السيد خلاف يكتب: العقرب وخطة الجنرالات
من يقرأ تاريخ المخابرات المصرية يكتشف أنها الجهاز الوحيد الذي وقف في وجه مخططات الصهيونية والموساد للمنطقة، وأن مصر برئيسها “العقرب ” وجيشها وشعبها
تقف منفردة في مواجهة مخططات خبيثة للمنطقة، وضعتها مخابرات دولية وجنرالات إسرائيلية .
ووضعت لها آليات التنفيذ بجناحيها “العصا والجزرة”
أو دخولها في حرب مكرهة وليست راغبة فيها تفضي إلى هزيمة كبرى وتهجير بالقوة للفلسطينيين في سيناء، مع توسيع جغرافي لإسرائيل وفق مارسمه نتنياهو على الخريطة بالأمم المتحدة.
مصر رفضت ” الجزرة” التي عرضتها واشنطن وعواصم غربية،وأعلنت رفضها الكامل للمخطط وعمليات التهجير القسري، ووصلت رسالتها إلى إسرائيل ومعها حلفائها و البوارج والأساطيل المرابطة، ولم تتمكن معها بايدن من تنفيذ ما أرادوا،وظلت حرب الإبادة متواصلة، وتمددت من غزة إلى جنوب لبنان إلى سوريا واليمن وإيران !!
ورفضت إسرائيل ومعها واشنطن أي تهدئة حتى الآن رغم أنها لم تحقق الغرض الذي اندلعت من أجله حرب الإبادة، بإيعاز وتأييد أمريكي وغربي مطلق.
و مافشل فيه بايدن أن يحققه مع نتنياهو تتطلع إسرائيل لتحقيقه بعد وصول ترامب إلى البيت الأبيض، تنتظرموقف داعم مقابل دعم اليهود له في سباق الانتخابات الأمريكية ” فاتورة انتخابية “، وبالتالي الطلب منه إجبار مصر على فتح حدودها لتهجير سكان غزة إلى سيناء !
وعلى الرغم من أنهم يعلمون أن بايدن لم يترك أي طريقة إلا وقام بها، سواء محاولة الإطاحة بالسيسي، أو إغتياله أو التلويح بالأساطيل وحاملات الطائرات “كروت الرعب” التي كان يهلل لها عناصر الإخوان على منابر الاعتصام في رابعة!
إلا إنهم نسوا أن مصر اليوم ليست مصر الأمس،وأن مصر السيسي لا يخيفها ولا يرهبها أحد،وأن مصرمستعدة وحدها للوقوف في وجه “البعبع” الأمريكي،والمخططات الخبيثة،
فهي تملك من القوة مايجعلها تفرض قراراتها وإرادتها على المجتمع الدولي !!
مصر تملك كل الأوراق التي تمكنها من فرض ما تريد، وتحافظ على التراب الوطني ومعها من الحلفاء ما هم من ألد الأعداء إلى واشنطن،معها معسكرالشرق بقيادة الصين ، ومعها كوريا الشمالية ومعها روسيا،وتملك من القوة العسكرية مايحقق لها ماتريد،أي أنها مستعدة للمواجهة منفردة، وكانت هذه رسالة السيسي الواضحة أمام قمة الرياض العربية الإسلامية، والتي أعلن فيها أن مصر ستقف أمام المخططات الخبيثة، وأنه بأي حال من الأحوال لن “ينجحوا في فرض إرادتهم ” على مصر، وهذا الكلام ما هو إلا إعلان “التحدي والاستعداد” للمواجهة .
وإذا كانت إسرائيل تعول على فوز ترامب فإنني أرى أن وصول ترامب للحكم قد يضع العالم على شفا حرب عالمية إن استجاب لمطالب الصهيونية المتغلغلة في دوائر القرار الأمريكي، أو ينجح في التخلي عن خطط بايدن ويتمسك بما وعد في حملته الانتخابية بوقف هذه الحروب، وأن استجاب لمطالب نتنياهو فإن المنطقة والعالم سيدخل في حرب عالمية ثالثة قد تفضي إلى نظام عالمي جديد لا تفرض أمريكا سطوتها عليه.
