مشيرة موسى تكتب ” عندنا غسيل “
زمان وانا صغيرة كان فى كل بيت يوم اسمه ” يوم الغسيل ” … الحقيقة كان يوم دربكة جامدة … لما كنا عايشين فى بيوت كبيرة جدااااااااا … كان فى حاجة اسمها ” اوضة الغسيل ” … كانت موجودة اما على السطوح او فى البدروم … اللى ماكانش عنده الرفاهية دى … كان بيغسل فى الحمام عادى … لكن أؤكد لكم ان يوم الغسيل كان يوم غير عادى … باحكى الحكاية دى علشان الجيل الحالى يعرف الرفاهية اللى هما عايشين فيها … ما علينا … اولا لازم أوضح ان نوعية الغسيل كانت مختلفة تماما عن غسيل اليومين دول … غسيل زمان كان له قيمة ووزن … الكلام ده مش هزار … الملايات كانت قطن تقيل … اما البيجامات فكانت من الكستور اللى له وزن … استعدادات الغسيل كانت بتبدأ ان ” الست الغسالة ” بتولع البابور وتملا البستلة بالميه … و على ما الميه تغلى … كانت بتبشر الصابونة ماركة ” الشمس ” بمبشرة البصل … مكانش لسه فى صابون غسيل جيل او بودرة … وبعد المية ما تغلى ” يتم اضافة الصابون والغسيل والتقليب بعصاية الغلية ” … بعد عملية الغلى دى تيجى عملية الدعك باليد فى الطشت … ثم عملية الشطف … وتليها عملية اضافة الزهرة ” بودرة زرقاء اللون ” علشان الغسيل الأبيض يبقى ناصع البياض … كده الغسيل لازم يتنشر على الحبال … اوعوا تفتكروا كان فى دراير مثلا … لا طبعا … لسه على الاختراع ده سنين كتيييييير … نشر الغسيل ده بأااااه له خطوة تانية … اذا كان الناس ساكنين فى شقة عادية … كانت الحبال بتبقى ناحية الشمس … فى طريقتين للنشر بتعرف منهم المستوى الاجتماعى لأصحاب الغسيل … لو الملابس الداخلية البيضا اللى زى الفل هى اللى بره ( تواجه الشارع ) يبقى الست عايزة تورى شطارتها للعالم … وغالبا دى منطقة شعبية … ولو الملايات والقطع الكبيرة هى اللى بره يبقى المستوى الاجتماعى اعلى شوية … وبعدين جت مرحلة الناس استخدمت البوتجاز فى غلى المية … وفجأة طلع اختراع الغسالة الهاف اوتوماتيك … الله على الاختراعات … بدأ الناس المقتدرين يستغنوا عن البابور والبستلة والطشت الكبير … الغسالة كانت اسطوانية ومتركب عليها عصارة يدوية … الست تشيل الغسيل تعصره وغالبا ترميه فى البانيو علشان تشطفه … ولسه كانت مرحلة الزهرة موجودة … وبعد شوية بدأت تظهر اعلانات الصابون المبشور ” رابسو وسافو ” … كما ظهرت الغسالة ام حلتين … واحدة للغسيل وواحدة للشطف …وفى الحلتين بنستخدم خرطوم المية اما لملء المية او صرفها … واخيراااا جاءت إلى الدنيا الغسالة الفول اوتوماتيك … واخترعوا لها الصابون واشى بيبيض واشى بيزيل البقع واشى واشى … يا نهار ابيض على الاختراعات … مفيش نقطة مية على أرض الحمام او المطبخ … ايه الحلاوة دى … ثم اصبح الغسيل واحد من أسهل المهام المنزلية … وزيادة فى الدلع اخترعوا لكم ” الدراير ” أو المجفف … وبدأ الهجوم على المناشر الخارجية باعتبارها مظهر من مظاهر التخلف … خاصة لما يكون المنشر على واجهة العمارة … وظهرت المناشر البلاستيك والمعدن داخل البلكونات واللى بتزاحم اهل البيت لما الجو يمطر … لكن كلمة حق مفيش زى الغسيل الأبيض بتاع زمان … وكل لحظة وانتم والحبايب بألف خير … طلعتوا ولا نزلتوا البطاطين والهدوم الشتوى ولا لسه …