منوعات وسوشيال

الدكتور عبد السلام أبو قحف: التنمية المستدامة جوهر صناعة المستقبل وهذه الصناعة غائبة

تقرير- محمد السيد

0:00

هل نملك كعرب شروط العملقة في زمن العملقة؟ سؤال طرحه الدكتورعبد السلام أبو قحف أستاذ إدارة الأعمال الدولية كلية التجارة – جامعة الإسكندرية على الحاضرين في المؤتمر العربي الخامس حول: “التعليم العالي والتنمية المستدامة: دور الجامعات في تحقيق أهداف التنمية المستدامة” والذي نظمته المنظمة العربية للتنمية الادارية بالشراكة مع اتحاد الجامعات العربية.

وردا على ذلك ذكر أن التنمية المستدامة يجب النظر إليها باعتبارها صناعة مستقبل، وتمثل في نفس الوقت هدفاً، واستثماراً، واستراتيجية، وتكتيكاً، ومحكومة بكثير من الأطر الاجتماعية والاقتصادية والبحثية المستقبلية.

وإن صناعة المستقبل هي مسؤولية كل دولة علي حده وليست مسؤولية تشاركية بين الدول المتقدمة والنامية كما يتوقع البعض، لذلك تأتي فكرة وطننة التنمية والتقدم (أي الاعتماد علي الذات الوطنية) كمحور رئيس لصناعة المستقبل.

  •  التنمية المستدامة هي جوهر صناعة المستقبل

فالتنمية المستدامة هي جوهر صناعة المستقبل وامتلاكه … وهي هدف، واستراتيجية، واستثمار، وتكتيك … وفي هذا الشأن تجدر الإشارة إلى ما يلي:

التنمية المستدامة ارتبطت منذ عام 1902 بعلم الدراسات المستقبلية، وفي هذا السياق تجدر الإشارة إلى الآتي:

أن علم الدراسات المستقبلية هو العلم الغائب عن برامج الدراسة والبحوث في الجامعات، وكذلك مراكز البحوث العربية.

منذ مؤتمر قمة الأرض في البرازيل عام 1991 والكتابات لم تتوقف عن التنمية المستدامة باعتبارها صندوق مستقبل الأجيال.

التنمية المستدامة صناعة مجتمع.

التنمية المستدامة مسؤولية جمعية Collective Responsibility (أفراد، مؤسسات، حكومة، …) أي منظومة متعددة الأطراف.

  • دراسة الماضي وفهم الحاضر فجوة

وذكر البروفيسور ابو قحف أن بين دراسة الماضي وفهم الحاضر فجوة … هي فجوة ” الحلم الضائع ” بين دهاليز وأروقة الجامعات العربية في صناعة المستقبل وتشكيلة بما يتفق وطموحات الشعوب العربية وخصوصيتها من ناحية، ومعطيات حركية السوق الثقافي والسياسي والاقتصادي والتكنولوجي العالمي من ناحية أخرى.

بحوث تشكيل المستقبل هي الصناعة الغائبة منذ نشأة الجامعات العربية وحتى الآن، وغياب هذه الصناعة يرجع إلى غياب الدراسات المستقبلية في هذه الجامعات (حيث تمثل هذه الدراسات العلامة الفارقة بين التقدم والتخلف) الأمر الذي ترتب عليه تكريس الاعتمادية على الغرب المتقدم سواء في المحتوى الفكري والأدوات والقيم الحاكمة للسلوك والتي تتلائم في كثير من جوانبها مع خصوصيات الوطن العربي الثقافية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها.

  •  العالم يتأهب لنوع جديد من الحضارة

وأكد الدكتور عبد السلام إن العالم يتأهب لنوع جديد من الحضارة ترتكز بالدرجة الأولي على القوة وامتلاك المستقبل والسيطرة على الأرض من خارج الأرض إنها حضارة قد يحكمها ملاك الفضاء الأمر الذي يجب أن يقع في دائرة أولويات الاهتمام من قبل الجامعات.

وذكر أنه منذ منتصف القرن الماضي أُرتكبت 6 جرائم في حق الدول النامية بفعل الدول المتقدمة تحت شعار التنمية بالدول النامية هي:

* اتفاقية تحرير تجارة السلع.                   * اتفاقية تحرير تجارة الخدمات.

* صندوق النقد الدولي.                                           * البنك الدولي.

* مؤسسات التقييم الدولية.                                       * اتفاقية حماية حقوق الملكية الفكرية.

