أحمد فرغلي رضوان يكتب : ليه تعيشها لوحدك ..مواجهة مع بعض متاعب الحياة
بعيدا عن الكوميديا والأكشن جاء فيلم “ليه تعيشها لوحدك” تأليف أحمد عزيز وإخراج حسام الجوهري، بالطبع الفيلم صاحب أكبر مغامرة فنية هذا الموسم وأعتقد كان مناسب له العرض في مهرجان سينمائي قبل عرضه التجاري لطبيعة أفكاره الإنسانية والاجتماعية الشائكة وضعف احتمالية منافسته في شباك التذاكر وسط أفلام الكوميديا والأكشن التي تعرض في نفس التوقيت.
معاني إنسانية كثيرة داخل الفيلم على رأسها علاقة الصداقة بكل تفاصيلها ومنها يأخذنا السيناريو لعدة أفكار أخرى مثل الوحدة والهجرة والحب والذي يقدمه الفيلم من خلال علاقات جميعها “غير طبيعية”! سواء ظاهرة الشوجر دادي أو علاقة الحب بين رجل وفتاة تصغره بثلاثين عاما ! أو علاقة حب من طرف واحد لشاب مريض نفسيا! لا أعرف هل هذا مقصود من السيناريو أم لا .
النصف الأول لأحداث الفيلم كان أفضل من النصف الثاني على جميع المستويات سواء الشخصيات وتفاصيلها أو ريتم الأحداث قبل أن يتحول الجزء الثاني ويغرق بنا في دراما سوداء ونهايات مؤثرة رغم محاولة صناع الفيلم التخفيف من الدراما بالأغنية المبهجة في النهاية.
من أضعف الخطوط الدرامية في الفيلم كانت علاقة الشاب والفتاة غير مكتملة وغير واضحة ظهرا منذ بداية المشاهد ولكن لم يكتمل الخط الدرامي كما يجب وركز السيناريو أكثر على علاقة الصديقين بطلي الفيلم ” شريف منير _ خالد الصاوي ” وكان من الأفضل صناعة معادلة فنية جيدة في الأحداث من خلال علاقة الشاب والفتاة ” سلمى أبوضيف _ مؤمن نور ” أمام علاقة الجيل الأكبر والصديقين عمر وشريف.
كذلك الانتقال المفاجيء لتقديم علاقة الحب بين الفتاة الشابة وصديق والدها الذي يكبرها بثلاثين عاما لم تصلني مشاعرها كثيرا.
بالطبع أفضل الخطوط الدرامية العلاقة بين الصديقين بكل مراحلها من الحب والود وحتى الخلاف والغضب بينهما، مشاهد المرح بينهما ومحاولة العودة لأيام الشباب قدمها المخرج بشكل جيد كذلك شخصية الجار “محمد رضوان” كانت جيدة.
عنصر التمثيل على رأس مميزات الفيلم في وجود اثنين من كبار الموهوبين شريف منير وخالد الصاوي.
شريف منير من اكثر الممثلين حرفية يقدم الشخصيات بإتقان شديد وقدم شخصية الدكتور شريف العائد من الاغتراب والباحث عن حياة جديدة بأداء جيدجدا كعادته وكذلك مشاعر القلق من علاقته بالفتاة التي تصغره بثلاثين عاما بشكل لافت جدا.
أما خالد الصاوي فكانت شخصيته أكثر صعوبة بسبب مراحل التحول بها من قمة السعادة والمرح إلى قمة الحزن وكان متفوقا في تجسيده لكل مشاعر الشخصية خاصة مشهد المواجهة مع صديقه في نهاية الأحداث.
سلمى ابوضيف من أفضل الأدوار التي شاهدتها لها وتطورت كثيرا قدمت أكثر من مشهد لافت سواء أمام الأم أو الأب أو الحبيب.
مؤمن نور لم يساعده السيناريو كثيرا لصغر الدور وكما قلت في البداية كان ممكن الخط الدرامي لشخصيته مع سلمى يكون متواجدا بشكل أكبر .
محمد رضوان وخالد عليش وأمينة شلباية وفاطمة عادل ظهورهم كان مقبول جدا.
أيضا من أكثر مميزات الفيلم اللوكشن الحقيقي ، القاهرة القديمة بجمالها المعماري بعيدا عن العشوائيات أو الكمبوند اختيار حي الزمالك موفق جدا ونفتقد لوكشن حقيقي يصدقه الجمهور في كثير من الأفلام حاليا وهو ما يحسب لإنتاج الفيلم.
الفيلم تجربة جيدة ومواجهة مع أفكار كثيرة في المجتمع نناقشها أحيانا من بعيد أو بسطحية وتحتمل أعمالا كثيرة أخرى.