مقالات الرأى

أحمد الشوكى يكتب : رشدي .. شاهد علي لحظاته الأخيرة

كنت من بين وجوه قليلة للغاية شاهدها المطرب الشعبي الكبير محمد رشدي قبل أن يدخل في غيبوبة طويلة فاق منها علي لقاء الله وكان من بين كلماته الأخيرة أن سأل عن أنه غني للأبنودي وغني لأحمدالشوكي فأين يكمن فضله قال فضلي في اختياراتي. وكنت أخر من تغني محمدرشدي بأعمالهم وغني لي في البومه الأخير ‘‘قطر الحياه‘‘ أغنية‘‘المواجع‘‘ التي يقول مطلعها.. ماتقلبش المواجع.. ماتصحيش الجراح .. أنا حزني مني فيه.. يمكن أنسي اللي راح.

وكنت في الحقيقة أعد له أغنية غير هذه كانت قد أعجبته اسمعته إياها قبل أعوام بعد أن التقينا أول مرة بالأوبرا وكان بصحبته بليغ حمدي ود. جمال سلامه. وقد اتصل رشدي بي يسألني وهو يعد هذا الألبوم الأخير أين الأغنية التي اسمعتني إياها قلت له سآتيك بها قال بل اذهب بها للمنتج محروس مباشرة وقبل أن اذهب قلت أأذهب بأغنية واحدة .. لا ، سأعد له أغنية جديدة وكان الملحن محمد مرسي الذي عرفني عليه الفنان محمود يسين قد اسمعني لحنا شعرت أنه يصلح لرشدي فأخذت اللحن ووضعت عليه كلاما آخر فكان ماتقلبش المواجع .
أحاديث طويلة دارت بيني وبين رشدي أذكر منها أن قلت له ذات يوم هناك أسماء لشعراء مشهورين قد لا تخرج منها ببيت شعر واحد قال مثل من.. قلت مثل النابغة الذي لن تجد له أحلي من بيته الذي قال فيه:
ولست بداخر أبدا طعاما خذار غد. لكل غد طعام.

فقال هذا البيت يمثل حياتي أنا محمدرشدي وقد كان فعلا لا يكاد يشغل نفسه بمستقبل أيامه المادي فقد كان ينفق ما في الجيب وينتظر مايجود به القدر. وكان قدذهل حينما رآني أعزف علي عود بليغ حمدي الذي كان يحتفظ به لديه وكان في ذهول أشد حين قلت له مستقبلي الشعري مرهون بموسيقاي أيضا فقد كانت تشغلني معه الشعبيات ولم أكن قد طرحت بعد شعري الملقي بمصاحبة موسبقاي. قال لي بعد أن استمع إلي شعبياتي.. أين أنت من زمان طال انتظاري فبه لك. ؟ كنت صغيرا وكان هذا بداية المشولر. رحم الله رشدي الذي تدق الأن الساعة وتؤكد الأيام ذكري رحيله في مطلع مايو من كل عام ومع احتفالات عيد العمال اللذين طالما غني لهم. رحمك الله أيها الشعبي الكبير.

زر الذهاب إلى الأعلى