ويكفي أن نقول أن المخطط المرسوم للمنطقة من ثلاثة محاور رئيسية هي غزة ولبنان وإيران، وأهدافهم في إيران تتمحورحول إزاحة النظام الحاكم وتعيين نظام موالي للغرب على نمط أذربيجان، وذلك من خلال 3 أهداف هي تدميرالبرنامج النووي، وتدمير المنشآت الاقتصادية البترولية وإخراجها من الخدمة، وتدمير البنية التحتية الصاروخية، وبطاريات الدفاع الجوي، وأمريكا ترفض أول معطيين لأنها تضر بمصالحها في الخليج .
وأما هدفهم في لبنان هو “جولنة “جنوب لبنان،وجعله نسخة على غرار الجولان السوري المحتل، وهذا واضح بتدمير7 آلاف منزل بالجنوب وإخلائها من السكان، ودفع قوات الرضوان شمال نهر الليطاني،و خلق منطقة آمنة بعيده عن مدى صواريخ الميم/د الكورنيت وغيرها .
وأما هدفهم في غزة فهو إخلاء غزة وضمها لإسرائيل ، وفق المعايير التوراتية للمتشددين (يهودا والسامرة بالضفة والقدس ) أو الفكر التوراتي بإبادة العماليق وتنفيذه بغزة، وتتم خطة الإخلاء عبرمرحلتين
: إخلاء شمال غزة وفق خطة الجنرالات التي تعتمد على هدم الحياة داخلها تماما باتجاه الجنوب، ثم لاحقا إخلاء غزه كلها باتجاه سيناء .
هذه هي خطط إسرائيل التي تريد تحقيقها مع وصول ترامب ،ولا أعتقد أنه يمكن تحقيقها على أرض الواقع ،لأنه ببساطة واستنادا إلى التاريخ فإن أي دولة تتعرض للخطر الخارجي فإن الشعب يتوحد وبقوه خلف الدولة من أجل البقاء،وبالتالى فإن هدفهم في إيران بالقطع لن يتحقق، وحرب إيران مع العراق خير نموذج.
وفي جنوب لبنان- أيضا- لن يتحقق لأن قوات الرضوان تقاتل ببسالة في الجنوب ، وصواريخ ومسيرات الحزب في سماء إسرائيل كل يوم والشعب الصهيوني يوميا داخل الملاجئ ،ونتنياهو لا يستطيع أن ينام فى بيته الذى تم استهدافه ، ولا يستطيع إقامة حفل زواج لابنه خوفا من استهدافه أيضا .
أما غزة فهناك صمود رائع من أهل غزة والمقاومة ،مؤيدا بتصدي مصر وإعلانها رفضها تنفيذ التهجير مقابل مليارات المليارات ومشاريع اقتصادية كبرى تحقق الرفاهية للشعب المصري، ويكفي ما اعترف به المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ونتنياهو وجنرالاته من أن :”هناك شخص واحد فقط قوض خطة إسرائيل بإعادة تشكيل المنطقة، وضم غزة لإسرائيل وتهجير الفلسطينيين، إنه الرئيس المصرى،الذي ليس له إلا وظيفة واحدة أساسية يفكر بها 24 ساعة باليوم ، منذ استيقاظه كل يوم وهي منع التهجير” .
وأحب أن أشير هنا إلى أن الرئيس السيسي رفض طلب البنتاجون الأمريكي بفتح ملفات طبيعة العلاقة العسكرية بين مصر وكوريا الشمالية،وفقا لما ذكرته صحيفتي نيويورك تايمز وواشنطن بوست ، وأن السيسي”غير متعاون” مع طلبات الإدارة الأمريكية، ما يعني أن أمريكا ومن معها أمام رئيس دولة عقرب يدير البلاد دون تدخلات أو إملاءات خارجية .