أحمد الشوكي يكتب: عبد الوهاب. من الذي اغتال الفن في مصر؟
كان الموسيقار محمد عبدالوهاب-وكما هو معروف عنه-مجاملا ويخاف أيضا ‘وكما قال مرة للموسيقار حلمي بكر في الماضي إذا ضربني أحد بشيء أجد تسعة يدافعون عني أما الأن إذا ضربني التسعة فأجد واحدا يدافع عني ‘وكان لهذا السبب ولغيره من الأسباب لا يحب الأستاذ أن يؤذي أحدا ‘ وكثيرا ما كانت تدفعه الظروف الحاكمة أن يلحن ما لا يؤمن به ‘وعقد عبدالوهاب في أقواله التي نشرت منذ ثلاثة عقود ولا تزال حاضرة بين ناصر والسادات مقارنة ‘وكان يجد الحال العربي ملئ بالمرارة ‘وأن كل شيء في مصر أخر‘‘بوظان‘‘ قي ذلك الوقت وكان يقول عن الفن اعطه كل شيء تأخذ منه كل شيء ‘وأن هناك فنان الفن كسب له ‘وهناك فنان كسب للفن وكان يري أن طريق النهوض بالأغنية فبالحرص علي أمانة الكلمة واللحن والأداء والنهاية قيمة الإنسان في مشواره وليس في نجاحه ‘ويقول أصبحت عصبيا حزينا لأنه لا يوجد الأن ما يطربني. وأراء أخري حول الفن منها أن القصبجي كان ثائرا أكثر منه جميلا بينما السنباطي كان جميلا أكثر منه ثائرا ‘وكان يري أن عهد سيادة الصوت سيتراجع ليحل محل عهد العمل الموسيقي المتكامل. وطرح السؤال المهم. من الذي اغتال الفن في مصر؟..هل نوعية الفنانين أم البيئة أم المناخ أم الظروف الاجتماعية؟ رحم الله عبد الوهاب الذي اقتربت ذكري رحيله مع مطلع شهر مايو وقد حضرت جنازته التي ضمت كبارا بعده رحلوا أيضا رحمهم الله جميعا ورحم زمانهم. وعزاؤنا في فنهم.