مقالات الرأى

أحمد عبد المقصود يكتب : متي نتعلم من تجاربنا السياحية؟

ما هو الهدف من عقد جلسات حوارية تحت عنوان «صياغة الخريطة السياحية لمصر ووسائل الجذب لها» علي هامش فاعليات الحوار الوطني وكأن مصر دوله حديثه ما زالت تتلمس طريقها نحو الدخول الى سوق السياحة.
القضية يا ساده لا تحتاج إلي جلسات حوار او لجان رئيسية وأخرى فرعيه، فقط عودوا الي تجارب الدكتور فؤاد سلطان في التنمية السياحية وادرسوا جيدا ما قام به من اجل زيادة الاستثمارات السياحية في مصر فقد قام باتخاذ قرارات جريئة وغير مسبوقه بتذليل جميع العقبات أمام رؤوس الأموال التي سال لعابها فبدأت ضخ اموال لا حصر لها في بناء الفنادق والقرى السياحية في شرم الشيخ والغردقة ،
وبرؤيته الاقتصاديه قام بفتح مقصد سياحى جديد ووضع مرسي علم علي الخريطة السياحة ، وجاء الدكتور البلتاجي ومنح المستثمرين بتلك المدينة الجديده إعفاءات ضريبية لمدة ١٠ سنوت.
من الممكن جدا إعادة شعار ” السياحة قاطرة التنمية الاقتصاديه” الذي اطلقه الدكتور ممدوح البلتاجي وزير السياحة الاسبق رحمة الله عليه ، في حالة وجود إرادة حقيقيه وإيمان بدورها الحيوى والهام في زيادة دخل البلاد من العملات الاجنبية وتحسين ميزان المدفوعات وتوفير فرص عمل لا حصر لها.
عودوا إلي إبداع هذا الرجل الذي لن يتكرر في الترويج السياحي لمصر، وكيف جعل السائحين يتدفقون علي مصر بعد ثلاثة أشهر فقط من حادث الأقصر الشهير! عودوا الي قيامة بإطلاق حمله ترويجية تحت شعار ” الريفيرا المصرية ” لجذب شرائح جديده من السائحين لمنطقة سيناء، وكيف قام بزيادة اعداد السوق الألماني من ٤٠٠ الف سنويا الي مليون!!
حقيقة الأمر اننا في أمس الحاجة لفكر البلتاجي وسلطان، لانه ليس من المنصف ابدا ان تحقق تركيا دخل يصل الي ٤٦ مليار دولار خلال ستة اشهر فقط وهو عمر موسمها السياحي السنوي ، في حين ان مصر التي يمتد موسمها السياحي الي ١٢ شهر تحقق ١١ مليار دولار فقط!!
واقع الحال ان الحكومة المصرية لديها أستعداد لمساعدة القطاع وسبق وإن أطلقت العديد من المبادرات الداعمة له، والدكتور مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء يجتمع بصفة دورية مع وزيرى السياحة والطيران ووكل الأطراف المعنية ، ولكن الحكومة في حاجة الي من يقدم نصائح امينه يطرح حلول جاده قابله للتنفيذ.
في نهاية الأمر لدينا تجارب وزراء سابقين نجحوا بشكل مبهر في وضع السياحة علي رأس القطاعات المغذية للاقتصاد القومي، ولدينا ايضا تجارب تركيا واليونان واخيرا السعوديه، وكل ما علينا ان ندرس هذه التجارب ونطبقها كما هي…

زر الذهاب إلى الأعلى