اللواء مروان مصطفى يكتب : شهر رمضان بين غزة مليحة ، ومصر الفضيحة
فيه فيديو منتشرعلي كل برامج السوشيال ميديا لواحد اسمه “كمال الخطيب” أمام وخطيب مسجد في فلسطين.. وهو يخطب خطبة الجمعة ببدلته الأنيقة ولحيته الخفيفة ومنبره الفخيم عن افضال الصوم في شهر رمضان .. وفجأة يخرج عن سياق الخطبة ويتحدث عن الفن والفنانين المصريين .. بسبب تمثيلية تلفزيونيه تعرض في مصر اسمها (مليحة) تدور احداثها عن بنت فلسطينية استشهد أفراد أسرتها فأخذها جدها الي ليبيا ليعيشوا هناك ..ولما قامت أحداث الربيع العربي وقامت الحرب الليبية.. هرب الجد وحفيدته الي مصر لكي يعودا الي غزه .. حيث قابلا صعوبات في معبر السلوم لأن الحفيدة الشابة ( مليحة ) لم تكن لديها جواز سفر ولاتحقيق شخصية… لولا تدخل ضابط مصري ساعدهم برجولته وشهامة وسمح لهم بالمرور… وفجأة تحول حديثه الي معبر رفح وطالب ضباط المعبر المصريين أن يكون عندهم شهامة ورجولة مثل زميلهم الآخر ، ويسمحوا ويسهلوا دخول وخروج الفلسطينيين الي مصر دون تعقيدات أو رشاوي مثلما كان الحال في فترة الرئيس مرسي .. وطبعاً شتم مصر ورئيسها وشعبها المغلوب علي أمره.. والذي يتوقع ثورته قريباً.
والغريب أنه ما جابش سيرة اسرائيل خالص ، ولقيت له فيديوهات كثيره كلها سب وشتيمة في مصر والسعودية والامارات وحكامهم .. وفضلت اتقصي وابحث واسأل لغاية ماعرفت حكاية الراجل ده ايه ..؟
باختصار طلع أنه من عرب ٤٨ ويحمل هوية اسرائيليه .. واخته كانت عضوة بالكنيست الاسرائيلي ، وابنته صفاء ( تعمل مدلكه معتمدة لتقديم الخدمات المنزلية للزبائن بمدينة عسقلان ) وفقاً لتصريح العمل الاسرائيلي الممنوح لها ..وده معناه أنه وأسرته كلها ينتمون لاسرائيل … وطبعاً ده يفسر لنا سبب تجنبه مهاجمة اسرائيل أو انتقادها خوفاً من سحب هوياتهم الاسرائيلية … وهو خطيب مسجد عمر بن الخطاب في قريه كفركنا الفلسطينية… وتم اعداده وتوجيهه للهجوم علي مصر ودول الخليج .. وينشر احاديثه الكثيرة بحرفية وانتظام علي السوشيال ميديا ( وطبعاً ده بيزنس وسبوبة محترمة ) ويكره مصر بشدة لأنه لم يتمكن من دخولها للالتحاق بكليه الشريعة بالأزهر.. فالتحق بكلية الشريعة بالجليل ، التي لم يكمل تعليمه بها ، وبدأ حياته السياسية (صهيونياً ) بالحزب الشيوعي الاسرائيلي ثم اصبح ( اخوانياً ) بانضمامه للحركة الإسلامية التابعة للإخوان المسلمين .
وفي الفيديو المذكور يقوم بأسلوب تمثيلي مؤثر.. وتهييج المشاعر والنفوس ولعن المصريين الذين لا يقدمون شيئاً لغزة سوي تمثيلية تلفزيونيه ، ليسوا بحاجة لها ولكنهم بحاجة الي رغيف العيش والغذاء والماء والدواء التي تمنع مصر ادخالهم بسبب حصارها لغزة ، تنفيذاً للأوامر الاسرائيلية لتجويع و ابادة سكان غزة .
