ذات مرة سمعت مداخلة لسيدة في الراديو عقب أحد التفجيرات الإرهابية في سيناء لكرم القواديس تقول للمذيع ” ممكن أكل عيش وملح بس تفضل بلدي بحدودها زي ما هي”، تذكرت الجملة وأنا أستمع لتسجيل تم عرضه ضمن أحداث مسلسل الدراما الوثائقي “الكتيبة١٠١” للشهيد الضابط محمد هارون وهو يقول ” في ناس باعت سيناء وإحنا بنشتريها تاني بأروحنا ودمائنا”، هكذا الشعب المصري دائما عندما يتعلق الأمر بالوطن وجيشه تجد شعور الجميع واحد سواء جندي أو مواطن.
وقد كان بالفعل كما حدث في الماضي حدث في السنوات الأخيرة وقدمت مصر عشرات الشهداء من أجل تراب سيناء في مواجهات مستمرة ولم تنقطع خلال عدة سنوات بين جماعات إرهاب “دولية” وبين الجيش المصري، ولا نجاوز الحقيقة إذا قلنا أننا كنا في حالة حرب منذ عام 2013 حرب ظلت مشتعلة لعدة سنوات حتى تم تطهير شمال سيناء مؤخرا من الجماعات الإرهابية والتي يتم تمويلها دوليا.
مسلسل “الكتيبة ١٠١” أهميته انه يواكب الأحداث الحالية والتي عانت منها مصر وتم صناعة سيناريو درامي جيد عن الأحداث الحقيقية التي حدثت وأنا مع فكرة تقديم تلك الأحداث في قالب درامي تليفزيوني أو سينمائي حتى يشاهد الجمهور حجم التضحيات والتي يقرأ عنها فقط بعض الأخبار هنا أو هناك عن روايات مختلفة.
عمرو يوسف وآسر ياسين اختيار جيد جدا للشخصيتين ونجحا في توصيل المشاعر الإنسانية للشخصيتين وعشنا معهما حياتهما الطبيعية بعيدا عن أرض المعركة والتي لا تخلو من قلق طوال الوقت بسبب طبيعة العمل! تضحيات كبيرة لمثل هؤلاء الرجال وشاهدنا أيضا خط رومانسي لقصة حب بين الضابط والطبيبة التي جسدتها ميرنا نورالدين بشكل جيد ومشاعر صادقة خاصة في مشاهد إصابة الضابط.
الفنانة الكبيرة لبلبة كانت إضافة كبيرة للمسلسل في شخصية الأم سواء بخفة ظلها المعتادة أو بمشاهد الدراما والحزن في المستشفى مع ابنها المصاب وجدتها بإحساس رائع.
العمل الذي كتبه اياد صالح وأخرجه محمد سلامة جيد و كان ممكن يكون أقل في عدد الحلقات وأتمنى صناعة فيلم سينمائي عن تلك الأحداث ليشاهده عدد أكبر من الجمهور.
الذي حدث في السنوات القليلة الماضية ليس بالهين وكما ذكر الرئيس السيسي ذات مرة بعد أحد العمليات الإرهابية ” ما حدث من أجل كسر إرادة المصريين وجيش مصر ، وخلفه دعم خارجي “.
كان هناك مخطط حاولوا تنفيذه على مدار سنوات لكسر الجيش المصري وإرادة المصريين وبلغ ذروته أثناء محاولتهم الشهيرة لرفع علم تنظيم الدولة الإرهابي فوق أحد مباني مدينة الشيخ زويد ولو لعدة دقائق من أجل أخذ صور وبثها عبر محطات فضائية “على صلة بهم” من أجل كسر هيبة الدولة المصرية.
وبالفعل وقتها سارعت قنوات فضائية خارجية مثل الجزيرة تبث خبر رفع علم تنظيم الدولة الاسلامية فوق مدينة الشيخ زويد !! ولكنه بفضل المقاتلين الأبطال تحول إلى يوم أسود عليهم وتم دحر هؤلاء المجموعات الإرهابية وفشل مخططهم.
المسلسل كشف الكثير من مخططات الجماعات الإرهابية المسلحة في سيناء وكشف جزء من تضحيات رجال الجيش المصري والشرطة في سبيل الحفاظ على تراب الوطن وحدوده، هناك يقين لدى الجميع بأن الشعب المصري مهما كان حجم الخلافات واختلاف الآراء وقت الشدة يكون الجميع خلف الجيش كما حدث في الأيام الماضية بسبب أحداث السودان
حيث لا يمكن لأي شخص لديه ذرة احساس من الوطنية والكرامة أن يكون ضد جيش وطنه مثل البعض الذين سخروا هؤلاء سيلاحقهم العار إلى الأبد أينما كانوا ويكفيهم صفات الخسة والدناءة التي التصقت بهم.
رسائل :
_ محمد سلام : رمانة ميزان الكوميديا في جت سليمة.
_ مها نصار : موهوبة وقادمة بقوة.
_ علي الطيب : نموذج الممثل المحترف في أي دور يقنعك.
_ تغيير جو : سمك لبن تمر هندي.
_ تحت الوصاية : تحية لطاقم البحرية رشدي الشامي وعلى صبحي وخالد كمال وأحمد عبدالحميد