أحمد فرغلي رضوان يكتب : الهوى سلطان..السر في التفاصيل وتحريك المشاعر
” أنا حاسس إننا معطلين بعض يا سارة ” كان هذا المشهد هو نقطة التحول في علاقة الصداقة بين علي وسارة وهو واحد من أفضل مشاهد الفيلم، خاصة في أداء الممثلين.
هكذا تبدأ علاقة الصداقة في التوتر فأحدهما يشعر أنها في منطقة وسط بين الحب والصداقة! ولا يعرف كيف يقترب أو كيف يبتعد !؟
هي صديقة الطفولة والتي يعاملها مثلما كانوا صغارا رغم مرور السنوات، في أحد المشاهد عندما تغضب يحضر لها شيكولاته ! هي علاقة غير واضحة بين الصداقة والحب تظل معقدة.
يحاول فيلم “الهوى سلطان” تأليف وإخراج هبة يسري الاقتراب من السؤال الأزلي هل ممكن أن تتحول الصداقة إلى حب ؟ تبدو القصة الرومانسية للفيلم جديدة شيئا ما على السينما المصرية في معالجتها البسيطة.
البداية جيدة جدا بمشاهد خارجية سريعة بين شوارع ومحلات القاهرة وزحامها وتظهر مجموعة أصدقاء أحلامهم بسيطة في المتعة مجرد “خروجه” في أحد الأماكن مثل الكثير من الشباب.
وشاهدنا إلى جانب البطل والبطلة أصدقاء مثل خالد كمال وفدوى عابد ثم اختفوا بعد ذلك وظهروا على فترات متباعدة! وهنا سؤال لماذا لم يتم الاستفادة من وجود هؤلاء الأصدقاء بشكل أفضل من تلك المشاهد القليلة ؟! وخاصة أن هناك في سيناريو الفيلم مشاهد بين البطلين بمفردهما شبه مكررة! وأكثر من اللازم وبها بعض الملل! روح العلاقة بين مجموعة الأصدقاء كانت مرحة وجيدة وممكن البناء عليها.
ثم خلال النصف الثاني ومع تحول الأحداث زادت فترات الملل مع ظهور الأصدقاء الجدد في حياة سارة وعلي وتخطى وقت الفيلم لساعتين كان أمرا صعبا!، كان يمكن التخلي عن كثير من المشاهد والتي تكررت مثل جلوسهما في المنزل وتناول الطعام ومشاهدة التليفزيون !! وكذلك مشاهد صمت وسماع الأغاني !أو تجولهما بالسيارة ! الفكرة وصلت من أول مرة ، لماذا التكرار وعدم الاستفادة من شخصيات أخرى!
أيضا من نقاط الضعف علاقة سارة مع الطبيب وأداء أحمد خالد صالح كان ضعيفا امام أداء منة شلبي.
كذلك عالم “ليلى” غير مناسب ومقنع للعالم الذي يعيش فيه علي؟! لا نعرف كيف اقتنعت بالارتباط به !؟ والفوارق الثقافية والاجتماعية واضحة ، العلاقة صعب أن تصدقها.
التمثيل وهنا سنتحدث كثيرا لأنه من أبرز عناصر الفيلم، منة شلبي تثبت إنها لا تزال من أهم المواهب في السينما المصرية والعربية أداء ممتاز في معظم المشاهد تضحك وتبكي معها، ردود أفعالها خاصة بعينيها كانت مؤثرة جدا وساعدت على صدق المشاهد ، ستظل تتذكر مشاهد كثيرة معها، مثل المشهد المهم بين سارة وعلي والذي أخطأ وقال لها انا حاسس إننا معطلين بعض ، ومشهد مفاجأة علي لها بخطوبته وغيرها من المشاهد.
أحمد داوود ممكن القول أنه من أفضل أدواره في السينما حتى الآن، قدم شخصية علي بأداء جيد جدا وأحاسيس صادقة.
أحمد خالد صالح وجيهان الشماشرجي أداء مقبول.
وهناك ضيوف شرف سوسن بدر وعماد رشاد كان حضورهما لافت بشكل كبير.
المخرجة والمؤلفة هبة يسري في فيلمها الروائي الأول بالطبع هو مشروع عمرها الذي كانت تحلم بتحقيقه ونجحت في صناعة فيلم يقترب من الجمهور ويحرك مشاعرهم مع الاهتمام بالتفاصيل ، وصورت شوارع القاهرة مع نانسي عبدالفتاح بإحساس كبير ، وأخرجت من الممثلين أداء متميز ، أحد المخرجين الكبار قال لي ذات مرة لدينا مخرجين شباب جيدين على مستوى التكنيك ولكنهم لا يملكون مشاعر ! اعتقد هبة لديها احساس عالي وظهر في مشاهد كثيرة والأهم أن تستمر في حبها واخلاصها لمشاريعها السينمائية القادمة وألا تذهب إلى الدراما التليفزيونية سريعا ! وتفقد شغفها في السينما.
الهوى سلطان فيلم يقترب من الواقع وعلاقات الصداقة والحب ونجح في تحريك مشاعر الجمهور ، ويؤكد للمرة الألف ان العمل الجيد يصل إليه سريعا وقلت سابقا ان الجمهور يفتقد إلى الأعمال الرومانسية والتي تقترب منهم ولذلك رحبوا بهذه التجربة، وبالتأكيد سيحقق أرقام في شباك التذاكر مفاجأة لصناعة وبالطبع ساعدت الأغنية الدعائية لبهاء سلطان في زيادة حماس الجمهور لمشاهدة الفيلم.
بالمناسبة يوجد مشهد love scene بين سارة وعلي لم تقدمه السينما المصرية منذ فترة طويلة ! الجمهور تفاعل وسمعت بعضهم يقول “القبلات رجعت للسينما المصرية من تاني ” .
أخيرا يجب تحية الإنتاج الذي تحمس لهذا الفيلم ومنح الفرصة لمخرجته.
تقييمي للفيلم 7/10 .