وكان نفسي أن أي حد في اعلامنا المصري أو حتي العربي يرد عليه بنفس أسلوبه المستفز والمهيج للمشاعر ويوقفه عند حده .. ولكن للأسف الشديد لم يحدث.. وانا كمواطن مصري لي كل الحق اني ارد عليه وعلي اللي مشغلينه وطالقينه علينا .
انا عايز أقوله ياعم كمال .. بلاش التمثيلية المصرية اللي مش عجباك دي .. ياريت تكلمنا عن تمثيليه طوفان الأقصى اللي أخرجتها ايران ، ومثلتها حماس ، ودفع شعب غزة فاتورتها بالكامل .
واتحداك انك تقف علي المنبر الجمعة القادمة وتسأل المصليين .. مين اللي يتحمل مسئولية ما حدث من اعادة احتلال غزة وتدميرها بالكامل .. ومين السبب في قتل وتشريد وتجويع اهلها.. وفين استخبي اللي كان مسئول عن حمايتهم .. ولحساب مين قامت الحرب دي.. وازاي خططوا لها من غير ما يحسبوا رد الفعل الاسرائيلي .. واللي بيدفع تمنه الشعب الفلسطيني المكلوم .. وياريت تسأل أولي الأمر ليه محدش فكر في تخزين طعام ومياه و دواء تحسباً للحرب أو يبني ملجأ يحمي الشعب من القصف المجنون ، حتي المساعدات الانسانية والغذائية التي تصل اليهم يتم الاستيلاء عليها وبيعها لهم بأغلي الاسعار ..وكمان تسأل أولي الأمر بتروح فين ال ٣٠ مليون دولار اللي بتبعتهم قطر كل شهر في شنط يتم تسليمها لقياده حماس بالتنسيق مع نتنياهو .. وأوعي تنسي في صلاة الجمعة اللي جاية انك تهني وتبارك لقائد المقاومة الفلسطينية وعريس طوفان الاقصى .. وتدعوا له ولعروسته السابعة دعوة مخلصه ..وان ربنا يبعد عنهم عيون الحاسدين والحاقدين والبؤساء من أسر الشهداء والمفقودين والنازحين .
..وياريت يا شيخ بدل ما تضحك علي الناس ..تطلع تصحح كلامك وتقول لهم أن مرسي كان بيعمل كده بسبب ٨ ملياراللي قبضهم خيرت الشاطر من امريكا علشان يبيعوا سيناء علشان تهاجروا ليها .. وده اللي عمره ما ها يحصل علشان مصر اخدت درس وعبره وعظة من اللي حصل في الاردن لما نزحتم لها وعملتم دولة داخل الدولة ،وايلول الأسود بس هي اللي خرجتكم منها .. وبرضه اخدنا عبره من الخراب والدماراللي حصل في لبنان لما دخلتوها .. وكمان تعلمنا من اللي عملتوه مع أهل الكويت وقت الغزو العراقي .. وازاي تم الاستيلاء علي بيوتهم وممتلكاتهم وسياراتهم، ورفع الاعلام العراقية ، ومظاهرات التأييد والفرح بدخول الجيش العراقي .
اوعي تفتكر يا عم كمال أن مصر ممكن تنسي شهداء جيشها اللي قتلتوهم وهم بيفطروا في رمضان ، ولا ضباط الشرطة اللي خطفتموهم ، ولا اجتياح معبر رفح واللي حصل فيه ، ولا السجون اللي اقتحمتموها في يناير المشئوم .
وأخيراً.. وبمناسبة المقاومة وشعارتها الملتهبه عايز افكرك بالحكمة الشهيره لمحمود الزهار أحد قادة المقاومة اللي قال فيها (تحرير فلسطين عمره ماكان هدفا أساسياً للمقاومة الفلسطينية.. فلسطين بالنسبة لنا عبارة عن سواك اسنان ) .
تخيلوا اكثر من ٣٠ ألف شهيد ، و١٠٠ ألف مصاب ومفقود عندهم مجرد سواك
حسبي الله ونعم الوكيل فيكم ،وفي أفكاركم ،وضلالتكم .
لواء / مروان مصطفى المدير الأسبق للمكتب العربي للإعلام الامني بمجلس وزراء الداخليه العرب