مقالات الرأى
مشيرة موسى تكتب ” عايزة عاشورة “
كان زمان فى مواسم … زى ما فى كحك فى العيد … وحلاوة المولد فى مولد النبى … كان فى عاشورة فى عاشوراء … انا ما اكلتش عاشورة السنة دى … وعايزة عاشورة … ومش اى عاشورة كمان … خللينى احكى لكم عن هذا الطقس الهام اللى زيه زى حاجات كتيييييير بدأ يندثر … كانت جدتى الله يرحمها لازم تعمل حلة عاشورة كبيرة تكفى القبيلة كلها … بعد وفاتها امى الله يرحمها اخذت على عاتقها هذه المهمة وبقت بتعمل هى العاشورة … نتجمع نأكلها عندها فى البيت وبعدين واحنا نازلين ( انا واخواتى ) … كلنا نأخذ علبة كبييييرة للبيت … العاشورة من ايديها كان لها ريحة وطعم مختلف ده بالإضافة إلى انها كانت غنية بالمكسرات وفوق الوش عليها طبقة من المكسرات وجوز الهند والقرفة … يعنى وجبة كاملة … بعد وفاة امى اخذت اختى الصغيرة هذا الدور … والحقيقة كان عندها طباخة شاطرة جدااااااااا … وكان مقرر انى اروح مصر الجديدة لاستلام حصتى وحصة اختى الكبيرة وحصة اولادنا من ” العاشورة ” … حاجة فخمة جدااااااااا … كل واحد له علبة … الدلع كله … مع التنبيه ان علبة بنت اختى الصغيرة هى اللى بدون مكسرات … اختى الصغيرة مقيمة الان فى كندا … وانا ما اكلتش عاشورة … وعايزة عاشورة … ورغم كده فى ناس نسيت المواسم وفى ناس متعرفش اصلا الأكل ده واهميته التراثية … وفى ناس قصدا مقاطعة كل العادات الحلوة بتاعتنا ومقضياها دليفري … غلابة والله فايتهم كتيييييير … بمناسبة الدليفرى والأكل والبراندز وسياسة المقاطعة … اللى البعض مقتنع بيها والبعض شايف انها ستؤدى إلى قطع الأرزاق … قلت لكم انا سافرت روسيا اسبوع … بصراحة شوفت العجب … وانبهرت كما لم انبهر من قبل … لكن تجربة روسيا فى المقاطعة بصراحة مالهاش زى … عمل ايه بوتين بعد ما الدول قررت عقاب ومقاطعة روسيا بعد حربها مع اوكرانيا … روسيا مليانة سلسلة محلات وفرانشايز وبراندات … اكل وشرب وموضة وكل ما تتخيلوه … الراجل قالهم ” عنكم انتم ” محلاتكم واللى فيها ” بقت ” محلاتنا باللى فيها ” … قرار ” فى الجون بصراحة ” … وتم تغيير حرف ولا اتنين فى اسم المحل … وخلصت المشكلة … المحلات شغالة … ولم يضار احد من المواطنين الروس … عقلية جبارة … وحلول جبارة … مش باقول لكم انبهرت كما لم انبهر من قبل … اه والله …