 

فالدول المتقدمة تعلم تماماً أن الدول النامية لا تمتلك شروط المنافسة، فأصبحت الاتفاقيات تضمن تكافؤ الفرص لكنها لا تضمن تكافؤ النتائج – ومن ثم، فالنتائج هي لصالح الدول المتقدمة وتكريس الاستتباع (التبعية) والفقر بالدول النامية حيث يتم إدارة المؤسسات الدولية المذكورة سلفاً طبقاً لشروط الدول المتقدمة.

وأكد الدكتور عبد السلام أبو قحف أن المعرفة وتوليد معارف جديدة هي أهم المصادر المولدة للثروة اللازمة لتحقيق التنمية المستدامة، وهذا ما يمثل جوهراً لمسؤولية الجامعات ومراكز البحوث.

فإن التنمية المستدامة المستهدفة يجب أن تكون:

تنمية شاملة لها جذور تكرس للهوية وتحقيق العدالة.

تنمية لها مستقبل حيث يكون الإطار الحاكم لاستغلال الثروة هو الضمير المستقبلي الذي يحمي حقوق الأجيال.

تنمية تتصف بالرحمة وتؤسس لبناء شبكة قوية من السلام الاجتماعي الذي يضمن المساواة في الحقوق والواجبات، ولا يفرق بين فئات المجتمع علي أي أساس سواء جنس / عقيدة / مركز وظيفي … إلخ.

تنمية تتقاطع فيها أهداف وطموحات الشعب مع خصوصية الوطن في دولة حاضنة لهذه الطموحات في ظل شراكة مجتمعية.

تنمية لا تهميش فيها ولا محسوبية رمز بعيدة عن المشرح الشعبي ولا عناد حكومي ولا نخب سياسية موجهة بأهداف فردية أو مصالح خاصة.

  •  شروط تحقيق التنمية المستدامة الحقيقية

وأوضح البرفيسور أبو قحف شروط تحقيق التنمية المستدامة الحقيقية ما يلي:

بناء مجتمع التعلم وإدارة المستقبل المعرفي للوطن.

الإدارة الجيدة للأصول السياسية للدولة، وكذلك الأصول الاقتصادية.

الاعتماد علي الذات الوطنية.

الأخذ بمنهج التنمية بلا أعباء حيث مساندة الفرد ورجالات الأعمال لجهود الدولة.

توفير شروط الإدارة بالابداع وتطبيق أو الأخذ بمنهج الإدارة التحويلية وتنمية الأصول الفكرية أو رأس المال الفكري بالدولة.

نشر ثقافة الإبداع والابتكار والاستثمار فيها.

  •  دور الجامعات في التنمية المستدامة

وعن دور الجامعات في التنمية المستدامة قال أبوقحف : إن صناعة المستقبل هي جوهر ورسالة الجامعات ومراكز البحوث، وهي كيانات مؤسسية تمثل مكون رئيس للبنية التحتية لبرامج التنمية والاستثمار في المستقبل. إن الدور والوظيفة والرسالة لهذه الكيانات تتمحور حول بناء مجتمع التعلم الذي يغلب عليه الذكاء الجمعي والذاكرة الجمعية والإبداع المعرفي.

وبناء منظومة تعليمية تطبيقية تكرس الهوية وتحتكم لمرجعية صيانة حقوق الأجيال القادمة وتحقيق تفوق نوعي في إدارة رأس المال الفكري والإنساني قبل رأس المال المادي وتكريس المحاسبة عن المسؤولية الاجتماعية.

تضمين برامج دراسية داعمة للتوجهات الخاصة بالتنمية المستدامة (برامج دراسية في المسؤولية الاجتماعية، والمواطنة التنظيمية)، وبناء نماذج أعمال متكاملة موجهة بأهداف هذه التنمية.

والتركيز علي بحوث ودراسات المستقبل، فالتنمية المستدامة هي صناعة مستقبل، وهي نواتج تطبيقات هذه البحوث.

أخيراً المساهمة الفاعلة في بناء وإدارة منظومة معرفية وثقافية وطنية تعكس طموحات وخصوصيات الوطن.

  •  الوعي قبل الوعاء والانتماء والعودة القوية للدولة

واختتم الدكتور عبد السلام حديثه قائلا: إن الوعي قبل الوعاء، والانتماء والعودة القوية للدولة، والإبداع والإرادة وقبول التحدي هي مرتكزات أبجدية لصناعة المسقبل، والتنمية المستدامة صناعة وطن .. إن أردنا الحياة لابد أن نضع قدما فى الفضاء وآخر على الأرض .. إن حضارة البشر القادمة هى حضارة الفضاء.

 

زر الذهاب إلى الأعلى