ثقافة وابداع

وزيرا الثقافة والأوقاف يشهدان انطلاق مؤتمر الترجمة عن العربية ضمن فعاليات معرض الكتاب

كتبت_ انس الوجود رضوان

 شهدت الدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة، والدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، انطلاق فعاليات الدورة الثانية لمؤتمر الترجمة عن العربية، والتي تأتي بعنوان “الترجمة عن العربية جسر الحضارة”، دورة  المترجم الدكتور “محمد عناني”.

يقام المؤتمر ضمن فعاليات الدورة الـ 54، لمعرض القاهرة الدولي للكتاب 2023، وكأحد المحاور الرئيسية للبرنامج المهني للمعرض الذي يدخل دورته الثانية “برديات 2″، وذلك بقاعة المنارة بمركز مصر للمعارض الدولية، بحضور العديد من الناشرين والمترجمين من مصر والعالم.

ورحبت وزيرة الثقافة، بضيوف المؤتمر ومشاركيه من الشخصيات والهيئات المعنية بقضايا الترجمة، وأوضحت أن هذا المؤتمر معني بالترجمة التي تُمثل مجالًا خصبًا لتبادل المعرفة بين سائر البشر، وجسرًا للتواصل الإنساني والحضاري بين بلدان العالم وشعبها.

  وأضافت الكيلاني، إن الإهتمام بقضايا الترجمة وتحدياتها تُمثل مسؤولية كبيرة أمام استهداف تعظيم حركة الترجمة، لاستثمار منجزات الإبداع الأدبي حول العالم، لنتعرف عن قُرب على عوالم جديدة تُمهد لنا الطريق للتقدم والرخاء في كافة مناحي الحياة، مؤكدة أن ما تشهده بلادنا من نهضة ومسيرة تنموية اقتصادية واجتماعية وثقافية، تفرض المُضي صوب تطوير مجالات الترجمة بيننا وبين الآخر في شتى مناحي المعرفة والإبداع.

كما أشارت إلى أهمية تعظيم حركة الترجمة عن اللغة العربية ونشرها بدول العالم المختلفة، تفعيلًا لرؤية الدولة التنموية التي وضعتها مصر في خطتها التنموية 2030، كما دعت إلى أهمية تضافر جهود الجهات والهيئات الحكومية، والمتخصصين والناشرين والمترجمين، في هذا الصدد تحقيقًا لمستقبل يؤصل جيدًا لحركة ترجمة فاعلة تحمل ثقافتنا لنضيء بها العالم.

  وفي كلمته، هنأ الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، وزيرة الثقافة، بانطلاق الدورة 54 من معرض القاهرة الدُولي للكتاب، والإقبال الجماهيري الكبير للمعرض، والفعاليات المُصاحبة له والمُختارة بعناية متميزة، وأكد أن الترجمة من أهم محاور التواصل الثقافي والإنساني، والتى يتم من خلالها حوار الأديان.

وأوضح أن الترجمة هي عملية انفتاح على العالم، لكنها تكون ذات حساسية حين تتعلق بالأديان، لذا لابد أن يكون من يُترجم في هذا المجال يتسم بالحكمة، وأن ينظر إلى الآخر وإلى ما يمكن أن يقبله.وأضاف أن هناك تعاون مثمر بين وزارتي الثقافة والأوقاف، من خلال إصدار سلسلة “رؤية” التي تصدر عن وزارة الثقافة من خلال الهيئة المصرية العامة للكتاب، والتي احتفلنا في الدورة الماضية من المعرض بالعدد رقم 100 منها، وهذا العام نحتفل بصدور العدد 152 منها، والتي تتنوع إصدارتها ما بين اللغة العربية والمترجمة إلى اللغات الأخرى، حيث وصل عدد الكتب المُترجمة منها 63 كتابًا، إضافة إلى وجود 36 كتابًا ما بين الطبع وقيد الترجمة، والتى تراعي في جميع موضوعاتها  احترام الآخر.

وأشار إلى أن كثيرًا من الأعمال التي صدرت في السلسلة قد حُولت إلى مواد سمعية وبصرية ومتلفزة ومشروحة، وتم نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي، إضافة إلى إصدار بعض العناوين في الثقافة الإسلامية للأطفال بعدة لغات لخدمة أبناء المصريين في الخارج، كما تم ترجمة خطبة الجمعة بـ 20 لغة مختلفة، وغيرها من الجهود.

