يعد الراديو من اهم وسائل الاتصال التي عرفها الانسان منذ قديم الزمان وقد حددت منظمة اليونسكو يوم ١٣ فبراير من كل عام يوما عالميا للاحتفال بالراديو ويرجع ذلك الاختيار الي اليوم الذي بدأ فيه بث اول إذاعه للأمم المتحده في عام ١٩٤٦ ، وكان ذلك بعد اعلان الدول الأعضاء في اليونسكو عام ٢٠١١ واعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام ٢٠١٢ .
الاذاعه هي وسيلة قويه للاحتفال بالانسانية بكل تنوعها لكونها تشكل منصه للحوار الديمقراطي وعلي المستوي العالمي تظل الاذاعه الوسيله الاعلاميه الاوسع انتشارا وتعني قدرتها الفريده الوصول الي جمهور واسع وتشكيل تجربه المجتمع في التنوع وخلق ساحه للجميع للتعبير عن ارائهم وتمثيلهم وإسماع صوتهم وينبغي ان تخدم محطات الاذاعه المجتمعات المختلفه .
من الجدير بالذكر ان يتمثل موضوع اليوم العالمي للاذاعه في دورته الثانيه عشر في “الاذاعه والسلام” فان الاذاعه المهنيه تسعي الي تخفيف حدة التوتر والنزاعات ومنع تصعيدها واقامه الحوار في سبيل المصالحه واعاده الاعمار ، لذا لابد من اعتبار دعم الإذاعات المستقله جزءا لا يتجزأ من عمليه إرساء السلام والاستقرار.
وتبرز اليونسكو مسأله استقلال الاذاعه بمناسبه اليوم العالمي للاذاعه العام الحالي باعتبارها عاملا أساسيا من عوامل منع نشوب النزاعات وبناء السلام ، حيث تؤدي الاذاعه دور مهما ومحوريا في إحلال السلام ..ليست التقارير الاذاعيه العاجله هي التي تساهم في منع نشوب النزاعات بل تحلي العاملين المهنيين في الاذاعه بالمسئولين امام المواطنين وتحققهم من الحقائق وتوخيهم الدقه .
وبالرجوع الي تاريخ بدء الاذاعه نجده في بدايه القرن العشرين وذلك من خلال محاولات مختلفه وكان لعام ١٩٠٦ محاولات قام بها عدد من المبتكرين ، لكنها لم تصل الي حد ظهور اذاعه بالفعل وفي عام ١٩٢٠ دشنت اذاعه
KDKA بشكل رسمي كأول اذاعه في العالم في مدينه بيتسبرغ بولايه بنسلفانيا في الولايات المتحدة الامريكية حيث تزامن وقتها مع الانتخابات الامريكية .. كما بدأت الاذاعه البريطانيه “بي بي سي” في فرض نفسها والظهور علي الساحه بشكل كبير والسيطرة علي الساحه الاذاعية .
وبدأت تتطور من فكرة الاذاعة المحليه الي نطاق أوسع وتم استخدامها في الحروب مثل الحرب العالمية الثانية حيث كان لها تأثير كبير في نقل رسائل الجيوش والحرب النفسية ضد الجيوش الأخرى واستخدمه الجيش الأمريكي في نقل رسائله.
وكانت مصر من البلدان الاولي في تدشين محطات الاذاعة .. وشيئاً فشيئاً بدأ العالم كله يشهد تطوراً كبيراً فى مجال الراديو حتي اصبح يوجد الآن اذاعات شخصيه ومحليه وتجاريه عبر مواقع الانترنت المختلفه حيث لا تحتاج الآن الي اجهزه البث والاستقبال العملاقه ، وتشير أيضاً الاحصاءات الرسمية الى ان الاستماع الي الراديو بكل محطاته مايزال وسيله لها بريقها تبدو وكأنها تتحدي الزمن بتطوره فما زال الملايين يستمعون الي الموسيقي والاخبار عن طريق الراديو في مناطق مختلفه من العالم ومازال هو الوسيله المثاليه المستخدمة في السيارات ، وتشير الإحصاءات الى انه في عام ٢٠١٦ تجاوز عدد مستمعي الاذاعه عدد مشاهدي التليفزيون ومستخدمي الهواتف الذكيه وانه توجد اكثر من ٨٠٠ محطه اذاعه في البلدان الناميه بينما نصف سكان العالم تقريبا لا يزالون غير قادرين علي الاتصال بشبكه الانترنت.
وحينما بتعلق الأمر بالاذاعه المصريه صاحبة الجملة الشهيرة (هنا القاهره) نجد أنها كانت اولي الكلمات التي نطق بها احمد سالم اثناء افتتاح الاذاعة المصرية عام ١٩٣٤ فهي ذات لحن خاص يعيش في ذاكرتنا جميعا قبل بداية البرامج والفواصل عند القائها بكل حماس وبشكل انتمائي يدهش القلوب .
كانت جميع الإذاعات فى مصر في بدايتها عبارة عن اذاعات اهليه وكان معظمها يذاع من غرفه او شقه صغيره واستمر هذا الرضع الى أن تم اصدار المرسوم الملكي الذي حدد الضوابط وشروط العمل الإذاعي ومنها الحصول علي ترخيص بمزاولة العمل الاذاعى في عام ١٩٣٤ وتم ايقافهم جميعا والتعاقد مع شركة ماركوني علي انشاء الاذاعة الاسيلكية للحكومه المصرية وقد نص العقد علي ان الحكومة هي المحتكرة للاذاعه وان الشركة موكلة لادارة وانشاء برامجها .
اما فيما يخص شعار هذا العام “الاذاعه والسلام والتعاون والتقارب” بين دول العالم فهو يعكس وبكل صدق ان الاذاعه هي نبض قلب الجميع والوقوف جنبا الي جنب في الحروب ليعم السلام على الجميع .
0:00