أمجد مصطفى يكتب : آراء مختلفه عن التقاعد و الثروة البشرية
الاسبوع الماضى كتبت فى هذا المكان مؤكدا،ان هناك مهن لابد من اعادة النظر فى سن المعاش الخاص بها،او النظر فى كلمة التقاعد من الاساس،و هى المهن المتعلقة بادارة الإبداع التى تتطلب على رأسها فنان او كاتب او صحفى .
لو أخذنا مثال فى البداية، بقادة الاوركسترا و هنا اقصد القائد الحقيقى الموهوب و الدارس فى نفس الوقت وحظى بالقيادة فى دول عدة،و ليس الذين يمارسون القيادة بالفهلوة،او بحكم وجودة كعازف قديم الخ من أسباب ليس لها علاقة بممارسة بفن القيادة.
و قلت ان الفن وادارة الفن يجب ان تتحرر من قيود كونها وظيفة إدارية إلى براح اكبر، و علينا ان ننظر إلى اهم قادة الاوركسترات فى العالم اغلبهم فوق السبعين،مثل ريكاردو موتي المولود في 28 يوليو من العام 1941، بمدينة نابولي الإيطالية،الذى قاد اوركسترا فيينا الفلهارمونى خلال حفله بأوبرا العاصمة الادارية منذ عدة اشهر،و اتصور ان ادارة اوركسترا فيينا لديها من الخبرات الكثير لتوفير قائد شاب،لكنهم يختارون الأصلح فى هذا التوقيت.و هنا انا اذكر القيادة على سبيل المثال حتى نقيس عليها الأمور.
و ذكرت ان مكان مثل اكاديمية الفنون و المجلس الاعلى للثقافة و انا اطلق على هذا الكيان برلمان المثقفين،لذلك لابد من معاملته معاملة تليق بدوره،ايضا رئاسة الاوبرا أو البيت الفتى للمسرح او قطاع الفنون الشعبية و الاستعراضية انا ضد ان يكون رئيس تلك الكيانات مقيد بسن،و هنا أتحدث عن الموهوبين فى الإدارة و الموهوبين فنيا،و الذين لديهم قدرة على خلق مناخ للابداع، وليس من ثبت عدم صلاحيته فنيا و اداريا.حتى لا يتصور البعض اننى ادعم استمرار من فشل.
و قلت اعلم ان مد سن المعاش او الغائة فى بعض الوظائف يحتاج إلى تشريع،و طالبت وزارة الثاقافة تبنى الامر بالنسبة للقثيادات المبدعة،واليوم اضم اليها نقابة الصحفيين،و اتحاد الكتاب والنقابات الفنية تمثيلية و موسيقيين و سينمائيين ، لعمل دراسات سريعة من خلال بعض المختصين عن تلك الفكرة،فكرة اعادة الحياة إلى اصحاب المواهب و الأكثر قدرة على الإنتاج،و الأكثر قدرة على الإبداع،خاصة ان مصر خلال السنوات الاخيرة خسرت مبدعين فى الفن والادارة بسبب سن التقاعد.
و كرت فى مقالى ان هناك مهن إبداعية اخرى مثل مهنة الصحافة،يوما بعد يوم نودع زميل إلى مقهى المعاشات،لينضم إلى الالاف من قادة و حاملى شعلة التنوير،و الغريب ان يخرج مجموعة كبيرة من الزملاء الصحفيين،رغم ما نعاني منه من قلة الموهوبين فى هذه المهنه،و كذلك ازدياد نفوذ صحافة الشيطان آلا و هى صحافة التريند غير الأمينة و التى حولت المهنه كلها إلى ما يشبه نابشى القبور و اكلى لحوم البشر،وقلت ان مهنة الصحافة شأنها شأن مهنة الطب زمان تحتاج الى الحكمة عندما كان يطلق على الطبيب حكيم،الان الطب اصبح تجارة.و بالتالى نحن بحاجه الى الصحفى الحكيم الذى لا يبحث و لا يجرى خلف الاخبار الشخصية للفنان او لاعب الكرة او السياسى،و نهيت مقالى ان الصحفى و الكاتب و الفنان مهن بطبعها تراكمي، تحتاج الى خبرات و مواقف مختلفه،كلما ازداد صاحبها خبرات و تراكمات فنية كلما ازداد لمعان و جودة فى الاداء،فالشخص يتم تقيمه بما يقدم من اداء و إنجازات،و ليس بمدى علاقته بمن يملك قرار استمراره من عدمه.
فالمهن المتعلقة بالابداع لابد ان يكون لها معاملة خاصة،اتمنى خلال الفترة القادمة ان تعمل الدولة على مراعاة ذلك.
