شهدت تداولات الدولار الأمريكي ارتفاعا واضحا ليمحو بذلك معظم الخسائر التي تكبدها بجلسة أول أمس الأربعاء، مدفوعا بالتصريحات المتشددة الأخيرة من جانب بعض أعضاء البنك الفيدرالي الأمريكي مصاحبا بانتعاش عوائد سندات الخزانة الأمريكية.
وتعرضت أسعار معدن الذهب لانخفاضات ملحوظة أثناء تداولات مساء أمس الخميس، بالتزامن مع ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي والذي وجد دعما قويا بفعل تصريحات بعض صانعي السياسة لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي حول وتيرة رفع أسعار الفائدة خلال اجتماعات البنك المقبلة.
وبالنظر لتداولات الدولار اليوم، نلاحظ بأن مؤشر الدولار الأمريكي، والذي يقيس أداء العملة الخضراء أمام سلة من ست عملات، ارتفع بنسبة 0.28% تقريبا ليتم تداوله قرب 104.78 نقطة.
ساهمت تصريحات أعضاء الفيدرالي الأمريكي نيل كاشكاري ورافائيل بوستيك في تعزيز الزخم الصعودي لتداولات الدولار ؛ حيث أوضح كاشكاري بأن التضخم في الولايات المتحدة لا يزال مرتفعا للغاية؛ كما أن مهمة الفيدرالي الأمريكي تتمثل في خفض معدلات التضخم المرتفعة؛ فضلا عن تأييده لرفع سعر الفائدة بمقدار 25 أو 50 نقطة أساس باجتماع مارس.
كما أيد عضو بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي رافائيل بوستيك، رفع الفائدة لتصل إلى النطاق (5.00%- 5.25%)، مع بقائها عند هذا المستوى المرتفع حتى عام 2024، وألمح بأنه إذا تم تخفيف السياسة النقدية قبل كبح التضخم المرتفع، فمن الممكن أن يرتفع التضخم من جديد.
وتلك التصريحات عززت توقعات الأسواق حيال استمرار نهج البنك الفيدرالي الأمريكي بشأن تشديد السياسة النقدية وما يستدعي من رفع الفائدة باجتماعاته المقبلة؛ بما أسفر عن انتعاش تداولات الدولار بنهاية المطاف.
كما قدم ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية دعما ملحوظا لتداولات الدولار ؛ إذ ارتفع عائد سندات الولايات المتحدة لأجل 10 سنوات بحوالي 0.95% تقريبا وسجل 4.034 نقطة، كما سجل عائد سندات الولايات المتحدة لأجل 20 سنة ارتفاعا، كذلك، بنحو 0.86% ليستقر قرب 4.2009 نقطة، بما عزز تزايد طلب المستثمرين على شراء الدولار بالتعاملات.
وعلى صعيد آخر، تعرضت تداولات الدولار لضغوط حالت دون تحقيق مكاسب أكبر، على إثر تنامي احتمالات انكماش النشاط التصنيعي في الولايات المتحدة وما له من تأثير سلبي على اقتصاد البلاد ومن ثم قوة الطلب على الدولار؛ حيث كشفت البيانات الصادرة أمس الأربعاء، عن سلبية مؤشر مديري المشتريات التصنيعي ISM داخل الولايات المتحدة للشهر الرابع تواليا، حيث سجل المؤشر نحو 47.7 نقطة خلال فبراير الماضي، بينما كانت توقعات الأسواق تشير إلى تسجيله نحو 47.9 نقطة فقط.
تعرضت أسعار معدن الذهب لانخفاضات ملحوظة أثناء تداولات مساء أمس الخميس، بالتزامن مع ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي والذي وجد دعما قويا بفعل تصريحات بعض صانعي السياسة لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي حول وتيرة رفع أسعار الفائدة خلال اجتماعات البنك المقبلة.
وعلى صعيد تداولات اليوم، سجلت عقود الذهب الفورية انخفاضا بواقع 0.25% ووصلت إلى 1,832.14دولارا للأوقية، فضلا عن تسجيل عقود الذهب الآجلة تراجعا بنسبة 0.41% وسجلت نحو 1,837.80 دولارا للأوقية.
وشهدت أسعار الذهب تراجعا ملحوظا على خلفية تعاملات اليوم؛ بسبب ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي الذي يقيس أداء العملة الأمريكية أمام سلة مكونة من ست عملات أجنبية رئيسية أخرى، فمن المعروف بأن صعود مؤشر الدولار الأمريكي يضعف من جاذبية السلع المقومة به وبخاصة الذهب لأنه يرفع من تكلفة حامليه.
ولقد سجل مؤشر الدولار ارتفاعا بواقع 0.37% واستقر قرب مستوى 104.817 نقطة، مدعوما بتصريحات بعض صانعي السياسة لدى الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة المرتقبة، حيث صرح عضو الفيدرالي الأمريكي، نيل كاشكاري؛ بأن التضخم لا يزال مرتفعا للغاية داخل الولايات المتحدة، وأن نمو الأجور المرتفعة لا تدعم تحقيق هدف البنك لخفض التضخم البالغ 2%، ومرحبا برفع الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة بمقدار 25 أو 50 نقطة أساس باجتماع مارس، بما عزز تفاؤل الأسواق حيال الوتيرة التي سيتخذها البنك برفع أسعار الفائدة باجتماعاته القادم، وهذا كان لد دعم واضح على مؤشر الدولار، وأضعف ذلك من قوة أسعار الذهب بسبب العلاقة العكسية بين الطرفين.
كانت لتصريحات صانع السياسة الأمريكي رافائيل بوستيك، سببا في دعم الدولار وانخفاض أسعار الذهب ، حيث وافق على رفع الفائدة الأمريكية لكي تتراوح بين مستويات 5.00-5.25%، فضلا عن مطالبته بإبقاء مستوي الفائدة المرتفع حتى عام 2024 لكبح التضخم، وهذا بدوره ساهم في صعود مؤشر الدولار، وأثر سلبا على أسعار الذهب ، لأن أسعار الفائدة المرتفعة لكبح التضخم تزيد من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة السبائك بشكل خاص الذهب.
وبالإضافة إلى ذلك، تعرضت أسعار الذهب لضغوطات كبيرة في ظل ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية، حيث سجلت عوائد السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات ارتفاع بنحو 0.60% واستقرت قرب مستوى 4.020 نقطة تقريبا. وكذلك، سجلت عوائد السندات لأجل 20 سنة صعودا بواقع 0.55% ووصلت إلى 4.1877 نقطة، وهذا بدوره عزز انخفاض الذهب.
وبالنسبة لأسعار المعادن النفيسة بعيدا عن أسعار الذهب ، نجد بأن عقود الفضة الفورية تراجعت بنسبة 1.21% وسجل نحو 20.74 دولارا للأوقية، كما هبطت أسعار البلاديوم بمعدل 0.86% ووصلت إلى 1,431.32 دولارا للأوقية، وأيضا انخفضت أسعار البلاتينيوم بنسبة 0.03% وسجلت نحو 959.11 دولارا للأوقية.