محمد محمود عيسى يكتب : هل فاز السيسي برئاسة مصر رغما عن أمريكا والغرب؟
بدأت مصر مع ولاية الرئيس السيسي الأولى عهدا جديدا مع صورة مختلفة ومتغيرة للدولة المصرية عن سنواتها الماضية وخاصة خلال السنوات السابقة لذلك العصر مباشرة وتبلورت ملامح هذه الصورة الجديدة في أشكال متعددة بداية من استقلالية القرار المصري وحمايته والدفاع عنه ومسارات تحديث وتطوير الجيش المصري وبصورة تكاد تكون متفردة ومختلفة على امتداد تاريخ الجيش المصري الحديث مما جعله يتبوأ مقدمات ترتيبات الجيوش على مستوى العالم ومما كان له أكبر الأثر على انتشار نفوذ وقوة الدولة المصرية الجديدة كما كان له أكبر الأثر أيضا في كسر احتكار تسليح الجيش المصري وتحديد قواعد قوته ونفوذه وهيمنته ومع الجمهورية الجديدة تنوعت مصادر تسليح الجيش المصري وامتدت مساحات قوته وهيبته ونفوذه في المنطقة والإقليم حتى وصل أثرها إلى مراكز البحث العسكري في العديد من دول العالم واستكملت الجمهورية الجديدة مسيرتها في تغيير وكسر قواعد التحالفات المصرية والدولية وبشكل ساهم في تغيير خريطة العالم الجديد كما تدخلت الجمهورية الجديدة في إعادة إحياء التحالفات المصرية العربية وتقديمها للعالم الغربي بشكل قوي وجديد لم تعهده المنطقة من قبل قد تكون هذه التحالفات المصرية العربية ليست بالشكل الذي كان يتوقعه ويتمناه المواطن المصري والعربي ولكن في ظل موجات التفكك والانهيار التي تحيط وتتهدد العالم العربي وبقسوة بالغة من الممكن القول أن انتزاع أي شكل من أشكال التحالف والتنسيق القوي مع الدول العربية وفي مثل هذه الظروف الدولية والإقليمية المعقدة هو انتصار لصورة مصرية عربية متغيرة ومختلفة ومع مثل هذه التداعيات المصرية والعربية والعالمية والتي استطاعت مصر والجمهورية الجديدة أن يكون لها إسهام كبير وواضح فيها لم تغفل الجمهورية الجديدة دورها ومكانتها ونفوذها في إفريقيا والذي تعرض لما يشبه الانهيار خلال السنوات الأخيرة من حكم الرئيس مبارك رحمه الله وخاصة بعد حادثة أديس ابابا وجاءت الجمهورية الجديدة وهي تحمل هذه الإرث المتهالك من العلاقات المصرية الإفريقية وعملت على ترميم وتقوية هذه العلاقات بل وإعادة صياغتها بشكل مختلف وجديد يخدم المصالح المصرية الإفريقية ويعيد لمصر وللجمهورية الجديدة وبشكل كبير دورها ونفوذها في إفريقيا ويقدم مصر بصورتها القائدة والداعمة لكل مسيرات التنمية والنهضة والاستثمار في إفريقيا وبدأت تظهر وتتشكل ملامح الجمهورية الجديدة على اختلاف سنواتها منذ بدايتها وحتى نهاية الفترة الثانية من حكم الرئيس السيسي وهي الفترة التي بدأت تشكل نوعا من الإزعاج والقلق لأمريكا وأوروبا والكثير من دول الإقليم وذلك لأنها الفترة التي بدأت فيها الدولة المصرية الجديدة تعلن عن نفسها وبقوة وفي كل المحافل الدولية كما بدأ النفوذ المصري يستعيد قوته وتأثيره في محيطه من جديد .
كما بدأت المشروعات المصرية الداخلية تتبلور وتعلن عن نفسها في صورة اكتفاء ذاتي ووفرة مالية وتنمية اقتصادية وهي المشروعات الزراعية الكبيرة والضخمة والتي حققت طفرة كبيرة في إعادة تشكيل الرقعة الزراعية المصرية وحققت لمصر وفرة كبيرة في العديد من المحاصيل والزراعات الاستراتيجية والتي كسرت من خلالها مصر قواعد وضعها في صورة المستورد الدائم والخاضع لتبعات ضغوط وقرارت ونفوذ الدولة المصدرة وتعددت مسارات إعلان الجمهورية الجديدة عن مواطن قوتها ونفوذها مما زاد من عوامل القلق والإزعاج للغرب وأمريكا وخاصة من خلال التطوير في مجالات النقل والطرق والموانئ والمدن الحديثة المتطورة وأيضا مجالات الصحة والمبادرات الرئاسية والحكومية التي اهتمت بصحة المواطن المصري وقضت على الكثير من الأمراض الخطيرة والتي كانت تهدد صحة المواطن المصري والتي كان من أبرزها مبادرة القضاء على فيروس سي والتي أشادت بها منظمة الصحة العالمية كما كان من أهم المشروعات التي قدمتها الجمهورية الجديدة لنفسها وللعالم كله والتي كانت من أولويات المشروعات التي عملت كل القوى المعادية والرافضة لنهضة مصر وتقدمها على إفشالها هو مشروع تطوير التعليم المصري والذي قدمه العالم الكبير الدكتور طارق شوقي والتي نجحت هذه القوى المعادية في وقفه وإفشاله والعودة بمصر إلى نقطة الصفر في التعليم المصري وذلك لأنها تدرك تماما أن نجاح هذه المشروع ووصوله إلى مراحل استكماله الأخيرة وانعكاسه على الشباب المصري في صورة الإبداع والفكر والتحليل والاستنتاج ووصول تطبيق هذه المشروع إلى الدول العربية المجاورة هو بمثابة تهديد كبير وقوي وخطير لهذه الدول المعادية لذلك سخرت إمكانياتها الداخلية والخارجية لإفشال هذا المشروع ومع كل الأسف الشديد نجحت في ذلك ولكن مع النجاحات الأخرى التي حققتها الجمهورية الجديدة في مسارات داخلية وخارجية مختلفة ومتعددة خاصة مع استكمال العديد من المشروعات الاستراتيجية ووصولها إلى مراحل جني الثمار من عوائدها وتوجيه موازنات هذه المشروعات إلى التخفيف عن المواطن المصري وتوقع الوصول خلال فترة الولاية الثالثة للرئيس السيسي إلى ترسيخ وتثبيت دعائم قوة وثبات الجمهورية الجديدة وانطلاقها في المرحلة الثالثة والأخيرة منها للإعلان عن نفسها داخليا وخارجيا ومما يغير من قواعد وعوامل القوة في مصر والمنطقة كان لابد من رفض ترشح الرئيس السيسي لفترة ولاية جديدة ومع وصول نتائج الانتخابات الرئاسية إلى إعلان فوز الرئيس السيسي بفترة ولاية ثالثة وجديدة وهي بالنسبة لهم تمثل أهم واخطر مرحلة من مراحل بناء واستكمال الجمهورية الجديدة والإعلان عن الجمهورية الجديدة الحقيقية وفي كل المجالات كان لابد من الرفض والوقوف في وجه هذه المسيرة وتعطيل هذا المشروع لبناء مصر الحديثة وكما عملت هذه الدول طوال محاولات تقديم مشروعات بناء مصر الحديثة منذ عهد محمد علي ووصولا إلى مشروع الجمهورية الجديدة وهي تسعى وتعمل جاهدة على إفشال أية مشروعات لبناء وتقدم مصر