و الحمد لله تلقيت ردود افعال جيدة جدا من فنانيين و كتاب و طبيب سوف اعرض بعضها، الدكتور حسن شرارة الاستاذ باكاديمية الفنون و العازف الشهير الذى تلقى جزء من تعليمة فى روسيا فى أكاديمية تشايكوفسكي الوطنية للموسيقى فى روسيا مع اسماء اخرى عظيمة مثل رمزى يسى وجابر البلتاجى و مصطفى ناجى و جمال سلامة الخ ،شرارة قال أحسنت جدا ياامجد أضف الى ذللك العارفين.
اما الدكتور حسن ابو قفة جراح مصرى وابن محافظة مطروح الذى يعيش فى بريطانيا منذ اكثر من 40 سنة ،فقال عن قانون سن التقاعد عند 60 ،في كل الدول المتقدمه ليس هناك سن للتقاعد، التعيين في اي وظيفه لا يفرق بين السن او اللون او الجنسيه او العقيده، طالما قادر على العمل وكفء تعمل حتي السبعين او الثمانين،انا في سن السبعين لا زالوا يطلبوني للعمل،
اما د.وجدى زين الدين رئيس تحرير الوفد السابق و رئيس تحرير جريدة الزمالك الان فقال مقال رائع جدا..الفنون بما فيها الصحافة يجب عدم معاملتها بسن المعاش فهذا معناه ذبح الفنان أو الصحفى ..تحياتى لك أستاذ أمجد على هذا الطرح الجميل
الكاتب الصحفى والزميل بالوفد هشام الهلوتى قال مقال اكثر من رائع ولكن للاسف المبدع فى بلدنا يعامل معاملة الموظف يجب التخلص منه فى اسرع وقت لتوفير راتبه حتى لو ترتب على ذلك خلل في دائرة الابداع.
اما الاعلامية الكبيرة مشيرة كامل فقالت مقال بديع تحياتي وتقديري
المذيع و الشاعر الكبير محمود عبد العزيز قال نفس الكلام .ينطبق على كبار الإذاعيين المبدعين اللى قاعدين فى البيوت .بلا صوت…. بينما العاهات يحتلون الشاشات والأستوديوهات،وهات يا إنحدار فى عز الليل و النهار.
المايسترو الكبير عماد عاشور قال: أحسنت
الزميل و الكاتب الصحفى امجد مصباح قال ياريت يفهموا.الفنان والصوت الرائع حمادة الحلو اثنى على الفكرة.استعرضت عينة عشوائية من بعض الذين اهتموا بقراءة المقال،و البعض تواصل معى تليفونيا.
حرصى على استعراض ارائهم ان هناك الالاف يسيرون معنا فى نفس الخط،لكنهم لم يجدوا وسيلة لكى يعلنوا عن ارائهم.
مسألة زيادة سن المعاش الهدف منها،هى الاستفادة من الخبرات التراكمية التى حصل عليها الفنان او الصحفى او الكاتب،وللاسف كل الهيئات او المؤسسات تنظر لها من منظور توفير يعنى نوفر المرتب،او زميل له طمعان فى المنصب،هكذا نفكر،بينما العالم المتقدم كله كما قال الدكتور حسن ابو قفة المعيار عندهم هو الكفاءة والقدرة على العمل والانتاج،اى اموال تساوى خبرات فنان او كاو كاتب صحفى او طبيب،بكم تشترى خبرة 30 سنة فى سوق المال،اتصور تساوى ملايين،للاسف التفكير عندنا منصب حول مصالح ضيقة جدا،طمع فى درجة الزميل او مكانه وصل اليها و حضرة الموظف يرى ان السبيل الوحيد للوصول اليها هو بلوغ زميلة الى سن المعاش،اشياء بصراحة لا نراها الا فى الدول التى تعانى من الازمات.
الحكاية اكبر من مصلحة شخص او حتى الاف الاشخاص،الحكاية كيف تحافظ على ثروة الوطن البشرية،انظروا الى بريطانيا والمانيا وفرنسا و الولايات المتحدة الامريكية و غيرهم كيف ينظرون الى اصحاب الخبرات،وكيف يستفيدون منهم الى اقصى درجة،المهندس الطبيب الصحفى الفنان كلها مهن ابداعية تحتاج الى اصحاب الخبرات.
و بالتالى وجب علينا فى بلدنا و نحن فى مرحلة تشييد وبناء مصر الجديدة ان نستفيد من كل الخبرات،واتصور ان اى ازمة تواجه اى مشروع يتم القضاء عليها بالخبرات،وليس باى شئ اخر.الامر مطروح للمناقشة،واتمنى ان يجد صدى من النقابات الفنية ونقابة الصحفيين و اتحاد الكتاب وكل من يهمه الامر.