للمرة الأولى ، اكتشف باحثون إمكان إطلاق إشارات في الدماغ أثناء شعور الشخص بألم مزمن.
ووفقا لما ورد ، بصحيفة “نيويورك تايمز”، التي أوضحت أن الاكتشاف سيُمهد الطريق للأجهزة المزروعة لتتنبأ بإشارات الألم أو حتى التحكم فيه.
كما قالت الصحيفة، استخدم العلماء جهازا يشبه جهاز تنظيم ضربات القلب تم وضعه جراحيا داخل أدمغة أربعة مرضى شعروا بألم عصبي مستمر لأكثر من عام، ونجحوا في الوصول إلى أدلة على مكان وجود الألم المزمن في الدماغ.
وأوضحت الدراسة، في المجلة العلمية “ناتشر نيورساينس”، أن الألم كان مرتبطا بالتقلبات الكهربائية في القشرة الأمامية المدارية، وهي منطقة تشارك في تنظيم المشاعر والتقييم الذاتي واتخاذ القرار، وفقا لقناة الحرة.
ويقترح البحث أن مثل هذه الأنماط من أنشطة الدماغ يمكن أن تكون بمثابة مؤشرات حيوية لتوجيه التشخيص والعلاج لملايين الأشخاص المصابين بألم مزمن أو حرقان مرتبط بجهاز عصبي تالف.
ووفقا للدراسة، يعاني حوالي واحد من كل خمسة بالغين أمريكيين من ألم مزمن، وهو ألم مستمر أو متكرر يستمر لمدة تزيد عن ثلاثة أشهر. ولقياس هذا الألم، يعتمد الأطباء عادة على المرضى لتقييم آلامهم.
إما باستخدام مقياس رقمي أو مقياس مرئي يعتمد على الرموز التعبيرية. لكن مقاييس الألم التي يتم الإبلاغ عنها ذاتيا هي ذاتية ويمكن أن تختلف على مدار اليوم.
وقد يعاني بعض المرضى، مثل الأطفال أو الأشخاص ذوي الإعاقة، من أجل التواصل بدقة أو تسجيل آلامهم.
وقال علماء للصحيفة إن هذه الدراسة تعتبر خطوة كبيرة في مجال الألم لتطوير علامات أكثر موضوعية للألم يمكن استخدامها بجانب التقارير الذاتية. وبالإضافة إلى تعزيز فهمنا للآليات العصبية التي تكمن وراء الألم، يمكن أن تساعد هذه العلامات في التحقق من الألم الذي يعاني منه بعض المرضى والذي لا يقدره أطباؤهم أو يتجاهلونه تماما.
ووفقا للصحيفة، كانت الدراسات السابقة تفحص عادة أدمغة مرضى الألم المزمن لملاحظة التغيرات في تدفق الدم في مناطق مختلفة، وهو مقياس غير مباشر لنشاط الدماغ. ومثل هذا البحث يقتصر على المعامل، ومع ذلك، يتطلب من المرضى زيارة المستشفى أو المختبر عدة مرات.
كجزء من تجربة سريرية أكبر لعلاج الآلام المزمنة، استخدم طبيب الأعصاب في جامعة كاليفورنيا بسان فرانسيسكو، الدكتور براساد شيرفالكار، وزملاؤه، تيارات كهربائية خفيفة لتحفيز مناطق الدماغ القريبة من الأقطاب الكهربائية.
ويأمل الباحثون في تخفيف آلام المرضى المستمرة عن طريق إرسال نبضات عبر الأقطاب الكهربائية لتصحيح أي نشاط شاذ في الدماغ.