أحمد فرغلي رضوان يكتب: ، here ..تجارب السينما لا تنتهي
تخيل أن يكون معك نجم جماهيري أوسكاري مثل توم هانكس وتجازف بصناعة تجربة صعبة مثل فيلم here ! هذا ما فعله المخرج روبرت زيميكس الحائز على جائزة الأوسكار أفضل إخراج.
الفيلم عرض ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الدورة 45 ، العرض الأول على مسرح دار الأوبرا ممتليء عن اخره رغم ما قيل عن تجربة الفيلم الجديدة .
سرد جديد وتصوير جديد ورواية فيلم بطريقة غير معتادة من خلال زاوية تصوير واحدة ! نعم زاوية واحدة لتصوير لكل مشاهد الأحداث مع تغيير الديكور والممثلين داخل حجرة واحدة في منزل على مدار مئات السنين، في نفس المكان تتعاقب الشخصيات والعائلات على نفس المنزل مع اختراعات الحياة عبر عصورها المختلفة !
بالتأكيد هناك ملل يتسرب إليك ولكن شغف معرفة النهاية هو ما يجعلك تنتظر لمشاهدة كيف ستنتهي هذه التجربة السينمائية العجيبة والجريئة.
نشاهد عدد من الشخصيات يرون حياتهم ويومياتهم من خلال ذلك المنزل ، بعضهم كان خفيف الظل ومسلي وبعضهم كان العكس ، كذلك استخدام المخرج لتقنية de-aging في التلاعب بعمر الممثلين كانت من مفاجآت الفيلم عندما تشاهد توم هانس وروبن رايت في عمر المراهقة والشباب مرة أخرى ، وتفتح باب التكهنات جول تجارب سينمائية قادمة كيف ستكون ومدى تقبل الجمهور لها ؟
ما بين الماضي البعيد جدا عصر الديناصورات والمستقبل وما بينهما وكيف كانت الحياة تدور أحداث الفيلم المأخوذ عن رواية ريتشارد ماجوير الثادرة عام 2014 ويبدو مجددا المخرج زيميكس مفتونا بلعبة الزمن وتغييره في أعماله طوال الوقت ومن المؤكد أن التلاعب بالزمن مع دخول الذكاء الاصطناعي سيكون بلا حدود في السينما خلال الفترة القادمة ! ولكن في نفس التوقيت يفتح باب قلق عن مدى استخدام التقنية “المرعبة” خاصة ازالة الشيخوخة واحتفاظ الممثلين بشبابهم حيث يجب وضع حدود وحقوق لها .
بالطبع اكبر عنصر كان جاذب للجمهور هو عود بطلي فيلم “فورست جامد” مع مخرجه ولكن النتيجة لم تكن بنفس المستوى للتجربة الأولى ، هي تجربة سينمائية جديدة وتفتح باب المزيد من الأفكار والتجارب في عالم السينما.
السيناريو ظلم بعض الشخصيات الكثيرة التي ظهرت وتركيزه على شخصيتين فقط، وحاول السيناريو الانتقال بين الشخصيات والأزمنة المختلفة والربط بينهم بشكل جيد ولكنه جاء مربكا بشكل لافت ! رغم المعاني الكثيرة التي حاول وضعها ” حياة،موت، حب،مرض …” ولكن فشلت في التأثير بشكل كبير .
أيضا الحوار والمفترض انه كان هو العنصر الأهم في عمل مثل هذا، لم يكن جذابا وجاء متوسطا ، التمثيل كان مميزا من توم هانكس وروبن رايت وقدما أداء جيد ولكن الشخصيات ليس بها مساحة كبيرة للابداع.
تجربة جريئة ومجنونة ولكنها مملة وقصة ضعيفة على مستوى شخصياتها وأحداثها.