أحمد فرغلي رضوان يكتب : العميل صفر ..نجح في الاختبار

خطوة البطولة الأولى في السينما تكون عادة صعبة وتكون نتيجتها حاسمة لا تقبل القسمة على اثنين أم الاستمرار أو التراجع مرة أخرى للبطولة الثانية للأبد وحدث ذلك كثيرا مع أكثر من فنان أسماء كبيرة الآن تجربة بطولة وحيدة ثم عودة من جديد للأدوار الثانية.
من أكثر الفنانين الذين كانوا مرشحين لخطوة البطولة منذ فترة هو أكرم حسني وخاصة بعد نجاحات كبيرة في البطولات المشتركة أبرزها فيلمي “البدلة” و” بنك الحظ” وربما تأخرت بسبب انشغاله في الدراما التليفزيونية.
اختار أكرم في بطولته الأولى فيلم ” العميل صفر ” وهو من تأليف وائل عبدالله وإخراج كريم العدل تقديم الكاركتر الكوميدي الأنسب والأكثر ضمانا مع الجمهور  لتلك البداية وهو “البطل الغبي” حيث تكون مساحة الكوميديا كبيرة ومتنوعة وخاصة القائمة على المفارقة وردود الأفعال بسبب غباء البطل في التعامل مع المواقف و أجاد أكرم كثيرا في تقديم مشاهد كوميدية قائمة على ذلك سواء بمفرده أو مع باقي فريق العمل أسماء أبو اليزيد أو مصطفى غريب  والذي قدم معه أكثر من مشهد تفاعل معهم الجمهور كثيرا مثل موقفه وهو يتقدم لخطبة الفتاة ورد فعل أكرم على التصرف من أقوى مواقف الكوميدية في الفيلم.
العميل صفر من الأفلام الكوميدية الجيدة في عام 2023 ولكن كنت أتوقع صناعة مواقف كوميدية أفضل وأكثر بسبب موهبة أكرم وخبرته الطويلة في مجال الكوميدية منذ تقديمه للبرامج، ولكننا أمام تجربة بطولة أولى وتعتبر جيدة ونجح في الاختبار للعبور بأمان ويحقق أيضا إيرادات جيدة مقارنة بأفلام الموسم لنجوم شباك.
منذ البداية يقدم الفيلم البطل بشكل كوميدي ساخر من حيث شكل الجسد والذي لا يصلح لكي يكون حارس أمن في مكان هام ممكن يكون مناسب كحارس عقار ! ثم عدد من مشاهد الأكشن الكوميدية لتقديم البطل “سرقة المتحف” و تم صناعتها بشكل جيد فنيا من المخرج كريم العدل وهكذا سريعا يتم تقديم البطل ليتوقع الجمهور مواقف وطرائف مع هذا الحارس الغير مؤهل تماما لمهمة عمله.
الفيلم حافظ على إيقاع جيد حتى النهاية مع وجود عدد من المواقف الكوميدية المستمرة واستخدم أكثر من عنصر فني بالذات الموسيقى التي يجيدها أكرم حسني وتم توظيفها بشكل جيد جدا في مشاهد النهاية.
ولكن ستجد في السيناريو أشياء غير منطقية ومقنعة مثل اختفاء ومقتل رجل العصابة دون أن يشعر أحد بذلك رغم أنه معهم في نفس الفندق وهو المرافق للضيوف !
تكوين فريق معاوني “صفر” في المهمة لا أفهم وجود شخصية المدرب كانت مقحمة بشكل واضح بالإضافة للتمثيل السيء للممثل ، كان يكفي مصطفى غريب وأسماء أبو اليزيد أو  الاستعانة بالأب بيومي فؤاد مع الفريق لزيادة جرعة الكوميديا أثناء المهمة بالطبع هو مناسب أكثر لأجواء الأكشن الكوميدي
الفيلم استغرق وقت طويل وتغييرات في فريق العمل ربما أثر ذلك على السيناريو.
على مستوى التمثيل أكرم حسني قدم أداء كوميدي جيد  ولكنه يشبه كثيرا من ردود أفعاله التي سبق وشاهدناها.
أسماء أبو اليزيد أداء مقبول واجتهدت في تقديم الكوميدية في حدود إمكانياتها مثل التلاعب بالألفاظ أو ردود الأفعال، هي ممثلة موهوبة ولكن كانت تحتاج مواقف أكثر تلائم أدائها وسط هؤلاء الكوميديانات.
مصطفى غريب كان الأفضل من بين الأبطال المساعدين وردود أفعاله طبيعية، ممثل موهبته الكوميدية كبيرة.
باقي فريق الممثلين فاطمة البنوي و فيدرا و منذر رياحنه و دينا كان حضورهم جيد ولكن لم يقدم أحد منهم مشاهد تستحق أن تتوقف عندها.