أحمد فرغلي رضوان يكتب : مرعي البريمو .. ليس البريمو
لا يزال نجم الكوميديانات الجدد في الألفية الجديدة محمد هنيدي يبحث عن العودة السينمائية وتحقيق الأرقام القياسية من جديد، وقي سبيل ذلك يطرق كل أبواب المخرجين والكتاب ولكن النتيجة ليست كما يتمنى ، توقعت عودة قوية بعد الإعلان عن اسم مخرج الفيلم سعيد حامد والذي دشن نجومية هنيدي بفيلم “صعيدي في الجامعة الأمريكية” وحقق بعد ذلك نجاحات كبيرة مع هذا الجيل، ولكن العودة كان “باهتة” وممكن القول إنها متوسطة فنيا ولا تليق بأسماء صناع فيلم “مرعي البريمو “.
المشكلة الأكبر كانت في البداية والتقديم للشخصيات وخاصة شخصية مرعي “تاجر البطيخ” تقديم من أسوأ ما يكون لشخصية البطل وكأن هذا الجزء بلا سيناريو أو حوار ، هل ما نشاهده ارتجالا لبطل الفيلم محمد هنيدي صاحب فكرة الشخصية والذي يبدو مغرما بها ولذلك ظهر الجزء الأول بمواقف متتالية للمعلم مرعي مع عدد من الزبائن وكأنها مواقف في برنامج الكاميرا الخفية وليس سيناريو فيلم سينمائي.
لماذا لم يجتهد صناع الفيلم في العمل على سيناريو فيلم كوميدي يحترم عقل المشاهدين شباب صغير استمعت لهم في دار العرض غاضبين من الكوميديا الساذجة التي تم تقديمها ، أعلم أن لدينا مشكلة كبيرة ومعقدة على مستوى الكتابة الكوميدية ولكن أنا أتحدث عن عمل يحمل اسم محمد هنيدي و سعيد حامد ولذلك ما كان يجب الاستهتار لهذا الحد بالمستوى الفني للعمل.
لماذا لم يتم التصوير في سوق خضار حقيقي ،بدلا من هذا الديكور المتواضع والمكرر في أكثر من مسلسل!! كان الجمهور شاهد عالم وصورة سينمائية جيدة خاصة الجمهور العربي والذي أصبح يضع الفيلم المصري في مقارنات قاسية مع الإنتاج العالمي والذي يهتم بالتفاصيل التي أصبحنا نفعلها لأسباب غير مقبولة !
عالم سوق الخضار مادة درامية رائعة لصناعة صورة ومواقف كوميدية كثيرة جدا تصنع فيلما ناجحا ولكن الاستسهال و التعجل في إنجاز العمل بأسرع وقت كان هو المطلوب ولذلك كان هذا السيناريو المتواضع.
بالطبع “مرعي البريمو” ليس أسوأ أفلام محمد هنيدي بل أفضل من فيلمه السابق “دكتور نبيل” ولكن المشكلة أن النجومية الكبيرة تفرض متطلبات جماهيرية كبيرة أيضا وللأسف تورط بطل الفيلم في رفع سقف طموح المشاهدين حينما وعدهم بمشاهدة عمل سينمائي كبير ! وهو خطأ لأي فنان أن يتحدث و يطلق وعودا كبيرة لجماهيره ! لا يوجد ضمانات في الفن.
أيضا فكرة الالماظ ساذجة لو كان تم استغلال ” بطيخ” مرعي من قبل عصابة لتجارة المخدرات كان سيكون أكثر إقناعا من قصة الميراث والألماظ.
الكتابة الكوميدية أصبحت تعاني بشدة ، لا يوجد كتاب موهوبين مثل الماضي ، لديهم القدرة على الكتابة الكوميدية القائمة على صناعة المواقف والتلاعب بالألفاظ دون ابتذال، و تقديم المبالغة المقبولة في كتابة المواقف الكوميدية المبنية على الانفعالات أو المفاجأة بشكل ناجح، نفتقد الكثير من أساليب الكتابة الكوميدية الناجحة.
ولذلك كانت مساحات الضحك قليلة في عمل لواحد من أهم نجوم الكوميديا في العشرين سنة الأخيرة، لدرجة أنك تجد مواقف عجيبة لانتزاع الضحكات مثل أنه يحرك السيارة عدة أمتار من المنزل إلى المحل !! أو أن يقوم بخطفه بعض السيدات ! وربما من أفضل مفاجآت الفيلم هو ظهور البطل محمد هنيدي بشكله الحقيقي “بدون شعر مستعار ” وهي جرأة تحسب له تخليه عن شكله المألوف لدى جمهوره، وعلى مستوى الأداء لا يزال محمد هنيدي لديه القدرة على الإضحاك بأقل إمكانيات فنية ولكن الجمهور ينتظر الكثير دائما.
فريق الممثلين كبير وبه عدد من الموهوبين ولكن لم يتم استغلالهم بشكل جيد سواء البطلة غادة عادل وحاولت قدر المستطاع تقديم بعض الكوميديا ، وكذلك باقي الكاست أحمد سلطان، أو محمد محمود و نانسي صلاح، كان يجب إتاحة مساحات أكبر لشخصياتهم.
بالطبع فيلم “مرعي البريمو ” ليس البريمو بين أفلام هنيدي وأيضا لن يكون البريمو في إيرادات 2023 .