مقالات الرأى

أحمد فرغلي رضوان يكتب : عبدالحليم حافظ يحرج الجميع بعد نصف قرن

بدون مجهود كبير يكفي أن تأخذ جولة لدقائق معدودة على تايم لاين منصة “تويتر” لتشاهد مظاهرة حب انطلقت بدون سابق انذار للمطرب الراحل عبدالحليم حافظ ، كنت أغلق تويتر وأعيد فتحه فأجد صور ومقاطع لأغنيات عبدالحليم حافظ تظهر أمامي من المغردين ! ما هذا المطرب ؟! ما هذه الحالة الفنية التي شكلها في وجدان الجماهير من المحيط إلى الخليج ؟
أعيد سماع مقاطع الاغنيات ، لا أصاب بالملل ! حليم صاحب الاحساس النادر والصوت العذب المليء بالشجن ، ما هذا الصدق في الأداء والاخلاص لفنه الذي عشقه حتى لحظات موته وهو على فراش المرض.
دائما ما يتحدثون عن ذكاء المطرب عبدالحليم حافظ ولكن قبل الذكاء في اعتقادي كان الصدق الشديد الذي شعر به الجمهور في جميع أغنياته فدخلت قلوبهم، كانوا يبكون تأثرا معه ويفرحون لانتصاره في قصص الحب التي تغنى بها مثلما هلل الجمهور فرحا وسعادة في الحفل وهو ينهي أغنيته “فاتت جنبنا” بعدما صارحته انها تحبه هو ، كانت هناك حالة نادرة من الاندماج لن تشاهد مثلها بين مطرب وجمهور .
مع كل التقدير للأصوات المصرية والعربية التي أدت أغنيات عبدالحليم حافظ في حفل ألحان الموسيقار محمد الموجي في الرياض ، بالطبع كان الله في عونكم ، الاختبار كان صعبا وفي حفل كبير يشاهده عشرات الالاف في الوطن العربي مباشرة، وبالطبع المقارنات الكثيرة التي شاهدتها طوال وقت الحفل كانت في غير صالحكم.
ولكنه عبدالحليم حافظ المطرب الاستثنائي في العالم العربي، حكاية حب كبيرة لم يعرف الجمهور العربي مثلها إلى الآن.
بالمناسبة كان يوجد برنامج إذاعي للموسيقار عمار الشريعي اسمه “غواص في بحر النغم” درس موسيقي رائع وبسيط للجميع في كيفية أداء مطربين ومطربات الماضي للأغنيات  القديمة أنصح جميع المطربين والمطربات الحاليين بسماعه، لأنه بالأمس كان هناك محاولات للاستعراض من جانب البعض في الحفل ! لماذا ؟! لا أعرف ، لم يكن هناك توفيق في ذلك، وكان الأفضل الاداء مثل النسخة الأصلية للأغنية بدون استعراض، وظهر كذلك عدم الحفظ الجيد للأغنيات وعدم القدرة على متابعة الموسيقى أحيانا، البعض كان يحتاج لمزيد من البروفات، عبدالحليم نفسه كان يجري عشرات البروفات قبل أن يظهر في حفل ويغني أغنية جديدة لا مجال للتساهل والثقة بالنفس الزائدة! يقولون عن عبدالحليم كانت كلما زادت شهرته زاد عدد بروفاته ، لذلك لم يحدث في تاريخه أن ظهر وهو يقرأ كلمات من نوته أو ارتبكت حنجرته بسبب لحن جديد، كانت قدرته على الأداء غير محدودة.
أخيرا نشكر المملكة العربية السعودية الشقيقة على هذا الاحتفاء الكبير بالفن المصري وننتظر المزيد، شخصيا أنتظر أن تكون هناك ليلة للموسيقار بليغ حمدي.
أفضل ما كان في حفل الموجي في رأيي هو الاوركسترا المصري العالمي ما هؤلاء العازفين الرائعين كل الشكر لهم ولقائد الاوركسترا وليد فايد.

زر الذهاب إلى الأعلى