أكمل فريق من العلماء أول مسح بالحجم الطبيعي لسفينة “تيتانيك” لإنشاء نسخة رقمية طبق الأصل للسفينة الشهيرة تظهرها بشكل واضح لم يسبق له مثيل، بحسب صحيفة “اكسبريس” البريطانية.
ويقدم العرض الرائع ثلاثي الأبعاد للسفينة التي يبلغ طولها 882 قدمًا نظرة ثاقبة فريدة لما حدث في تلك الليلة المشؤومة في 15 أبريل 1912 عندما غرقت تيتانيك بعد اصطدامها بجبل جليدي.
وتقع السفينة الآن على عمق 12500 قدم تحت سطح شمال المحيط الأطلسي، حيث يعد الوصول إلى الحطام مهمة صعبة بحد ذاتها وقد قام بها متخصصو خرائط أعماق البحار في شركة “ماجيلان المحدودة”.
وأجرت الشركة الفحص الفريد على مدار ستة أسابيع في صيف عام 2022 بالتعاون مع شركة “أتلانتيك بودكشن” التي تقوم بإنتاج فيلم وثائقي عن المشروع.
وقضت غواصتان، تدعيان روميو وجولييت، ساعات في رسم خريطة للحطام الذي يبلغ طوله ثلاثة أميال والذي يقع على بعد حوالي 430 ميلاً قبالة سواحل كندا.
وفقًا للوائح الصارمة المعمول بها، لم يتم لمس الحطام، وتم التعامل مع الموقع بأكمله بأقصى درجات الاحترام، بما في ذلك وضع الزهور على الحطام الذي راح ضحيته أكثر من 1500 شخص.
وأنتجت العملية أكثر من 16 تيرابايت من البيانات بالإضافة إلى أكثر من 715000 صورة ثابتة.
وكانت الصور البصرية السابقة للسفينة محدودة بسبب مستويات الإضاءة المنخفضة وجودة المياه على بعد 12500 قدم تحت السطح، لكن تقنية رسم خرائط ماجلان أنتجت مستوى جديدًا تمامًا من الوضوح.
ويسمح النموذج برؤية الحطام بتفاصيل غير عادية.
وقال خبير في “تيتانيك” باركس ستيفنسون: “لقد كنت أدرس تيتانيك منذ 20 عامًا، لكن هذا يعد تغييرًا حقيقيًا في الأمر. ما نراه للمرة الأولى هو تصوير دقيق وصحيح لكامل موقع الحطام”.
وأضاف: “أرى تفاصيل لم يرها أحد من قبل وهذا يسمح لي بالبناء على كل ما تعلمناه حتى الآن ورؤية الحطام في ضوء جديد.”
يذكر أن السفينة الأكبر في ذلك الوقت قد اصطدمت في أولى رحلاتها من ساوثهامبتون ببريطانيا إلى نيويورك بالولايات المتحدة بجبل جليدي منتصف ليل الأحد 14 أبريل 1912 وغرقت بعدها بساعتين يوم 15 من الشهر نفسه.