احمد عبد المقصود يكتب: كيف تحصل مصر علي ٣٠ مليون سائح؟
تعقيبا علي مقال الجمعة الماضية والذي جاء تحت عنوان “عزوف المستثمرين السياحيين ” تلقيت العديد من الإتصالات وآلتي جاءت معظمهما من ” أهل الصنعه” الذين اقتحموا عالم السياحة من سنين طويلة واصبح لديهم من الخبره والمعرفه بدهاليز هذه الصناعه، ويعرفون جيدا نقاط ضعفها وقوتها، ويعلمون أيضا أين تكمن مواطن الخلل التي أدت إلي عدم حصول مصر طوال تاريخها السياحي الطويل علي حقها الطبيعي من حركة السياحة العالمية،
وفي الحقيقه فإن السياحة لم تعد منتج ترفيهي هامشي بل أصبحت صناعه تصديرية في المقام الأول قادرة علي تحقيق نهضة حقيقية بالبلاد بمواردها اللامتناهية من العملات الأجنبية والتي نحن في أشد الحاجة إليها ، اضافة الي عشرات الصناعات الأخرى التي تغذيها والتي يستهلكها السائح منذ أن تطأ قدماه أرضنا الطيبة ،وحتي رحيله عائدا إلي بلاده.
ولهذا فإن كل مصرى وطني يتمني ان تحتل مصر عرش السياحة العالمية وان تكون قبلة لكل سائحى العالم، وان يصل عددهم الي ٧٠ مليون وليس فقط ٣٠ مليون كما تسعي وتأمل وتخطط وزارة السياحة.
ولكن بطبيعة الحال هذا يتطلب الكثير من الجهد المخلص والارادة الحقيقية من كافة اجهزة الدوله وليست وزارة السياحة والآثار فقط، لأنها بالفعل ليس لديها الادوات أو الأليات اللازمة لتحقيق هذا النجاح.
وهنا اجد ان تعليق المستثمر والخبير السياحي الصديق سليم العزه قد جاء شارحا لكيفية معالجة نقاط الضعف بالمنظومة السياحة ، حيث قال ان النجاح الباهر الذي حققته مصر في مشروعات البنية الأساسية والمدن الجديده والعاصمة الإدارية وشهد له العالم ، كان بفضل دعم وتوجيهات ومساندة رئيس الجمهورية الرئيس عبد الفتاح السيسي، مضيفا ان المشروعات الاستراتيجية الكبرى يجب ان يتم تنفيذها كما تم تنفيذ هذه المشروعات العملاقة، مشيرًا الي ان مصر تستطيع الحصول بالفعل علي ٣٠ مليون سائح ولكن اولا يجب وضع خطط قصيرة ومتوسطة وطويلة الاجل وان يقف وراء تنفيذ تلك الخطط كافة اجهزة الدوله، خاصة وان السياحة اصبحت صناعة استراتجية هامة للاقتصاد المصرى وهذا – والكلام مازال لسليم العزه يتطلب تحويل الاتجاه الي مجتمع سياحي حقيقي، اقتصادي وثقافي وحضارى، الي مستوى محترف علي جميع المستويات السياحية، وهذا يتطلب ان من يقوم علي أمر السياحة ان تكون لديه القدره علي تحديد الأولويات وان يملك أيضا الصلاحيات الكافية والكاملة لكل ادوات السياحة ومنها الطيران والفنادق ، وان تقف وراءه الدوله بمسانده قوية ودعم مع منظمى الرحلات الدوليين.
وضرب العزه مثالا بإمارة دبي التي لم يكن لها أية علاقة بالسياحة قبل عام ١٩٩٢ ولم تملك بالأساس أدني مقومات هذه الصناعة ، ولكنها وضعت يدها علي اسباب النجاح ولجأت الي اهل الخبره فقام الشيخ محمد بن راشد بتكليف خبير انجليزى بإنشاء طيران الامارات وتم دعمه ومساندته حتي وصلت الشركة إلي أن تصبح من كبرى شركات الطيران في العالم ، وكذلك فعلت تركيا التي يصل طيرانها الي كل بقاع الارض بهدف جلب السائحين الي المدن التركية ، وساهم كذلك مطار أتاتورك بنسبة ٥٪ من دخل الاقتصاد التركي.
واخيرا فإن مصر تستحق أن تحصل علي عدد سائحين يفوق من يذهب الي تركيا او اليونان او حتي اسبانيا ، ولكن الأمنيات وحدها غير كافية.