اللواء مروان مصطفى يكتب : اللهم اني قد بلغت اللهم فاشهد…!!
زاد الغضب بعد أزمة الغاز والكهرباء الأخيرة ، وفاض كيل المصريين ، وزادت انتقاداتهم اللاذعة واللاسعة للأداء المتدهور للحكومة المستقيلة وما زال اعضاءها يمارسون ويسيرون أعمالهم واخطائهم الفادحة
وازداد احباط المصريين ودهشتهم، واستشاط غضبهم بعد تكليف رئيس الوزراء الاسبق بتشكيل الحكومة الجديدة .. وهو المسئول الأول عن الازمات المتلاحقة التي نعيشها الآن… وهومن أوهمنا بأن عام ٢٠٢٣ هو عام الاكتفاء الذاتي للغاز والمحروقات وأثبتت الايام عكس ذلك .
لقد كنا نتوقع جميعاً ونأمل في اختيار كفاءة اقتصاديه بارزة لها القدرة علي تشكيل فريقاً محترفا قادرا علي ايجاد حلول سريعة لإصلاح الاخطاء ولإنقاذ الاقتصاد المصري .. ولكن بكل الاسف أتت الرياح بما لا تشتهي السفن .
اننا نعلم يقيناً.. ان الظروف حرجة ، والتهديدات خطيرة ، والحصار القائم محكم ،ونعلم أيضاً ان التحديات ستشتد وتزداد .. وهو ما يفرض علينا مزيدا من التحكم في انفعالاتنا ومشاعرنا الغاضبة، وعلينا ان نُغلب لغة العقل ، وان نبتعد تماماً عن ردود الافعال غير المحسوبة ، وعلينا الاستمرار بالالتزام بالحكمة والصبر، وتأجيل كل الخلافات والاختلافات للحفاظ علي امن مصر واستقرارها ولكي نجتاز بسلام تلك المرحلة القاسية.
اننا نقدر تماماً حجم الاحباط والاحتقان والغضب الذي شعرنا به جميعاً بعد ان تيقظنا فجأة من حلم احرازنا هدفاً غالياً في عالم الدول الكبرى ، وبعد ان اوهمونا بأننا اصبحنا من أكابر وأعاظم الدول المنتجة والمصدرة للغاز والكهرباء ، وبعد ان أضاعت القرارات المتهورة غير مدروسة آمالنا وأحلامنا في الهواء .. وأزعجتنا كوابيسنا التي نعيشها وسنعيشها بسبب ديوننا الهائلة التي يعلم الله وحده متي وكيف سنستطيع سدادها .
ولن أكرر ما يردده البعض من تبريرات جاهزة ومحفوظة للتهوين وللتخفيف علينا بأننا لسنا وحدنا وان العالم كله يعيش نفس الازمات ، وأن الأطماع الدولية والمؤامرات الخارجية ، ومكائد الاخوان هي التي اوصلتنا لذلك.
وكلمتي الأخيرة لحكومتنا الجديدة ..
اننا نتفهم تماماً ان هناك أموراً وأحداث لا يجوز ولا يصح رسمياً التصريح بها أو مناقشتها بصراحة وعلانية لأسباب ودوافع سياسية أو لدواعي تتعلق بالامن القومي .. وهو ما نقدره ونحترمه ونلتزم به جميعاً ..
ولكنه أيضاً لا يجوز ولا يصح للدولة ان تخفي كل شيء .. وان تعتم علي كل ما يتعلق بالأحداث والوقائع الهامة .. أو أن تسوق شعبها كالقطيع وتتكبر وتترفع عن التواصل معه بصراحة وشفافية .. وتتركه فريسة سهلة للاعلام الخارجي، ولمواقع التواصل الاجتماعي التي تنشر وتذيع كل الخبايا والكواليس التي نخفيها ونخشي من نشرها .. ثم نلومهم بعد ذلك لأنهم صدقوا تلك الوسائل التي تهدف وتسعي لتفكيك تماسك المجتمع وترابطه .
اني علي ثقة تامة في حكمه المصريين ورشدهم ، وعلي صلابتهم وقدرتهم علي تجاوز تلك الازمات بعون الله وتوفيقه .. لقد تمكن الشعب المصري علي مر التاريخ وبفضل الله تعالي .. وبفطرته وذكائه من اجتياز اصعب الازمات التي تعرض لها بسبب شعوره بالمسئولية ، والحس الوطني الشديد ، والتماسك بصلابة ومساندة قياداته التي يثق فيها ، وتتفاعل مع همومه ، وتشاركه في قرارتها ، في اطار صلب من الثقة والمصداقية بينهما .. وذكريات ثورة ٣٠ يونيو الأخيرة افضل شاهد علي ذلك .
وهو ما يفرض علي الحكومة الجديدة قبل ان تبدأ اعمالها باعلان التزامها ببدء عهداً ونهجاً جديداً تسارع فيه بإيجاد حلولاً عاجلة لأزماتنا الاقتصاديه وتخفيف أعباء المواطن ، وان تبتعد عن القرارات غير المدروسة ، وان تهتم بتوجهات الرأي العام ، في اطار كامل من الشفافية والوضوح .. لكي تستعيد ثقة المصريين وقناعتهم ، ولتسترجع توافقهم ومساندتهم لقرارتها ، وبما يدعم مناخ الأمن والاستقرار في المرحلة الدقيقة المقبلة.
اللهم اني قد بلغت اللهم فاشهد…!!
لواء / مروان مصطفى المدير الأسبق للمكتب العربي للإعلام الامني بمجلس وزراء الداخليه العرب