قالت صحيفة وول ستريت جورنال إن قرار حظر تقديم البيرة خارج الملاعب في مونديال كأس العالم بقطر جاء مباشرة من العائلة المالكة، وذلك بعد تزايد القلق بين القطريين المحافظين بشأن هذه القضية.
ونقلت الصحفية عن مصادر لم تفصح عنها أن دولة قطر تعمدت عدم الكشف عن السماح بالمشروبات الكحولية في البطولة، حيث إن الموقف والقرار سيتوقف عليه أشياء كثيرة وقد يؤدي لحدوث مشاكل.
وتشير الصحيفة إلى أنه بعد 12 عاما من التخطيط، امتد الارتباك والغموض بشأن قضية السماح بشرب وتداول البيرة في الملاعب إلى يوم الجمعة الماضية، أي قبل يومين فقط من المباراة الافتتاحية لمونديال كأس العالم 2022، حيث ألغى المنظمون خططهم لبيع البيرة داخل محيط الملاعب.
وقال أشخاص مقربون إن قرار اللحظة الأخيرة جاء بناء على مكالمة مع أحد أفراد العائلة المالكة القطرية.
وحسب الصحيفة، لن تتوفر المشروبات الكحولية إلا في فنادق معينة ومناطق مخصصة للمشجعين في الهواء الطلق بعيدًا عن الملاعب، بينما توجد قلة مختارة ممن اشتروا باقات الضيافة المكونة من خمسة أرقام سيظلون يحصلون على الكحول داخل الأماكن، ولم يعلق متحدث باسم الحكومة القطرية ردا على أسئلة، كما لم يرد الفيفا على طلب للتعليق.
وتستكمل الصحيفة، نظرًا للضرائب والندرة، تعد قطر واحدة من أغلى الأماكن في العالم لشراء المشروبات الكحولية، حيث تبلغ تكلفة الجعة الواحدة عادةً حوالي 14 دولارًا.
وبالرغم من أن أفراد العائلة المالكة معاصرون ظاهريًا ومنفتحون على التعامل مع الغرب، وخاصة الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وهو حاكم يبلغ من العمر 42 عامًا ويختلط بشكل مريح مع القادة الأوروبيين والأمريكيين، لكن الأسرة شعرت بقلق متزايد بين القطريين المحافظين الذين هم قليلون لكنهم يشكلون قاعدة سياسية قوية، على حد قول البعض.
وتابعت الصحيفة، كان القطريون على تويتر يدعمون هذه الخطوة بأغلبية ساحقة، وكان بعض المواطنين بالفعل على أهبة الاستعداد من موجة المد من التغييرات القادمة التي يجلبها كأس العالم، بما في ذلك الزوار المثليون بشكل علني وتدفق المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي.
وأصبحت احتمالية بيع المشروبات الكحولية علنًا، مع وجود مشجعين مخمورين خارج الملاعب، خطوة بعيدة جدًا بالنسبة للقطريين المحليين الذين كانوا يضغطون على العائلة المالكة بشأن هذه القضية لعدة أشهر، في محادثات منفصلة عن تلك التي أجرتها قطر مع الفيفا وشركة البيرة “Budweiser”.
وأشار رئيس الهيئة الحاكمة العالمية لكرة القدم، جياني إنفانتينو، إلى أنه توجد دول مثل فرنسا لا تسمح بالبيرة داخل الملاعب، على الرغم من توفر المشروبات على نطاق واسع خارج الملاعب على الفور.
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي يتمتع بخبرة واسعة في قطر، إنه قيل له إن أحد العوامل الدافعة وراء قرار البيرة هو أن الشرطة القطرية لن تكون قادرة على التحكم في المعجبين المخمورين، مما يخلق احتمالية أن تتحول المواجهات التي أسيء التعامل معها إلى إحراج، أمام وسائل الإعلام العالمية.
ومن الأمثلة البارزة علي الحفاظ على الجذور المحافظة في عام 2013، عندما كان من المقرر أن يعرض معرض فني قطري تمثالين يونانيين قديمين يصوران رجالًا عراة، ولكن بمجرد وصول التماثيل، تم تغطيتها بسرعة بقطعة قماش سوداء وإعادتها إلى اليونان بسبب اعتراضات السلطات القطرية.
ولفتت الصحيفة إلى أن هذا المحور الأخير حول البيرة أثار غضبًا من المعجبين، مع تداول أسئلة حول ما إذا كان هذا القرار يمكن أن يكون علامة على المزيد من التغييرات القادمة، هذا القلق حساس بشكل خاص لكأس العالم في بلد يحظر المثلية الجنسية، فيما حاول إنفانتينو تهدئة تلك المخاوف بالقول إنه تلقى طمأنة على أعلى مستويات القيادة الوطنية بأن الجميع مرحب بهم.