من ناحيته، أوضح الدكتور أحمد بهي الدين، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، أن وزارة الأوقاف شريك استراتيجي في مشروعات الترجمة التي يتم تدشينها بوزارة الثقافة، مشيراً إلى أن البرنامج المهني انطلق هذا العام قويًا، فمنذ أيام كان مؤتمر الملكية الفكرية، وبالأمس برنامج القاهرة تنادي بمشاركة ناشرين من مختلف دول العالم للتعرف على الثقافة المصرية، واليوم انطلاق النسخة الثانية من مؤتمر “الترجمة عن  العربية جسر الحضارة”، والمُهداة إلى العالم المترجم الدكتور “محمد عناني”، وتكريمًا لكل القائمين على الترجمة في مصر والعالم بأثره.

وأضاف بهي الدين، أنه من خلال معرض القاهرة الدولي للكتاب نستطيع أن نبني جسرًا للحضارة، باعتبار الترجمة وسيلة للتعرف على الآخر، واليوم علينا واجب أن يعرفنا ويتعرف علينا العالم بحضارتنا الكبيرة وقيمنا الأصيلة.

واستعرضت الدكتورة كرمة سامي، رئيس المركز القومي للترجمة، مشروع الراحل الدكتور “محمد عناني” الذي ترجم إلى الانجليزية كثيرًا من أعمال  المبدعين المصريين في مختلف المجالات، وتوج رسالته بترجمة أعمال “طه حسين” ، مشيرة إلى أنه في عام 2016 حذر من تقييم المشروع القومي للترجمة من منظور اقتصادي.

قالت كريستينا بويرتا، ممثلة منظمة اليونسكو، إن الترجمة عن اللغات المختلفة هي أحد أهم السُبل للتعبير عن آراء الناس، وتزيل الحواجز بين مختلف الثقافات، مما ينعكس على تعرف الشعوب على ثقافة بعضها البعض، وعبر التاريخ حاول المترجمون التغلب على الحواجز اللغوية، وساهموا فى إثراء المعرفة من خلال نشر الحقائق العلمية.

وأوضحت أن مصر ساهمت في إثراء حركة الترجمة، من خلال دعمها لليونسكو في إيصال رسالتها، ففي عام 1948 بدأت اليونسكو بترجمة مجموعة من المختارات الأدبية والفكرية، حيث أسهمت بترجمة 1500 عنوان بالعربية إلى الإنجليزية والفرنسية والإسبانية، والتي فاز بعض كتابها بجوائز نوبل، كما تم ترجمة أعمال طه حسين إلى الفرنسية، الذي كان بداية حركة الترجمة من العربية إلى اللغات الأخرى. وأشارت إلى أن هناك أكثر من 150 مليون شخص يتحدثون العربية حول العالم، ونحن في اليونسكو معجبون باللغة العربية لما لها من أثر جمالي في مفرداتها، ولهذا تم إطلاق جائزة اليونسكو- الشارقة التى تهدف إلى نشر الثقافة العربية إلى العالم، ويعمل اليونسكو على مشروع سوف يضم المترجمين على مستوى العالم، لزيادة الوعي باللغة العربية، من خلال مشروع طريق الحرير، حيث ساهمت اللغة العربية قديمًا في التواصل بين التجار.

كما عبر الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبو ظبي للغة العربية، عن سعادته بالمشاركة في الدورة الثانية لهذا المؤتمر الذي يُقام في معرض القاهرة الدولي الكتاب، مؤكدًا أنه يمثل فرصةً كبيرةً لتبادل الأفكار والرؤى، فاليوم نُكمل ما بدأناه في العام الماضي، للوقوف على تطلعات المترجم العربي.

واستعرض خلال كلمته عددًا من المشروعات والمبادرات التى تتعلق بالترجمة، والتى يتبناها المركز، ومنها مشروع “كلمة” للترجمة، والذي يستهدف إحياء الترجمة في الوطن العربي، والذي صدر منه ما يقرب من  1200 كتاب من 21 لغةً في كافة المجالات، وجائزة الشيخ زايد للكتاب، وكان آخر هذه المبادرات هي إطلاق تطبيق  “امسح وتعلم العربية”.ويُشارِك في المؤتمر، وزارة الأوقاف، ومنظمة اليونسكو، ومؤسسات معنية بالترجمة، عربية ودولية، إضافة إلى حضور قوي من ممثلي الهيئات المنظمة لجوائز الترجمة الكبرى في المنطقة العربية، ويُشارك في جلساته العديد من المترجمين المصريين والعرب والأجانب المعنيين بالترجمة عن العربية، كما يُشارك نُخبة من أهم الكتاب والأدباء المصريين الذين تُرجمت أعمالهم إلى لغات مختلفة ونُخبة من الناشرين المصريين والدوليين المعنيين بعملية الترجمة والتعاون الدولي بين دور النشر.







زر الذهاب إلى الأعلى