أحمد فرغلي رضوان يكتب : مشاهدات من مهرجان القاهرة السينمائي (1)
السينما السياسية العالمية حاضرة بقوة وأعمال متميزة في الدورة 45 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ، شاهدت عملين يقدمان التاريخ السياسي الحديث في البرازيل ورومانيا بروايات فنية مختلفة سواء كوميدية ساخرة مثل أفلام عادل إمام أو أفلام برواية وثائقية عن قصص حقيقية.
ه I’m still here .. وجه آخر من البرازيل
فيلم تدور أحداثه خلال فترة صعبة من تاريخ البرازيل الحديث خلال نحو عقدين من الزمن أثناء الحكم العسكري والاعتقالات والاختفاء القسري في سبعينيات القرن الماضي لشخصيات سياسية هناك ظهرت صورها وأسماءها الحقيقية على الشاشة مع تترات النهاية.
هو عن قصة حقيقية لأحد قيادات حزب العمال البرازيلي “روبينس بايفا” من تأليف نجله، يبدأ المخرج الأحداث بمشاهد مرح على الشاطيء للعائلة والأم تسبح في المياه وفجأة تقطع تلك الأجواء العائلية الجميلة هليكوبتر عسكرية تمر فوق الشاطيء مع نظرة غضب للأم نحو الطائرة تقول أشياء كثيرة وبالتزامن معها مرور سيارات عسكرية على الجانب الأخر للشاطيء ، مقدمة قوية من المخرج والتر ساليس لخصت الكثير. السيناريو ممتاز في أحداثه المشوقة للعائلة خلال رحلتها من البداية العائلية الهادئة ثم فترة غموض واعتقالات واختفاء للزوج ثم فترة النهاية مع نجاح الأم في نضالها لاثبات قتل زوجها أثناء الاعتقال واستخراج شهادة وفاة له بعد نحو عشرين عاما!، الفيلم سرد الأحداث بسلاسة وتشويق وكان من أقوى المشاهد على مستوى الإخراج والتمثيل فترة اعتقال واستجواب الأم والابنة.
فقط الجزء الأخير كان طويل بعض الشيء بعد استلام العائلة شهادة الوفاة بعد طول انتظار.
تصوير أجواء السبعينيات بجميع تفاصيلها كان ممتاز وساعد على صدق الأحداث ،الاهتمام بتصوير جميع التفاصيل كان جيد جدا.١
التمثيل أداء ممتاز من البطلة فرناندا توريس و تعبيرها عن مشاعر الألم بصدق شديد سواء عندما أخفت خبر قتل زوجها في المعتقل عن أبناؤها وأظهرت تماسك وكأنه لا يزال بين الأشخاص المختفيين أو عندما تم القبض عليها ومراحل الاستجواب !
الفيلم دراما إنسانية مشوقة وحقق حضورا وجوائز دولية هامة خلال هذا العام.
_ه The new year that never came..كوميديا سقوط تشاوشيسكو
كوميديا سياسية ساخرة عن الليالي الأخيرة قبل سقوط حكم تشاوشيسكو ، يقدمها الفيلم من خلال سيناريو سياسي ساخر عكس الفيلم البرازيلي، الأحداث تحديدا عن أيام الديكتاتور الروماني الأخيرة وكيف كان حال عامة الشعب خلال تلك الفترة من خلال تسليط الضوء على نماذج متعددة من أفراد الشعب، ممثلة مسرحية لا تحب تشاوشيسكو ويتم اجبارها على الذهاب مع أخرين لتقديم لوحة غنائية تبث على الهواء قبل خطبة الزعيم وتفكر كيف تعتذر ! وعامل في مصنع ابنه يكتب خطاب عيد الميلاد ل بابا نويل ويفاجيء الأب أن الطفل الصغير كتب أمنية والده هي أن يموت تشاوشيسكو! ووصع الخطاب في صندوق البريد وكانت من أفضل مشاهد الفيلم الكوميدية الساخرة ! الحوار بين الأب والابن وهكذا قدم السيناريو عدد من الشخصيات التي تمثل نماذج مختلفة لطبقات الشعب الروماني عام 1989 وتفاصيل حياتهم والخوف والرعب الذي يملأ قلوبهم بالتزامن مع ترتيبات احتفالات التليفزيون بعيد الميلاد والخطاب المنتظر للديكتاتور الروماني تشاوشيسكو.
ويعتبر الجزء الأخير من الفيلم هو الأفضل على مستوى السيناريو حيث تسير الأحداث بسلاسة وتشويق كبير ما بين تجهيزات احتفال التليفزيون الوطني وحشد العمال في الميادين مع مشاهد أرشيفية لتشاوشيسكو وموسيقى تثير التوتر حتى تأتي النهاية الكوميدية الساخرة لاندلاع الثورة الرومانية وسقوط حكم تشاوشيسكو .
فيلم سياسي اعتمد على الكوميديا الساخرة لرواية الليالي الأخيرة لحكم الديكتاتور الروماني بتفاصيل دقيقة ساخرة وعميقة، السيناريو والإخراج لبوجدان موريشانو متميزان مع التمثيل خاصة البطلة نيكوليتا هانكو.
لا تزال الكوميديا الساخرة السياسية تقدم أعمالا متميزة في السنوات الأخيرة لرواية التاريخ على المستوى العالمي.