أمجد مصطفى يكتب : الزرع الشيطاني
من الأقوال الشائعة التى تطلق على الأشياء التى لا أصل لها مقولة “زرع شيطانى”،دائما أتذكر تلك المقولة عندما أشاهد الكثير من الحوارات “فنانين و رياضيين وإعلاميين” لا يذكرون فيها فضل من تبناهم فى بداية المشوار،ويصل الأمر ببعضهم يتحدث و كأنه اخترع نفسه واكتشف نفسه وعلم نفسه، أو أنه من عالم آخر غير عالمنا. فى الوقت الذى تجد فيه أسماء أخرى لديها ثقة كبيرة بنفسها تنسب الفضل لاصحابة، وتتحدث عن صاحب الفضل بحب و كبرياء،وهذا كله مردوده أو سببه ان يرجع الفضل لاصحابه دائما ما تجده لديه ثقة كبيرة فى النفس،على عكس من ينكرون فضل الآخرين.
بل ذهب أصحاب الثقة بالنفس الى ما هو أبعد عندما ذكروا فى ثقة وكبرياء تاريخ الأعمال التى تدرجوا بها منذ الصغر للإنفاق على أنفسهم ومساعدة الاسرة،الأخوين رحباني عملا مع والدهما فى قهوة خاصة بها،ثم فى المطعم معه أيضا،و كانا يقومان بتوصيل الطلبات الى المنازل، كاظم الساهر عمل فى محل تصليح أحذية فى صغره،ثم محل بيع ايس كريم، على الحجار ذكر أنه عمل لدى مكوجى فى الاجازة الصيفية ،و آخرين ذكروا ما هو أكثر، كل هذا يحسب لهم،ويجعل الجماهير ترتبط بهم أكثر، لأن العمل “مش عيب”.
العيب هو أن تمد يدك للآخرين هكذا تعلمنا ،و العيب كل العيب أن تتجاهل من صنعوا مجدك أو شخصيتك او ساهموا ولو بقدر ضئيل في بنائك.لم أكن أريد أن استخدم القول الشائع “زرع شيطانى”، لكنه التعبير الأكثر دقة لوصف الحالة التي أصبح عليها الكثير من الناس خاصة من يطلقون على أنفسهم مبدعين.
الأزمة أن الشئ الذى لا أصل ولا جذور له، وناكر الجميل، نظرة المجتمع له تكون فيها قدر من الخوف وعدم الأمان تجاهه.
التاريخ لا ينسى ولا يمحى لأن هناك شخصيات تبقى دائما شاهدة على العصر،وهى التى تصحح ما يحاول البعض اخفائه، سواء بالتجاهل أو تصدير روايات اخرى تظهر الشخص على غير ما كان تاريخه.