مقالات الرأى

الدكتورة حنان عيد تكتب : (عندما تتكلم الجوارح)

0:00

قال لها ذات يوم: هل دعيتِ لي اليوم؟
قالت: نعم دعيتُ لك.
قال: وماذا كان يحمل هذا الدعاء؟
قالت: قلتُ يا رب إن لم تجعلني لقلبه سعادة فلا تجعلني له وجعاً وشقاء.
فلم يرد عليها وأطال السكوت ولم يقل شيئاً .
فقالت: لماذا السكوت ولم ترد وتقول آمين؟
فقال: لأني في كلا الحالتين أريدك .

هنا في صمته تحدثت إليه كل جوارحه قبل أن ينطق لسانه .. فإن كره منها شيئاً أحب منها أشياء أخرى أجمل.
عندما نتذكر حديث سيدنا موسى وفتاة مدين التي سقى لها الماء .. نتساءل ماذا رأى موسى عليه السلام في هذه الفتاة لكي يمكث ١٠ أعوام من عمره ليفي بوعده لوالدها مهراً لها؟

فنجد أنه رأى فيها الجمال .. ولكن ليس الشكل أو الحجم أو أي من مقاييس الجمال والشروط التي نتبعها الآن في مجتمعاتنا
للارتباط .. ولكنها مقاييس جمال آخر نجدها في قول الله تعالى: “فجاءته إحداهما تمشي على استحياء” ..وهنا وصف الله أغلى وأرقى وأجمل مايملكه الإنسان وهو الحياء .. وهنا يحضرني قول ” إن لم تستحي فافعل ماشئت” .

ونجد الحياء هنا هو حائط الصد المنيع الذي يحرمنا من كل شر وجرم نرتكبه .. ويجملنا بأجمل الصفات منها الرضا والأخلاق والإيمان والحب للإنسان وللخير .. والنظافة للبدن واللسان والضمائر التي ذهبت وبلا رجعه إلا مارحم ربي .
تعودنا أن لا نعطي الأشياء قيمتها إلا بعد فنائها .. كالصحة والثروة والحب .. عند المرض وعند الفقر وعند فقدان الأحبة .

مازالت الفرصه أمامك لتحافظ على ممتلكاتك كحفاظك على نفسك وروحك .. حافظ على ماتبقى من الضمير والحياء والصحه والثروة .. حافظ عليها فهي من تشفع لك يوم ينفض القوم من حولك .. من جعلوك تتصف بالطمع والسرقة وسوء الأخلاق والفظاظة والكلمة السيئة .. فحياتك أصبحت لا تساوي شئ أمام ما يحدث الآن .. لا رقابة ولا خوف ولا حساب لأحد .. والبقاء للأقوى فكن قوياً بإيمانك وصفاتك وضعفك وحبك لله .. واطمئنانك في حضن وطنك وكل أحبابك .. ولا تكن قوياً بقدان احساسك والغاء جوارحك وعدم حيائك
ولكن اعلم أن ما أُخِذ بسيف الحياء فهو حرام .. وما أُخِذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة.
صباحكم أروع وأجمل وطن .. صباحكم أحن وأطيب بنت مصرية وست مضحية ووتد .. صباحكم أرقى وأجدع وأشجع راجل وولد

زر الذهاب إلى الأعلى