مقالات الرأى

اللواء مروان مصطفى يكتب : أمريكا والحوثيين شكوك..وتساؤلات بلا اجابات …!

0:00

بعد الخسائر البشرية والعسكرية التي مني بها جيش الاحتلال الاسرائيلي خلال الحرب البريه، وفشل الحكومة الذريع في تحقيق أي من أهدافها .. وزيادة الضغوطات الدولية ، وانقلاب الرأي العام الداخلي عليها… كان من الضروري انقاذ اسرائيل من تلك الورطة ، وايجاد مخرج مشرف لها من تلك الهزيمة النكراء….وعاد زبانية جهنم للتفكير مره اخري في مخطط التهجير لسيناء باعتباره الحل الوحيد لإنهاء تلك الازمه ، ولخلق نصر زائف لإسرائيل وجيشها وشعبها ، ولكي يحققوا ذلك فلابد من اعادة ممارسة مزيداً من الضغوطات والتهديدات علي مصر لكي تتراجع عن رفضها وتوافق علي مخطط التهجير .
وما حدث من تطورات وتحولات في الأيام الأخيرة يؤكد صحه تلك الشكوك… وهوما أثار علامات استفهام وريبه وشكوك كثيره حول التهديدات الحوثيه وعلاقه امريكا بها ..، وتطورات احداث السودان الغريبة والعجيبة واصرار امريكا علي تواجد الأساطيل الدولية في البحر الأحمر…. كلها مواقف وتصرفات لم أجد لها تفسيرات أو إجابات …وهو ما زاد من ريبتي وشكوكي .
تهديدات الحوثيين .
سبق أن أعلن الرئيس الأمريكي ترامب (في أواخر أيام ولايته) قراراً بقطع التواصل الدبلوماسي مع الحوثيين وأصدر قراراً باعتبارهم تنظيماً ارهابيا ً… ولكن وبمجرد تولي الرئيس بايدن الحكم ألغي هذا القرار وأعاد فتح القنوات الاتصالية معهم .. بدون أي تبريرات أو تفسيرات واضحه .. وهو ما يؤكد الشكوك وعلامات الاستفهام حول العلاقات الخفية بين الإدارة الأمريكية وجماعات الحوثي ولم أجد اجابات مقنعه لتساؤلاتي :
• لماذا لم تقم امريكا أو حتى اسرائيل بتوجيه ضربات اجهاضيه للحوثيين مثلما فعلت مع التنظيمات العراقية علي الرغم من التهديدات الخطيرة التي يسببها الحوثيين لإسرائيل ،وللتجارة الدولية في البحر الأحمر .

• ومما يدعو للاستغراب أيضاً.. كيف يعرف الحوثيين بيانات وتوقيتات وتحركات وخطوط السير وحتي بيانات ملاك هذه السفن وجنسياتهم .

• الناقلات والسفن المستهدفة هي أهدافاً متحركة ليست ثابته ولكي يتم اصابتها بالصواريخ من أماكن بعيدة … يستلزم الامر توجيه تلك الصواريخ بالأقمار الصناعية والأنظمة المتقدمة لتتبع مسارات تلك السفن خلال تحركها لضمان اصابتها … وبالتأكيد لا يملك الحوثيين مثل تلك الأنظمة التكنولوجية المتقدمة… واذا لم تكن تملك فمن يبلغها بتلك المعلومات والاحداثيات ….؟؟ مجرد سؤال.
التواجد الدولي في البحر الأحمر

• هل تحتاج أميركا الي تكوين قوات لتحالف دولي بحري لمنع وايقاف هجمات الحوثيين علي السفن الاسرائيلية .. أم أن الهدف اكبر وأهم من ذلك بكثير ( مثل السيطرة علي باب المندب وهو البوابة الرئيسية للدخول والخروج من قناه السويس …؟؟

• هل يعتبر ذلك التواجد المكثف أسلوباً وتكتيكياً جديداً في تضييق الخناق الاقتصادي علي مصر… من خلال تقليل اعداد السفن التي تمر في قناة السويس وهو ما يؤثر بشدة علي دخلها القومي من العملة الصعبة ويزيد من أزمتها ويخنق اقتصادها القومي واشاره تحذيرية وعقابيه لها حتي تراجع نفسها وتتراجع عن رفض تهجير الفلسطينيين لسيناء ….؟؟

• أم يحتمل أن يكون ذلك التواجد مقدمة لخنق قناة السويس وافشالها لصالح قناه بن جوريون التي ترغب اسرائيل في انشائها …؟؟
أم هو مجرد كارت ارهاب دولي في وحصار بحري لمصرفي البحر المتوسط والبحر الأحمر … وعلامة تحذير وتخويف للقوات البحرية المصرية التي تعاظمت قوتها وقدراتها بصورة كبيرة في الفترة الأخيرة …؟؟

السودان

بعد الهدوء النسبي في الفترة الأخيرة .. ارتفعت فجأة وتيرة الحرب والقتال بين الجيش السوداني ، وقوات الدعم السريع … ولم يقتصر الأمر علي ذلك بل حدثت أمور غريبة غير متوقعة خلال اليومين الماضيين .

ففي مدينه (ود مدني عاصمه ولاية الجزيرة )، وهي من أكبر المدن السودانية …والتي تعتبر أكبر مصدر غذائي واقتصادي في البلاد.. وكانت الفرقة الأولي من المشاة بالجيش السوداني تحمي وتؤمن هذه المدينة من هجمات قوات الدعم السريع .. وتتصدي لمحاولاتهم احتلالها والسيطرة عليها … ولكن وبصوره مفاجئة تفاجأ أهالي المدينة بانسحاب الفرقة بكاملها من مقراتها وكل مواقعها وتركوا السلاح والذخيرة في مخازن الفرقة وغادروا المدينة في تكتم مريب .
وبالطبع سرعان ما دخلت قوات الدعم السريع المدينة واحتلتها بالكامل دون أي مقاومة وقامت بتخريب الممتلكات ، والاعتداء علي السكان والاستيلاء علي منازلهم وأموالهم وسياراتهم ، واغتصاب النساء ، وعمليات القتل بوحشية .
والأغرب من ذلك كله أن قياده الجيش السوداني أعلنت أنها لم تكن علي علم بذلك الانسحاب ، ولم تصدر امراّ به ، وقالت انها ستجري تحقيقها فيما حدث لمعرفة ملابسات الانسحاب .
والسؤال الحاضر هنا بعد نزوح آلاف من الأهالي من المدينة … (وطبعاً معروف ومتوقع الي اين سيكون ملاذهم ووجهتم الأخيرة ) …أليس من المحتمل أن يكون ذلك الانسحاب قد حدث بعد اتصالات أو تواصلات أو ضغوطات خارجية لزيادة عمليات النزوح الجماعي واللجوء الي مصر لزيادة الضغوط الاقتصادية عليها بما يؤدي لاستثاره شعبها وتحفيزهم علي الخروج علي النظام ..؟

تلك هي الشكوك التي تقلقني والأسئلة التي لا أجد لها اجابات …وقد رأيت أن أضعها امامكم لعلي اجد من يشاركني في تلك الشكوك أو ينفيها .

لواء / مروان مصطفى المدير الأسبق للمكتب العربي للإعلام الامني بمجلس وزراء الداخليه العرب

زر الذهاب إلى الأعلى