مقالات الرأى

أحمد فرغلي رضوان يكتب : الحريفة ..الوجوه الجديدة تربح الرهان

لم أكن مهتما كثيرا بمشاهدة تلك التجربة الجديدة وتركت وقت المشاهدة للصدفة ولكنها كانت صدفة جيدة التي قادتني لمشاهدة هذه التجربة السينمائية اللطيفة الخفيفة الممتعة لمجموعة من شباب الممثلين الموهوبين وهم أبرز العناصر الفنية بكل تأكيد لفيلم “الحريفة” من تأليف إياد صالح وإخراج رؤوف السيد.
في رأيي هو من أكثر الأفلام واقعية عن كرة القدم وأحلام الشباب والبسطاء، بعد رائعة عادل إمام ومحمد خان فيلم “الحريف” ، بعيدا عن الأندية والملاعب الرسمية التي تحدثت عنها معظم أفلام كرة القدم السابقة، نشاهد من خلال فيلم “الحريفة” هذا المصطلح والذي يطلق على أصحاب المهارة في لعب الكرة قصة عدد منهم والمنتشرين في أحياء القاهرة جميعها دون استثناء ويملؤون الساحات الشعبية ومراكز الشباب لعبا ومراهنات على مباريات الكرة في تقليد منذ قديم الأزل وطالما كانت تلك المباريات سببا في شهرة لاعبين وانتقالهم فيما بعد إلى ملاعب الكرة الرسمية.
رغم البداية الدرامية التقليدية والبطيئة بعض الشيء للتعريف بأحد أبطال الفيلم وعائلته إلا أن السيناريو نجح في التحول سريعا للأفضل مع بداية دخول “ماجد” نور النبوي لحياته الجديدة مع مجتمع غريب عليه وهنا بلغة كرة القدم كانت ضربة البداية الحقيقية للسيناريو وأصبح أكثر متعة ورتم سريع أيضا ، مع دخول باقي شخصيات الفيلم من الشباب ششتاوي وحته والنص وغيرهم اكتمل فريق الأبطال من الحريفة.
الفيلم سهل تتوقع أحداثه بنسبة كبيرة لا مفاجآت كثيرة في السيناريو وخاصة رحلة الصعود والفوز بالمسابقة ولكن واقعية أماكن التصوير والشخصيات والأداء التمثيلي المفاجيء بالنسبة لي كان عنصر جذب كبير للفيلم للمشاهدة.
كاست تمثيل الفيلم أفضل طاقم تمثيل صاعد شاهدته منذ فترة والمجموعة كانت جيدة جدا ومتجانسة ومناسبة للأدوار رغم أن بعضهم أكبر سنا من المرحلة الثانوية.
الساحرة المستديرة كرة القدم كارت رابح بلا شك بسبب جمهور السينما من الشباب وهم نسبة كبيرة جدا.
السر في نجاح أي عمل فني هو الاهتمام بالتفاصيل خاصة في صناعة السينما وأصبح العديد من الأعمال تهمل الكثير من التفاصيل.
وأكرر مهم جدا لأن الاهتمام بكل التفاصيل يرفع من مصداقية العمل وشاهدنا اهتمام المخرج في “الحريفة” بها في اختيار  أماكن التصوير الحارة وساحات لعب الكرة حتى مشاهد الممثلين وتنقلاتهم في التوك توك أو اتوبيس النقل العام كانت مفيدة ومقنعة جدا لمصداقية شخصيات الفيلم ، كذلك ملابسهم ، لهجة الحوار شاهدت أشياء واقعية.
مواقف وحكايات الأصدقاء المليئة بالمرح والشهامة رغم صغر سنهم حاضرة في لحظاث مؤثرة دراميا خلال السيناريو ونالت استحسان الجمهور حولي والذي تفاعل كثيرا.
الجمهور دون شك هو الداعم لأي عمل فني جيد حتى لو كان بطولة وجوه صاعدة ودون وجود نجوم شباك .
موسيقى المهرجانات في الفيلم من العناصر اللافته أيضا وتم استخدامها بذكاء مع المونتاج و الاغنيات الشهيرة لها عن كرة القدم مثل  ” برازيلي وأسمر برقصها سامبا ” وتفاعل الجمهور معها بشكل كبير ، صناع الفيلم بحثوا عن تفاصيل كثيرة تناسب مزاج الجمهور ونجحوا في توظيفها.
فريق العمل من الممثلين يستحقون الحديث عنهم طويلا ولكن أنصحهم جميعا بعدم الإنصات للمديح المبالغ فيه خاصة نور النبوي المشوار لا يزال في بدايته والخطوات القادمة هي الأصعب والبطولة ليست سهلة إطلاقا وكذلك أحمد غزي من أكبر مفاجآت الفيلم ويستحق فرص كثيرة وموهبته واضحة جدا ، وكذلك عبدالرحمن محمد و كزبرة ونور ايهاب وخالد الدهبي وسليم الترك ظهروا بشكل جيد.
أما الكابتن أحمد حسام ميدو نجح المخرج في الاستفادة منه بشكل غير تقليدي للاعبي الكرة عندما يمثلون.
في الأسبوع الأخير أصبح الفيلم يتصدر الإيراد اليومي لشباك التذاكر بعد أن بدء عرضه في المركز الثالث ثم الثاني ! بالتأكيد السبب رد الفعل الإيجابي للجمهور على الفيلم، كما قلت الواقعية تربح دائما وتدخل قلوب الجماهير سريعا.
برافو لصناع الفيلم ويمكنهم عمل جزء ثان قلت ذلك بعد مشهد عودة ماجد من المطار هي نقطة انطلاق للجزء الثاني حيث يبدأ رحلة احترافه الأوروبي ويلحق به أصدقاؤه هناك ونعيش معهم قصة كوميدية جديدة لتحقيق أحلامهم، يجب الاستفادة من نفس الكاست سريعا والاستفادة من رد فعل الجمهور في موسم الصيف القادم مع الحريفة2 .

زر الذهاب إلى الأعلى