مقالات الرأى

أحمد فرغلي رضوان يكتب  : لا وطن بديل ولا بديل عن الوطن

مع العمليات العسكرية المفاجأة للمقاومة الفلسطينية ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي ، خرجت علينا وسائل إعلام خارجية تبث عددا من الأخبار عن تهجير الفلسطينيين المتواجدين في قطاع غزة للتوطين في مصر وتحديدا سيناء!
ما هذا الهراء ؟! كيف يتم الحديث عن ذلك الأمر بعد كل هذه التضحيات من أهل غزة ضد المحتل طوال عشرات السنين ! من الذي يرحل بعيدا المحتل أم أصحاب الأرض ؟!
في تلك الظروف تنتشر أخبار غير دقيقة عبر منصات إعلامية خارجية وبعضها له أهدافه السياسية ضد مصر ، ولذلك سارع مسؤولون مصريون للرد الفوري على تلك الأخبار ردا  حاسما ” سيناء ليست للتوطين ” .
ثم جاءت التصريحات المهمة للرئيس السيسي والتي أكد فيها ” أن أمن مصر القومي هي مسئوليته الأولى، وأنه لا تهاون أو تفريط فيه تحت أي ظرف من الظروف، مطالبًا المصريين أن يكونوا واعيين بتعقيدات الموقف ومدركين لحجم التهديد”.
و أكد من جديد على أن مصر لا تتخلى عن التزامها بالقضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
بالطبع ربما كانت هناك محاولات جس نبض لتلك الخطة ” التوطين ” التي يفكر بها بعض قادة إسرائيل منذ سنوات ويتم الحديث عنها عبر الإعلام أو في لقاءات مع مسؤولين مصريين  مثلما ذكر الرئيس الأسبق مبارك عندما ألمح له نتنياهو في آخر لقاء جمعهما عن إمكانية توطين سكان غزة و إبعادهم إلى سيناء و قال له مبارك ” أنسى هذا الموضوع ، وستكون حرب مرة أخرى بيننا وبينك”.
لا أحد ينكر أن غزة تمثل صداع دائم في رأس قادة إسرائيل  لدرجة أن أحد قادتهم إسحق شامير تمنى ذات مرة ” أن يقوم من النوم فيجد البحر انشق و ابتلع غزة ” هكذا كان حلمه وحلم عدد من قادة إسرائيل.
بالطبع ما حدث مؤخرا من المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي كان بمثابة زلزال داخل دولة الاحتلال وممكن القول إن القضية الفلسطينية تمر الآن بمنعطف خطير في تاريخها ومن المؤكد أن هناك تغييرات كثيرة ستطرأ على القضية الفلسطينية والتي بدأ العالم ينظر لها في تلك اللحظات بعين الاعتبار بعد سنوات من الإهمال وترك إسرائيل تفعل ما تشاء من بناء مستوطنات جديدة والاستيلاء على أراض من الفلسطينيين وتهجيرهم!
المقاومة هذه المرة تشن هجوما شاملا ومكثفا وبتكنيك جديد جعل الأجهزة الأمنية الاستخباراتية الإسرائيلية تتبادل الاتهامات بسبب الفشل الأمني الكبير الذي حدث وأدى لهذا الاختراق من المقاومة ووصلت الاتهامات من وسائل الإعلام الإسرائيلية ضد رئيس الوزراء نتنياهو وحملته مسؤولية ما حدث بسبب إصراره على سياسة ضم أراض فلسطينية جديدة ونزع الملكيات، متجاهلًا تمامًا وجود الفلسطينيين وحقوقهم.
كل الاحتمالات قائمة الآن في الشرق الأوسط ولا أحد يعرف كيف و إلى أين تسير الأمور بعد الاستراتيجية الجديدة التي اتبعتها حركة المقاومة الفلسطينية “حماس” مما جعل إسرائيل تستغيث بالولايات المتحدة والتي سارعت بإرسال مساعدات  عسكرية عاجلة بدأت بطائرة محملة بالذخائر المتطورة وتحريك حاملة الطائرات “جيرالد فورد” إلى إسرائيل، كل ذلك من أجل تعزيز قوة الردع الإسرائيلي والتي أثبتت فشلها.
بالتأكيد إدارة الرئيس بايدن في مأزق جديد بعد مأزق أوكرانيا وخاصة أن عدد الرهائن الأمريكيين لدى حماس غير معروف حتى الآن بالإضافة لعدد القتلى في الهجوم .
الوضع معقد وكل الاحتمالات قائمة بعد تعقد الوضع بشكل غير مسبوق .
حفظ الله مصر .

زر الذهاب إلى الأعلى