مقالات الرأى

أحمد الشوكي يكتب: العيد من غير خالد الأمير.

بقلم . أحمد الشوكي

0:00

تعمقت علاقتي بالموسيقار الكبير خالد الأمير وجمعنا الفن والسهر وأحاديث الذكريات يوما وراء يوم حتى صار لي في مقام الأب البار وأنا كنت الأبن الوفي ورحل صديقي العظيم منذ عامين في شهر رمضان الفضيل، وستحل ذكراه الثانية أيام العيد وكان أخر ما سأل عنه أن يراني وهاتفني فأوصيته بالصبر. 

كنا نتقابل بشقته في ناصية شارع فؤاد أمام حديقة الأزبكية حيث الذكريات التي تبحث دائما عن من يتذكرها ، قال لي ها هنا في البلكونه وأمام حديقة الأزبكية كان يجلس أحمد رامي وكان يحب رؤية القمر ، ويتذكر أول لقاء له بأم كلثوم وهنا جاءت إليه أم كلثوم ورامي يستمعان لحنا لحنه الأمير لأم كلثوم  وكان الاختلاف علي مقطع ‘انتهينا م العتاب‘ حيث رأي رامي أن لا عتاب بين الأحبة فانصرفت أم كلثوم عن غناءها وقد كانت معجبة بلحنها وقد دعت أم كلثوم الأمير لنزهة في النيل جرت السفينة بهم حتي المنيا وعادت وقد استوي شواء الخروف وقالت الست للأمير اءتني بمرآة فقال لها من أين فقالت له تصرف فخلع مرآة الحمام واحضرها فإذا بأم كلثوم تنظر في وجهها ومن خلفها مشهد الهلال في ليل السماء فقد كانت تحب أن تراه كان هذا اليوم احتفالا بعيد ميلاد أم كلثوم وكان معهما الشاعر أحمد رامي الذي قالت له الست مداعبة ‘‘اجري ياواد يارامي هات لنا بطيخ‘‘ فقال لها مداعبا أيضا طول عمري أجري وراكي يا ست مش هجري اجبلك بطيخ” وتوالت اللقاءات مع الأمير التي كان يجمعها حب الفن  وذكر لي شهادة في حقه قالها عنه موسيقار الأجيال عبد الوهاب بأنه ‘‘ذو ذوق‘‘ وذكر تشابها بين فعلي وفعله فحين لحن لفهد بلان ‘‘الحصان‘‘ قال له عبد الوهاب لا يستطيع أحد أن يلحن له كما لحنت فقد وقفت تجربته عندك وحين لحنت أنا وغنت من أشعاري سناء نبيل حفيدة شقيقة أم كلثوم وكان يحب أن يلحن لها لكن بعد أن سمع ما غنته لي قال لي لن يستطيع أحد أن يجاريك فيما تفعل مع كل الأصوات سواء كانت سناء أو السوبرانو علياء الباسوسي أو الشيخ إيهاب يونس قال لي ‘‘وقفوا عندك‘‘ وكان يعجب بتجربتي الشاملة بما فيها شعري الملقي بمصاحبة موسيقاي أوما تغني به المطربون لكنه كان يقول لي لا توجد امرآة تستحق ما تكتبه من شعر أو موسبقي. ذكريات كثيرة جمعتني بالموسيقار خالد الأمير وكانت تدور بيننا أحاديث الصباح والمساء والذكريات الباقية على منطقة وسط البلد وكوبري الأزهر وطريق العودة من رحاب الإمام الحسين ومشهد شقته المتلألئ بالمحبة والفن والسيارة تسير فوق الكوبري.

ذكريات أظل أذكرها .. رحم الله الصديق والفنان الجميل صاحب لحن وحشتني لسعاد محمد وكده برضه يا قمر ومعقول نتقابل تأني لهاني شاكر وسألوني بنا ايه لمحمد ثروت وتعودت عليك والحب الحقيقي لشادية والبياعين لرشدي ومئات الألحان الخالدة.

زر الذهاب إلى الأعلى