مقالات الرأى

أحمد فرغلي رضوان يكتب: المعايير المزدوجة وإحباط الجماهير

سؤال الساعة الآن عند ملايين المواطنين العرب هو عن  المعايير المزدوجة العالمية ومع السؤال يأتي الكثير من علامات الاستفهام، بسبب الظلم الواضح في تعامل الغرب والمنظمات الدولية مع الصراع الحالي في الشرق الأوسط بين الفلسطينيين و الإسرائيليين والذي أتم الشهر الأول ، اقترب خلاله عدد  الضحايا من الفلسطينيين المدنيين من رقم عشرة آلاف ! بينهم أكثر من أربعة آلاف طفل!! هل لو كان هذا العدد قتل في أي دولة أخرى هل كنا سنشاهد فقط بيانات الإدانة من العالم ؟!
للأسف حتى الآن منظمات الأمم المتحدة المختلفة أصدرت العديد من البيانات تندد بالعدوان الوحشي من الجانب الإسرائيلي ضد المدنيين وبعض ما يقوم به جيش الاحتلال الإسرائيلي يرقى إلى مستوى جرائم الحرب ! ورغم ذلك العالم غير قادر على اتخاذ قرار وقف إطلاق النار بعد فشل التصويت في مجلس الأمن على القرار ويستمر الوضع كما هو عليه إلى هذه اللحظة وسط صمت مشين من دول العالم وجرائم حرب يومية ضد منشآت مدنية على رأسها قصف لجيش الاحتلال على المستشفيات الفلسطينية.
التباين في المعايير المزدوجة العالمية كان واضحا بين رد الفعل الغربي تجاه الحالة الأوكرانية مقابل الحالة الفلسطينية.
حتى الآن فقط كلام من هذه المنظمة أو تلك مجرد تسجيل موقف، للأسف الحرب التي تشنها دولة الاحتلال مستمرة وبقوة غاشمة وهدفها هذه المرة تصفية القضية الفلسطينية وإعادة حلم مشروع غزة الكبرى الذي تحدثت عنه مراكز بحثية في الولايات المتحدة الأمريكية قبل 15 عاما وجزء منه إبعاد الفلسطينيين عن أرضهم وتوطينهم في سيناء !
لذلك مصر الآن  تتعرض لضغوط كبيرة لقبول هذا المشروع الحلم بالنسبة لإسرائيل والولايات المتحدة !
ولكن الدولة المصرية أعلنت على لسان أكثر من مسؤول على رأسهم رئيس الجمهورية رفضهم لهذا الطرح أساسا لأنه يعني إنهاء القضية الفلسطينية إلى الأبد وضياع حقوق أصحاب الأرض الشعب الفلسطيني وهنا أشير إلى موقف مهم من الأزهر الشريف والذي أطلق بيانا قويا حث فيه الشعب الفلسطيني على الدفاع عن أرضهم والموت فوقها فرسان وأبطال وشهداء.
الرهان الآن على الرأي العام العالمي وأحرار العالم في تلك الدول لأن الأمر اللافت خلال الأسابيع الماضية كان انتفاض الشعوب في أكثر من مدينة عالمية وتظاهرات بعضها كان يتجاوز رقم المليون في عدة مدن عالمية وعربية بالإضافة لردود أفعال غير مسبوقة منها استقالات في أحزاب و برلمانات دولية، إلى جانب اعتراضات من شخصيات عالمية كانت “تغض الطرف” تجاه جرائم إسرائيل مثل الرئيس الأمريكي الأسبق أوباما، ممكن القول إن هناك انقلابا في موقف الرأي العام العالمي تجاه إسرائيل لأن تصرفاتها العسكرية الوحشية فاقت كل القوانين والأعراف الدولية وحقوق الإنسان ووصلت لحد التطرف والعنصرية في تصريحات بعض صناع القرار في الحكومة الإسرائيلية مثل التصريح الخطير الذي أطلقه مؤخرا وزير التراث الإسرائيلي بإمكانية استخدام قنبلة نووية فوق غزة !!
نحن أمام دولة احتلال تواصل عدوانها الغاشم تحت مظلة نظام عالمي “أعمى” لا يرى تصرفاتها وخرقها للقوانين الدولية في عدوانها العسكري على غزة.
هل سيكون هناك موقف قوي من الدول العربية والإسلامية في القمتين المقررتين الأسبوع القادم في السعودية ينهي الحرب على غزة وينقذ الأبرياء من الشعب الفلسطيني؟

زر الذهاب إلى الأعلى