مقالات الرأى

أمجد مصطفى يكتب : “السوشيال ميديا”..أبواب جهنم

0:00

جميل جدا ان يكون هناك تواصل بين الناس،عبر وسائل مختلفه.فى الماضى كانت وسائل التقارب والتواصل بين الناس،التليفون و التلغراف و الخطابات عبر البريد،و لم يكن هناك اى ازمة فى ذلك وكانت الحياة تسير بشكل جميل وسلسل،عندما يرن جرس التليفون،تجد الاب او الام او الاثنين معا رد يا حاج ده ابننا فلان او العم او العمة او الخال،وعندما يكون جرس التليفون طويل فهذا مؤشر على انه ترنك اى من خارج المدينة و كانت مدة المكالمة لا تتعدى الثلاث دقائق و او ستة دقائق على الاكثر وهذا يعنى انها مدتين،و كان التلغراف لامر عاجل اذا لم يكن هناك تليفون،واحيانا كان تليفون الجار او البقال هو المنقذ للشارع كله،حيث عم على او احمد يقوم بالنداء على صاحب المكالمة اسفل المنزل،وكانت الخطابات وسيلة “الرغى” او الكلام الكثير الوحيدة ،و فى هذا العصر لم تكن هناك اية مشاكل،الكل يعيش فى هدوء وسلام عائلى و بالتالى كان الامر ينتقل الى سلام يعم على كافة ارجاء الوطن،فى نفس الوقت كانت نشرة الاخبار خاصة نشرة التاسعة مساء او الراديو هو وسيلة نقل الخبر الى الناس،وبالتالى لم يكن هناك مصدر اخر،الا الصحف التى تصدر فى اليوم التالى للخبر.
الان ومنذ دخل علينا الشيطان “وسائل التواصل ” التى فحت علينا ابواب جهنم، بداية من التليفون المحمول ومرورا بالفيس بوك وتويتر و انستجرام الخ،وبالتالى تحولت تلك الوسائل الى مصدر ازعاج ليس للاسرة بل للمجتمع اجمع،لان عن طريقها بدأت نشر الشائعات خاصة المغرضة منها،وكذلك تصفية الحسابات،وتبادل الشتائم و الاتهامات،و الاكثر خطورة ان كل شخص يمتلك حساب على تلك الوسائل اصبح خبير فى شتى المجالات ، السياسة والاقتصاد و الرياضة والفن و لا مانع الطب والهندسة و التكنولوجيا .و بالتالى اصبحت تلك الوسائل باب من ابواب جهنم لبث السموم و الرعب و الاخبار الكاذبة بين الناس،و للاسف البعض منا اصبح يصدق تلك الاكاذيب لانها تتفق مع افكارة المريضة ،هذا الامر ليس فى مصر فقط بالمناسبة لكن شعوب العالم اصبحت تعانى من تلك الوسائل، و نظرا لما تسببه من ازمات، اطلق عليها الكثير من الذين أيقنوا خطورتها بانها وسائق قطع التواصل وقطع الترابط بين الناس، و نشرالفتنة.و الاكثر من ذلك انها اصبحت تنشر الجهل، لان البعض ينشر معلومات خطأ و البعض يبدأ تداولها على انها صحيحة و بالتالى ينتشر الجهل بالاشياء.
أخطر ما فى الموضوع ان هناك حملات ممولة و صفحات مأجورة شأنها شأن اى تجارة انتشرت فى المجتمع،وبالتالى اصبح علينا كمجتمع ان نعود الى سابق عصرنا و نهمل تلك الوسائل او نستخدمها فى الحدود الامنة،و اتمنى من الدولة المصرية ان تتخذ خطوات سريعة ضد الصفحات المنتشرة باسماء وهمية و اخذ قرارات رادعة ضد اصحاب تلك الصفحات و اتصور أن التكنولوجيا جعلت أمر معرفة اصحاب تلك الصفحات أمر يسيرانقذوا البشرية من شياطين جهنم.

زر الذهاب إلى الأعلى