أحمد فرغلي رضوان يكتب : البعبع .. التوليفة الآمنة لأفلام العيد
اختار صناع فيلم “البعبع” التوليفة الآمنة لأفلام العيد ، الأكشن الكوميدي مع مشاركة أطفال في البطولة، وهي توليفة سينمائية مضمونة النجاح بنسبة كبيرة لمخاطبة جميع رواد السينما صغار وكبار ونجحوا بالفعل في جذب جمهور العيد وسط المنافسة الكبيرة لهذا الموسم.
البعبع من الأفلام الجيدة هذا الموسم رغم ضعف شخصياته دراميا ولكن المواقف الكوميدية وإتاحة المساحة للطفل والممثلين المساعدين عوامل جعلت الفيلم يخرج بنتيجة جيدة،
لم تكن البداية مميزة خاصة المشهد الافتتاحي وتقديم شخصية البطل في السجن كانت من أضعف المشاهد و ظهور البطل بملابس نظيفة وكأنه في فندق وليس سجن بالإضافة المشهد مكررا عشرات المرات في أفلام كثيرة ! لو كان بدء الفيلم باختصاره وظهوره على باب السجن كان أفضل و أكثر اقناعا ولكن بدا المشهد الافتتاحي استعراضي لتقديم البطل و من عيوب الفيلم عموما الشخصيات الكثيرة وخطوطها الدرامية غير مكتملة ، الرهان كان على مواقف كوميدية وبعض الأكشن ونجحوا في تنفيذها.
الأحداث والإيقاع كان أفضل بعد ظهور الطفل و الطفلة و وبداية المغامرات بشكل كوميدي بمشاركة عدد من الأبطال ومشاهد الأكشن كانت “عادية” و لكنها مناسبة لفيلم كوميدي به أطفال.
مشاهد الفلاش باك في السيناريو الذي كتبه إيهاب بليبل بين أمير كراره و محمد أنور كانت من أفضل المواقف الكوميدية في الفيلم وكذلك موقف التعارف بين البطل والبطلة ظهرا خلاله بشكل جيد وخاصة ياسمين صبري.
من مميزات الفيلم اختيار أماكن تصوير جيدة جدا في مناطق شعبية أو وسط البلد “القاهرة” وهي من مميزات المخرج حسين المنباوي في أفلامه.
التمثيل جيد في هذا الفيلم ونجح المخرج حسين المنباوي في صناعة مواقف جيدة خاصة للممثلين غير الكوميديين وعلى رأسهم بطل الفيلم أمير كراره وأداءه كان جيد في هذا العمل ونجح في الابتعاد عن الدراما وقدم كوميديا الأكشن ويعتبر عودة جيدة له في السينما بعد غياب ، وقدم أكثر من مشهد بخفة ظل سواء مع الطفل الصغير أو بينه وبين البطلة ياسمين صبري والتي قدمت واحدا من أفضل أعمالها على مستوى الأداء وتحررت من التكلف والاهتمام بمظهرها كثيرا في هذا العمل وبدت طبيعية وخفيفة الظل وقدمت مشاهدها وسط الكوميديانات دون مبالغة.
أما محمد عبدالرحمن و محمد أنور وهما أكثر الممثلين ظهورا في أفلام موسم العيد واجتمعا في هذا العمل وتألقا بشدة في الفيلم وساهما بشكل كبير في هذا العمل لخروج المواقف الكوميدية بشكل جيد جدا وبدون وجودهما كان العمل فقد الكثير فنيا.
باسم سمرة تحول في هذا العمل إلى شخصية الشرير خفيف الظل هو ممثل موهوب ويجيد تقديم شخصياته، وكان يمكن الاستفادة أكثر من وجوده ولكن كان هناك “زحمة ” شخصيات في العمل و كان يجب التقليل منها وهي ظاهرة هذا الموسم وجود ضيوف شرف كثيرين ! وأفضل ظهور لهؤلاء الضيوف في “البعبع” كان للقديرة أنعام سالوسة.
أخيرا مفاجأة الفيلم الطفل جان رامز قدم أداء ممتاز وتفاعل معه جمهور السينما بشكل كبير وبالطبع وجوده كان عامل جذب كبير للعائلات لمشاهدة هذا الفيلم ولديه موهبة كبيرة وبالتأكيد سنشاهده كثيرا الفترة القادمة وساهم بشكل كبير في أن تخرج مشاهده أمام أمير كراره و ياسمين صبري بشكل كوميدي جيد.
الفيلم تجربة جيدة ونجح في تحقيق إيرادات وجاء في المركز الثالث في أسبوع العيد وهي إيرادات مناسبة لأبطاله وسط وجود نجوم شباك مهمين في المنافسة ونلاحظ ارتفاع إيراداته بعد الأسبوع الأول من موسم العيد وربما يقتنص المركز الثاني من فيلم “تاج” مع الأسبوع الثالث للعرض.