنا وخدماتنا الصحية المتدهورة ، وتعالج بذكاء ظاهرة هروب اطبائنا للخارج.. منعاً لحدوث أزمات علاجية مثلما حدث في ازمة الكورونا .
نحن نحلم بتعليم نموذجي متطور يساير العصر الذي نعيشه وفق خطط ومناهج ومرتكزات علمية متطورة وثابتة .. لا تتغير او تتبدل بتغيير الوزير أو وفقاً لمصالح او روئ سياسية خاصة .
ومما لاشك فيه أن ردة الفعل الشعبية الحادة التي قوبل بها وزير التموين اضأت اشارة حمراء للتحذير ولفت الانتباه لضرورة بتعديل السياسات وتغيير التوجهات .. وايجاد آلية حقيقة للمشاركة المجتمعية والتواصل والتفاعل مع اهتمامات وانشغالات الرأي العام وسرعة ازالة اسباب قلقه وتوتراته ، واذابة الجمود والانسداد في شرايين التخاطب والتواصل ، واسترجاع مشاعر الثقة والتوافق والانسجام بين الشعب وقرارات قيادته ، لدعم استقراروترابط مجتمعنا الداخلي وللتصدى للمخاطر والتهديدات المتصاعدة التي نواجهها في اخطر فترة من فترات التاريخ .
لواء / مروان مصطفى المدير الأسبق للمكتب العربي للإعلام الامني بمجلس وزراء الداخليه العرب